الأعلام الفلسطينيون في الموسوعة الفلسطينية
اسحق ( النبي )
هو ابن إبراهيم الخليل من سارة ولد في النقب , وفي بير السبع على الأرجح ومعنى اسحق بالعبرية ( يضحك ) لأن مولده سبب السعادة والفرح ولا سيما لأمه التي كانت قد فقدت الأمل من حملها وتذكر الروايات المقدسة أن أمه أرضعته بنفسها رغم أنها كانت في التسعين من العمر كما تضيف أن اسحق كان في صغره على علاقة سيئة بأخيه إسماعيل ولكنها أي الروايات المقدسة , تختلف فيمن أُمِرَ إبراهيم بالتضحية به من الأخوين .في الأربعين من عمره زوجه أبوه من امرأة سورية ربكاه أو رفقة , وقد حملت بعد عشرين سنة من زواجها به بتوأمين يروى أنهما كانا يتقاتلان في أحشائها وعندما استشير الإله في هذا الشأن ذكر أن التوأمين سيكونان على طباع مختلفة وأن الأمم المنحدرة منهما ستتصارع , وأن الأكبر سيخدم الأصغر وكان أن ولدت رفقة عيسو أو العيص الذي تذكر المصادر العربية أن الروم قد تحدرت منه . ثم ولدت يعقوب الذي تحدر منه العبرانيون وكان الأكبر مقرباً من أبيه والأصغر من أمه , وعندما حصلت مجاعة في كنعان هاجر اسحق إلى جرار في فلسطين وكان ملكها يدعى أبيمالك , وهناك قام إسحق بحفر عدد من الآبار التي تنازع ملكيتها مع فلسطني جرار , وللك أطلق على أولها اسم ايساك وتعني خصام وعلى الثاني اسم سيتنا وتعني الكراهية وتذكر الروايات المقدسة أنه سافر بعد ذلك إلى بير السبع وهناك جدد الرب له عهده , وأنه عندما بلغ السابعة والثلاثين بعد المائة من العمر فقد بصره . وقد استغلت زوجه رفقة هذه العاهة للحصول على بركته لأولاد ابنها المحبب يعقوب , البركة التي كان اسحق قد خص بها العيص . وقبل عشر سنوات من سفؤ يعقوب إلى مصر مات اسحق ودفن في كهف مكفيلة إلى جانب زوجه رفقة .
اسحق بن إبراهيم التدمري
( - 883 هج ) ( - 1430 م )
تاج الدين التدمري الشافعي . أصله من تدمر , قدم أجداده إلى فلسطين , وسكنوا مدينة الخليل , واشتهر التدمري بأنه خطيب مقام الخليل إبراهيم عليه السلام , ويبدو أن افراداً من أسرته شغلوا هذا المنصب قبله منهم شمس الدين محمد بن قاسم وشهاب الدين أحمد . تقوم شهرة التدمري العلمية على كتابه الوحيد ( مثير الغرام إلى زيارة الخليل عليه السلام ) ويتناول هذا الكتاب المختصر سيرة إبراهيم الخليل عليه السلام ويورد كل ما جمع من أخباره , بيد أن أهم ما فيه إنما هو وصف قبور الأنبياء في الفصل الخامس عشر وما بعده . ويتألف الكتاب من سبعة وعشرين فصلاً وقد حققه ونشره المستشرق الأمريكي تشارلز ماثيوز في المجلد السابع عشر من مجلة الجمعية الاستشراقية لفلسطين ( 1937 ) .توفي التدمري في الخليل .
