النفش: أن ترعى الغنم أو الإبل ليلاً بلا عِلْم راعٍ، ولا يكون النفش إلاَّ بالليل، والهَمْل يكون ليلاً ونهاراً، وخصَّ به بعضهم دخول الغنم في الزرع، والصحيح إنه قد يكون في جميع الدواب، لكنه أكثر ما يكون في الغنم، فأمَّا الإبل فيقال لها: عشت تعشو عَشْواً.
والتناوش والنَّوْش: التناول باليد. ويقال للقوم في الحرب، إذا دنا بعضهم إلى الرماح ولم يتلاقوا: قد تناوَش القوم. قال تعالى عن قيل المشركين حين عاينوا عذاب الله: (وقالوا آمنا به وأنى لهم التناوش من مكان بعيد)، أي: وأين لهم التوبة والرجعة؟ أي: قد بعدت عنهم، فصاروا منها كموضع بعيد أن يتناولوها. ووصف ذلك بالموضع البعيد، لأنهم قالوا ذلك في القيامة، والتوبة المقبولة إنما تكون في الدنيا، وقد ذهبت الدنيا فصارت بعيداً من الآخرة.
والتهجد: التيقظ والسهر بعد نومة من الليل. وتهجَّد: استيقظ للصلاة أو غيرها. والمعروف في كلام العرب أن الهاجِد هو النائم، والمتهجد هو القائم إلى الصلاة من النوم، وكأنه قيل له متهجد لإلقائه الهُجود عن نفسه، والهُجود: النوم، كما قيل للعابد: متحنث، لإلقائه الحِنث عن نفسه، والحِنث: الإثم والمعصية، وهذا على السَّلَب، كأنه ينفي ذلك عن نفسه.
** ** **