النصيحة والمناصحة: إرادة الخير، والإرشاد إلى ما فيه صلاح المنصوح له، ولا يكون إلاَّ قولاً، فإن استعمل في غير القول كان مجازاً. وليس في كلام العرب كلمةٌ مفردة تُستوفى بها العبارة عن معنى هذه الكلمة، فهي من وجيز الأسماء ومختصر الكلام.
= = = = = =
والنَّعَم: المال الراعية، اسم للإبل والبقر والغنم، والجمع أنعام وأناعيم. قال تعالى: (أحلت لكم بهيمة الأنعام)، وبهائمها: أولادها، وإنما خصت النَّعَم بالإبل لكونها عندهم أعظم نعمة.
= = = = = =
وانتصرَ: امتنع من ظالمه. وانتصر على خصمه: استظهر عليه وغلبه. وانتصر منه: انتقم. ويكون الانتصار من الظالم الانتصاف والانتقام. قال تعالى في نوح: (فدعا ربه أني مغلوب فانتصر)، أي دعا نوحٌ ربَّه، إنَّ قومي قد غلبوني، تمرَّدوا وعَتَوْا، ولا طاقةَ لي بهم، فانتصرْ منهم بعقاب من عندك على كفرهم بك. وإنما قال: «انتصر»، ولم يقل «انْصُرْ»، تنبيهاً على أن ما يلحقك، من حيث إني جئتهم بأمرك، فإذا نصرتني فقد انتصرت لنفسك. كأنه قال: انتقمْ منهم.
= = = = = =
الناصية: مُقدَّم الرأس. قال تعالى: (ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها)، أي ليس من شيء يدبُّ على الأرض، إلاَّ والله مالكه، وهو في قبضته ذليلٌ له خاضعٌ. وإنما خصَّ الأخذ بالناصية، دون سائر أماكن الجسد، لأن العرب كانت تستعمل ذلك في وصفها من وصفته بالذلة والخضوع، فتقول: ما ناصية فلان إلاَّ بيد فلان، أي إنه مطيع، يصرفه كيف شاء. وكانوا إذا أسروا الأسير فأرادوا إطلاقه والمنَّ عليه، جزَّوا ناصيته، ليعتدُّوا بذلك عليه فخراً عند المفاخرة. ومنه قوله تعالى في أبي جهل عمرو بن هشام المخزومي: (كلا لئن لم ينته لنسفعن بالناصية. ناصية كاذبة خاطئة)، أي لنأخذن بمقدَّم رأسه، فلنضمنه ولنُذلنه. وقال تعالى: (يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذوا بالنواصي والأقدام)، أي تجمع الزبانية ناصيته مع قدميه، ويلقونه في النار، فيُكسر كما يُكسر الحطب في التنور.