أسعد الشقيري
( 1860 – 1940 )
رجل دين ولد في عكا وتلقى تعليمه الإبتدائي فيها , ثم قصد مصر والتحق بالجامع الأزهر وواظب على حضور حلقة الشيخ جمال الدين الأفغاني وحلقة خلفه الشيخ محمد عبده . عاد إلى عكا بعد أن أنهى دراسته في الأزهر وعين قاضياً للمحكمة الشرعية في قرية شفا عمرو ونقل سنة 1904 إلى اللاذقية قاضياً للتحقيق فيها وبعد عام رحل إلى الاستانة حيث تعرف على الشيخ أبي الهدى الصيادي الذي عمل على تعيينه أحد أمناء مكتبة السلطان عبد الحميد ثم عين رئيساً لمحكمة الإستئناف الشرعية في أدنه , ولكن إقامته لم تطل فقد اعتقلته السلطات العثمانية وأبعدته إلى قلعة تبنين في جنوبي لبنان وبعد إعلان الدستور العثماني سنة 1908 أفرج عنه وعاد إلى عكا ورشح نفسه لمجلس المبعوثان العثماني فنجح وعاد إلى استانبول . انضم أسعد الشقيري إلى حزب الإتحاد والترقي التركي . وأصبح من أركانه وحين أعلنت الحرب العالمية الاولى عين مفتياً للجيش العثماني وأصبح من أقرب المقربين إلى القائد التركي جمال باشا . وقد لجأ عند انتهاء الحرب إلى أدنه حيث أقارب زوجته . ثم عاد بحراً إلى حيفا فاعتقلته السلطات البريطانية مدة 14 شهراً ثم أطلقت سراحه فعاد إلى عكا ليعمل في الوعظ والإرشاد إلى أن توفي ودفن في مقبرة الشيخ مبارك .
أسعد قدورة
( 1880 – 1959 )
مفتي صفد والقاضي الشرعي في شمال فلسطين ولد في مدينة صفد وتلقى دراسته الأولى في دمشق ثم انتقل إلى الأزهر حيث تابع دراسته الدينية وتتلمذ على يدي الشيخ محمد عبده في آخر أيامه . عاد إلى مدينته بعد أن أنهى دراسته وأنشأ فيها مدرسة وطنية في الجامع الأحمر عني فيها بتعليم اللغة العربية وفي العهد العثماني شغل وظائف كثيرة في سلك القضاء ثم عين مفتياً لصفد أثناء الحرب العالمية الأولى وفي فترة الإنتداب البريطاني شارك اسعد قدورة في الحركة الوطنية وبخاصة في الثلاثينيات عينه المجلس الأعلى قاضياً شرعياً في الناصرة وعكا وصفد وقد قاوم عمليات بيع الاراضي للصهاينة وكان أحد الموقعين على الفتوى الصادرة في 26 / 1 / 1935 عن مؤتمر علماء فلسطين . المنعقد في القدس بشأن بيع الاراضي للصهيونيين , وجاء فيها : إن بائع الأرض لليهود في فلسطين وكل من كان له يد بذلك لا يصلى عليهم ولا يدفنوا في مقابر المسلمين ويجب نبذهم ومقاطعتهم واحتقار شأنهم . شارك في عدد من المؤتمرات ومنها المؤتمر العربي الفلسطيني السابع سنة 1928 ومؤتمر علماء فلسطين , وبعد نكبة سنة 1948 نزح إلى دمشق وفيها توفي ودفن .
إسماعيل ( النبي )
إشماعيل أو إسماعيل كما اشتهرت لسهولة النطق هو جد العرب المستعربة ويعتقد أنه أول من نطق بالعربية وهو ابن إبراهيم الخليل من زوجه هاجر وهي أمَة سارة زوج إبراهيم الأولى وكان على علاقة سيئة بإسحق أخيه من ابيه وسارة ويبدو أن تأثير سارة على إبراهيم قد أدى بالنهاية إلى انفصال إسماعيل ووالدته هاجر عن ابيه إبراهيم . حقق أول معجزاته أثناء مساعدته أباه على بناء البيت الحرام وكاد يموت من الظمأ إلى أن أمره هاتف بحفر البئر المشهورة زمزم , أقام إسماعيل وهو في طريقه إلى مصر برفقة أمه فترة في صحراء باران أو فاران وعاش على الصيد وتضيف بعض المصادر أنه تزوج للمرة الأولى من إحدى نساء قبيلة جرهم وأن والده أرغمه على تركها وتذكر مصادر أخرى أنه تزوج بإيحاء من أمه من سيدة مصرية , وأنه أنجب منها إثني عشر ولداً من الذكور وسكنت جماعته بادية الشام وهادار وتيما ويطور ونافيش وكيديما ومن هؤلاء تحدرت اثنتا عشرة قبيلة عربية كما رزق بابنة هي ماهالات أو باشمات . تذكر الروايات أنه عندما حضرت إسماعيل الوفاة كان قد بلغ من العمر مائة وسبعة وثلاثين عاماً وأنه أوصى بزواج ابنته الوحيدة من ابن عمها عيسو أو العيص بن اسحق ودفن عند قبر أمه هاجر .
