[عزة عامر]

قبل أعوام رأيتك راحلا
رأيت نعشا متطايرا برؤى أحزاني
وكنت هناك تلعب وكنت لا تتعب
كنت في وضح الشباب مزدان بالحياة
والشيب قد اشتعل في رأس المسافات البعيدة
اليوم قد صار صوت العصافير يؤلم رأسك
ودخان السجائر قد ملئت به ذاكرتك
كالضباب جاثم فوق صدرك
قبل أعوام رأيتك كطفل في ملهى ،
عبث بريئ كنت تضحك وتقتفيك دموعي ،
أتمتم بما لم تستطع شفتاي إدراكه ..
هه ما بين الضحكة والدمعة
ليس سوى علامة تعجب !
قبل أعوام رأيت اليوم في وضح الغياهب ،
مسترسل السعي إلى حاضر تكور
منذ ماض في زاوية النسيان ،
لا تشرق عليه ذاكرة قد سكن في المد ظله
قبل أعوام رأيتك تقطف الأيام من حدائق العمر ،
وترتبها بحسب أبجدية ذبولها
بين صفحات ذاكرتك الصفراء
كان هناك شيئا نزرعه
بامتداد اخضرارنا حتى مزارع الفناء ،
كان هناك شيئا نجمعه ما عاد زرع أو رواء
وإلى هنا من هناك ينتهي كل شيء
ودت يوما بين الحلم والحقيقة أن يبقى .