إسماعيل بن إبراهيم بن محمد
( 782 – 852 هج ) ( 1380 – 1448 م )
ابن شرف المقدسي , الشافعي , عماد الدين , أبو الفداء , فقيه , فرضي , حاسب , متأدب . ولد ابن شرف في بيت المقدس ونشأ فيه واشتغل بالعلم وحفظ القرآن وحفظ كتباً كثيرة وأخذ العلم والحديث عن علماء بلده . ولازم شهاب الدين بن الهائم المتوفي سنة 1411 م وقرأ عليه غالب تصانيفه وانتفع به كثيراً في العلوم الرياضية وغيرها وحصل منه على الاجازة . تفوق ابن شرف وصار إماماً في الحساب بأنواعه . توجه إلى مكة حاجاً ومن ثم رحل إلى القاهرة في سبيل العلم فأخذ عن علمائها ومنهم أحمد بن حجر العسقلاني , وجلال الدين البلقيني , وولي الدين العراقي , وقد عانى ابن شرف الفقر والبؤس فكان يبيع البطيخ على باب الجامع الازهر .
عاد ابن شرف إلى بيت المقدس وصار أحد أركان العلم فيه ودرّس العلوم الشرعية والعلوم اللغوية والرياضية بالمدرسة الصلاحية ببيت المقدس
صنف ابن شرف مصنفات كثيرة : ففي الفقه والأصول صنف توضيحاً لكتاب ( البهجة الوردية ) لزين الدين عمر بن مظفر الوردي في مجلدين وله مصنف وضعه حول كتاب ( التنبيه في فروع الشافعية ) للشيخ أبي اسحق إبراهيم بن علي الشيرازي . ومنها مختصر كتاب طبقات الشافعية الكبرى لتاج الدين السبكي , ومختصر لكتاب في الالغاز لجمال الدين عبد الرحيم بن حسن الأسنوي الشافعي . وشرح ابن شرف مصنفات شيخه ابن الهائم في العلوم الرياضية بخاصة , ويؤكد هذا أن من مصنفاته كتاب ( اختصار مفتاح ابن الهائم ) في الحساب , ولابن شرف نظم قليل .
توفي ابن شرف في بيت المقدس ودفن بمقبرة الساهرة .
إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم
( 937 – 993 هج ) ( 1530 – 1584 م )
النابلسي , الشافعي , اشتغل بالعلم منذ صباه وقرأ على جماعة من العلماء العلوم الشرعية , واللغوية , والعقلية , درَّس في دمشق بالجامع الأموي , ودار الحديث الأشرفية , كما درّس في المدرستين الشامية البرّانية , والعادلية الكبرى وغيرهما واشتغل بالإفتاء وعني بالكتب وأصبح لعلمه وفضله من أعيان العلماء في دمشق . واشتغل الشيخ إسماعيل بالزراعة إلى جانب اشتغاله بالعلم . ومن مصنفاته : ( حاشية على صحاح الجوهري ) و ( رسالة في الرد على الكفرة ) .
الفرد بطرس روك
( 1885 – 1956 )
عضو اللجنة العربية العليا , ولد في مدينة يافا حيث تلقى دراسته الإبتدائية والثانوية في مدرسة الفرير , وزاول بعد تخرجه في الأعمال الحرة من تجارة وزراعة . شغله هموم وطنه ولاسيما تدفق المهاجرين الصهيونيين على مدينة يافا وشارك في اشتباك مع بعضهم سنة 1905 أدى إلى مقتل واحد منهم فترك يافا ولجأ إلى اليونان ولكنه عاد فلسطين سنة 1910 وأخذ على عاتقه شرح القضية الفلسطينية عن طريق المحاضرات والندوات والمؤتمرات وقد شهد له معاصروه بحبه الكبير لوطنه وإخلاصه العظيم له .وعندما أعلن الشريف حسين الثورة العربية سنة 1916 في الحجاز أظهر الفرد روك وبعض رفاقه تعاطفه معها ونشطوا لكسب التأييد لها وشرح غايتها وأهدافها فأبعدته السلطات العثمانية إلى الأناضول وبعد انتهاء الحرب عاد إلى وطنه فوجد أن أمواله قد صودرت وبيارته قد أتلفت فتردت أوضاعه المالية بعد ثراء ولكن هذا لم يمنعه المشاركة في الحركة الوطنية . اختير عضو في الوفود العربية الفلسطينية إلى مؤتمرات كثيرة عقدت من أجل القضية الفلسطينية ومنها مؤتمر لندن 1930 والمؤتمر البرلماني في القاهرة 1938 ومؤتمر سانت جيمس في لندن 1939 . كما اختير عضواً في اللجنة العربية العليا لفلسطين التي ترأسها الحاج محمد أمين الحسيني وفي عام 1936 كان أحد الموقعين على بيان زعماء المسيحيين في فلسطين وفيه ناشدواالعالم المسيحي إنقاذ الأماكن المقدسة من الخطر الصهيوني .انتسب إلى الحزب العربي الفلسطيني برئاسة جمال الحسيني وانتخب سنة 1935 نائباً لرئيسه ثم انتخب سنة 1944 عضواً في مجلس بلدية يافا , فكان هذا آخر منصب شغله في فلسطين وقد كان ضمن وفد بلديتها الذي قابل السلطات الأردنية في أوائل سنة 1948 طالباً معونات ومدداً لانقاذ يافا من الوقوع في أيدي العصابات الصهيونية .
الياس مرمورة
( 1887 – 1947 )
ولد في مدينة الناصرة وأنهى دراسته الإبتدائية في مدارسها ثم ارتحل إلى القدس حيث درس في مدرسة صهيون الإنكليزية الثانوية ولما تخرج عين أستاذاً فيها ثم انتسب إلى كلية الشباب وتخرج فيها وعاد معلماً في مدرسة صهيون من جديد . انتسب إلى السلك الكهنوتي عام 1908 وأخذ يخدم طائفته الإنجيلية في رام الله ونابلس طوال خمسة عشرعاماً تقريباً نفته السلطات العثمانية مع أسرته خلال الحرب العالمية الأولى إلى أدرنة ولكنه عاد بعد الحرب إلى نابلس حيث تعلم لغة السامريين وترجم كتابهم المقدس إلى العربية ولكن مخطوطة الترجمة فقدت ثم ألف كتاباً عن هذه الطائفة يضم تاريخاً لمدينتي نابلس وسبسطية 1934 ثم انتقل إلى رام الله عام 1925 ثم نقل للقدس عام 1929 أسس مجلة الأخبار الكنسية عام 1924 في القدس وظل يحررها حتى عام 1940 وفي عام 1943 انتخب بالإجماع رئيساً عاماً للمجمع الكنسي في قلسطين وشرق الأردن وظل في هذا المنصب الى أحيل الى التقاعد سنة 1944 . اشتهر بحبه للغة العربية , وتضلعه فيها والدعوة إلى تدريسها لطلبة اللاهوت .
أمين عادل التميمي
( 1892 – 1944 )
أحد مناضلي الرعيل الأول في فلسطين , ولد في مدينة نابلس وتلقى تعليمه الإبتدائية فيها , ثم توجه نحو استانبول ( الأستانة ) لتكملة دراسته العالية , وهناك تعرف على أعداد كبيرة من الأحرارالعرب وخاصة أعضاء المنتدى الأدبي وجمعية العربية الفتاة لذلك ما أن دخل الجيش العربي دمشق بقيادة الأمير فيصل حتى توجه أمين التميمي نحو سورية ليشترك مع رفاقه أعضاء جمعية العربية الفتاة في تدعيم هذا العهد . انتخب أمين التميمي في الهيئة الإدارية الجديدة لجمعية العربية الفتاة في 1918 ثم اصبح السكرتير العام للجمعية وبعد انتهاء الحكم العربي في سورية عاد أمين التميمي إلى فلسطين مع أعضاء حزب الإستقلال وهو الواجهة العلنية لجمعية العربية الفتاة وانخرط في الحركة الوطنية الفلسطينية فكان من أبرز قادتها وأعلامها كما تولى عدة مناصب رسمية في هذه الحركة ففي سنة 1921 كان أحد أعضاء الوفد العربي الفلسطيني الذي سافر إلى لندن وفي سنة 1923 كان أحد أعضاء الوفد الفلسطيني إلى سويسرا لحضور مؤتمر الحلفاء وتركية في مونتريه وفي سنة 1925 أصبح عضواً في المجلس الإسلامي الأعلى برئاسة الحاج محمد أمين الحسيني ثم انتخب لمركز نائب الرئيس فانتقل إلى القدس وأقام هناك .
وفي أواخر سنة 1937 غادر أمين التميمي القدس إلى لبنان ليلتحق بالحاج محمد أمين الحسيني وبقي فيه حتى بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية ولكنه اضطر إلى مغادرة لبنان سراً أواخر 1939 متهجاً إلى بغداد بعد المحاولة التي قام بها الفرنسيون للقبض على زعماء الحركة الصهيونية .
وفي العراق اشترك في حركة رشيد عالي الكيلاني سنة 1941 وبعد فشل الحركة اتجه نحو ايران برفقة الحاج محمد أمين الحسيني وعدد من أبناء الاقطار العربية الأخرى ولكن الإنكليز تمكنوا من القبض عليه بعد اخفاق الحركة نهائياً واعتقل عدد من رفاقة في سجن الأحواز أولاً ثم نفي إلى معتقل بريطاني في سالسبري ( روديسيا ) في إفريقيا فتردت صحته نتيجة لسوء المعاملة , ورفض الإنكليز نقله إلى لبنان أو مصر للمعالجة وتوفي في معتقله .
أنطون داود
( 1909 – 1969 )
مناضل فلسطيني من أسرة عربية فلسطينية هاجرت من مدينة بيت لحم واستقرت في بوغوتا عاصمة جمهورية كولومبيا في أمريكا اللاتينية وفيها ولد ونشأ وتعلم .عاد إلى فلسطين سنة 1936 ليشارك في ثورة شعبه وبعد أن توقفت هذه الثورة اشتغل سائقاً للقنصل الأمريكي العام في القدس وكان هذا القنصل يتردد على دار الوكالة اليهودية للاتصال بالمسؤولين فيها ولذا كان الحرس يعرفون أنطون داود . بعد قرار تقسيم فلسطين أخذ يعمل سراً مع المناضلين العرب وفي عام 1948 عبأ سيارة القنصل بالمتفجرات الموقوتة ودخل بها دار الوكالة وتركها هناك فانفجرت ودمرت الجناح الشمالي لدار الوكالة تدميراً كاملاً وصدعت باقي الأقسام وشب حريق هائل أتى على أكثر الملفات والسجلات كما دمر الانفجار عمارة صحيفة الجيروزاليم بوست وبنايات أخرى وقتل نحو 36 صهيونياً وجرح أربعون أخرون . وبعد نكبة سنة 1948 نزل أنطون داود القاهرة ثم عاد سنة 1950 إلى بوغوتا وقد انضم إلى الثورة الكوبية بقيادة فيدل كاسترو وحمل رتبة الكولونيل ,
بقي بعض الوقت في كوبا , ثم عاد إلى المشرق العربي للمشاركة في الثورة الفلسطينية الحالية وزار الكويت ثم جاء الأردن حيث وافته المنية في 4/ 8 / 1969
باسل الكبيسي
( 1934 – 1973 )
مناضل عربي من العراق , ولد في مدينة بغداد وتلقى فيها دراسته الإبتدائية والثانوية ثم التحق بالجامعة الأمريكية بيروت سنة 1951 , أصدرت إدارة الجامعة قراراً بفصله مع مجموعة من زملائه إثر المظاهرات الطلابية التي شهدتها بيروت استنكاراً لإعلان قيام الحلف التركي – الباكستاني في شباط سنة 1954 . سافرباسل الكبيسي إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث أتم دراسته الجامعية ونال شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية سنة 1955 ثم عاد للعراق وساهم في تأسيس فرع حركة القوميين العرب هناك . عين مديراً لمكتب وزير الخارجية العراقية سنة 1956 فاستطاع التعرف عن كثب على تحركات النظام العراقي السياسية وتمكن من وضع عبوة ناسفة في إحدى السيارات المرافقة للوفد الأردني إلى مفاوضات إعلان الإتحاد الهاشمي في آذار سنة 1958 . وقد انفجرت في قصر الزهور ببغداد , واعتقل على أثرها للتحقيق وعه . أفرج عن باسل الكبيسي إثر ثورة تموز 1958 ثم أعيد اعتقاله في عهد عبد الكريم قاسم سنة 1959 مع عدد من أعضاء حركة القوميين العرب لمدة تزيد على العام . تولى رئاسة تحرير مجلة الوحدة الناطقة بلسان الحركة في العراق سنة 1963 وفي العام التالي غادر العراق إلى الولايات المتحدة للحصول على شهادة الدكتوراه , وعند تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في خريف سنة 1967 كان باسل الكبيسي من أبرز العناصر في أوساط المثقفين والطلاب العرب والأجانب في الولايات المتحدة وكندا لدعم الثورة الفلسطينية . عين أستاذاً في جامعة كا لغاري بكندا سنة 1969 . وبقي في منصبه حتى سنة 1972 حين عاد إلى الوطن وتولى عدة مسؤوليات هامة في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين . استشهد على أيدي عملاء الإستخبارات الصهيونية في أحد شوارع باريس يوم 6 / 4 / 1973 , حيث كان يتابع مهماته النضالية .
باسيليوس الأصغر
( 121 – 190 م )
ولد في بيسان أو سكيثوبوليس سابقاً نسبة للسكثيين الذين هاجموا سورية حوالي عام 627 ق.م كانت هذه الشخصية في العهد الأنطونيني كغيرها من الإفلاطونيين الذين ميزوا بين الله والمادة مستعملين الأرواح الشريرة كوسيط بين الخالق والمخلوق وقد استطاع أن يقنع بتعاليمه هذه الإمبراطور ماركوس أوريليوس الذي أعجب بها , وأن يسخر لها تشابيهه الرمزية ومقتطفاته الشعرية مقتفياً أثر مؤسس الأفلاطونية الحديثة ابن أفاميا نومينيوس الذي عرف آنذاك بفيلسوف مصر اليوناني .
بدر بن عبدالله الجمالي
( 405 – 487 ) ( 1014 – 1094 )
ولقبه الذي شهر به ( أمير الجيوش ) أصله من الأرمن , وعرف بالجمالي لأنه كان مملوكاً لجمال الدين بن عمار الكتامي المتغلب على طرابلس الشام . تدرج بدر الجمالي في خدمة الفاطميين , وكان يظهر الطاعة والموالاة للخليفة الفاطمي المستنصر , وظل مخلصاً له حتى النهاية . تولى بدر الجمالي ولاية دمشق مرتين : في سنة 455 هج / 1063 م لمدة عام , وكانت أحوال الشام مضطربة لأن أهل البلاد كانوا يكرهون الفاطمين ويقاتلون عساكرهم فكانت الفتن والثورات لا تنقطع , وليس من سلطة عليا تحول دون أعمال السلب والنهب , وكان المتغلبون في مختلف الأنحاء يغتصبون الحكم , مثل ابن حمدان في حلب وابن عمار في طرابلس الشام وابن أبي عقيل في صور , وابن حيدرة الكتامي في دمشق وكانت قبائل البدو بقيادة أمراء بني طيء يعيثون فساداً في فلسطين كلها . وقد حاول بدر الجمالي إصلاح الفساد وتدبير الأمور ولكنه اصطدم بالعسكرية الذين خربوا قصر الوالي وأضرموا فيه النيران كما امتد الحريق إلى المسجد الأموي حتى لم يبق منه إلا حيطانه , فاضطر الوالي إلى الهرب , وتحصن في عكا وصور حتى استدعاه المستنصر إلى القاهرة سنة 466 هج / 1074 م . ولم تكن الحالة في مصر أفضل منها في الشام فقد ابتليت الديار المصرية بالقحط والغلاء مدة سبع سنين كما كان قد اجتاحها الطاعون العظيم الذي أودى بحياة خلق كثير 1036 م .
كذلك قاسى الناس الشدائد من استيلاء ناصر الدولة الحسن بن الحسين الحمداني على الحكم في القاهرة وانفراده بالسلطة حتى صار الخليفة المستنصر كالمحجور عليه . ولما قتل بعض المماليك الأتراك ناصر الدولة في سنة 465هج . أخذ المستنصر يفكر في المخلصين من رجال دولته لمعالجة الأمر , فوصفوا له بدراً الجمالي المشهور بالقوة والدهاء فاستدعاه من عكا للاستعانة به على تجاوز المحن التي ألمت بالبلاد . كان بدر الجمالي يطمح بالاستيلاء على بلاد الشام وفلسطين وإعادتها إلى سيادة الفاطميين لذلك جهز جيشاً إلى دمشق سنة 1088 م ولكنه لم يظفر بها إذ كان تملكها تاج الدولة تتش أخو السلطان السلجوقي ملكشاه وفي سنة 1090 م أرسل جيشاً أخر بقيادة نصير الدين الجيوشي فاستولى على صور وصيدا وعكا , ثم تقدم إلى بعلبك وخطب للمستنصر ولكنه لم يتمكن من الاحتفاظ بها طويلاً .
لم يكتب لجهود بدر الجمالي لاستعادة الشام النجاح لأن دولة الفاطميين اصطدمت بقوة جديدة أقبلت من الشرق هي الدولة السلجوقية . برهن بدر الجمالي على مهارة سياسية ومقدرة كبيرة في إدارة شؤون مصر خلال وزارته التي استمرت أكثر من عشرين عاماً , وجمع فيها أموالاً طائلة , وخلف بعض الآثار العمرانية في الإسكندرية وعسقلان . وقد تزوج المستنصر ابنة بدر الجمالي ورزق منها ولداً سماه أحمد وهو الذي تولى الخلافة بعد موت المستنصر 1094 م باسم المستعلي بأمر الله وقام بتدبير أمره خاله الافضل شاهنشاه الذي تولى الوزارة بعد موت والده بدر الجمالي .
بدر لاما
( - 1948 )
فلسطيني هاجر إلى الأرجنتين ثم عاد مع أخيه إبراهيم إلى بلدهما , لكنهما بدل العودة إلى فلسطين ذهبا إلى مصر , واتخذاهما موطنا لهما , واستقرا في الإسكندرية ويبدو أنه قد توفرت لهما ثروة طيبة في المهجر فأقاما في دارة رحبة وبادرا عام 1916 إلى تأسيس نادي سينمائي سمياه ( مينا فيلم ) أول نادي في الوطن العربي , ثم أسسا شركة إنتاج سينمائي ( كوندرو فيلم ) وعملا معاً عام 1923 في إنتاج فيلم ( قبلة في الصحراء ) الذي صوراه في صحراء فيكتوريا بضواحي الإسكندرية وقد تولى إبراهيم لاما الإخراج والتصوير وأسندت البطولة إلى بدر لاما واشترك في الفيلم إبراهيم ذو الفقار وبعض الأجانب المقيمين في الإسكندرية وفيلم قبلة في الصحراء أول فيلم روائي طويل أنتج في مصر وعرض فيها , رغم أن المؤرخين المصريين يجعلون فيلم ليلى من إخراج إستفان روستي وتمثيل عزيزة أمير وأحمد جلال الذي تلا ظهور قبلة في الصحراء هو الفيلم المصري الأول بحجة أن الإنطلاقة الأولى لفيلم ليلى في التحضير والتصوير سبقت فيلم الأخوين لاما , كما أن المنتجة والمخرج والممثلين في فيلم ليلى كانوا جميعهم مصريين . وبسبب نجاح الأخوين لاما أصبحت الإسكندرية منافساً خطيراً للقاهرة إذ هيأ الأخوان دارتهما على صورة استديو سينمائي مجهز بالآلات وأقاما فيها مكتب شركتهما , وأنتجا فيلماً أخر هو ( فاجعة فوق الهرم ) عام 1929 وأخرجه إبراهيم لاما ومثله بدرلاما ووداد عرفي وفاطمة رشدي , ثم أتبعاه بفيلم ثالث ( معجزة الحب ) عام 1930 وقد صوراه في الهواء الطلق . وبعد تركز صناعة السينما في القاهرة ونجاحها انتقل الأخوان لاما إلى القاهرة , وهناك أوكلت الممثلة المنتجة آسيا داغر إلى إبراهيم لاما مهمة تحقيق فيلمها الثاني وخز الضمير وتابع الشقيقان إنتاج أفلام من النوع البدوي الذي بدأه بفيلمهما الأول ( قبلة في الصحراء ) فظهر لهما فيلم ( معروف البدوي ) وفيلم ( الكنز المفقود ) ويعالج الفيلمان التقاليد البدوية من شرف وبسالة وأخذ بالثأر وحب عذري وقيل إنهما نقلا الى السينما لمصرية طرائق أفلام الغرب الأمريكي الوسترن بنغمة شرقية لكنهما عادا في موسم 1936 – 1937 إلى إنتاج أفلام درامية من مثل الهارب وشبح الماضي , ثم تابعا مسيرتهما خلال فترة الحرب العالمية الثانية فأنتجا عشرة افلام طويلة .
يتبع