الموضوع: رياض الأنس
عرض مشاركة واحدة
قديم 02 / 12 / 2020, 46 : 12 AM   رقم المشاركة : [866]
خولة السعيد
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي


 الصورة الرمزية خولة السعيد
 





خولة السعيد will become famous soon enough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: رياض الأنس

آخر حصة هذا المساء، انتبهت إلى وجود تلميذة جديدة داخل القسم؛ ثم قلت لنفسي لعلها تلك الصبية التي جاءت مرة واحدة دون أن يكون اسمها بلائحة التلاميذ ولم تعد، ناديت بالأسماء فكان هذه المرة اسمها مزينا للائحة، أركز نظري وأحاول استرجاع صورة الفتاة، فأجد أنها ليست هي؛ وبعد أحاديث أستهل بها مع أحبائي وضحكات حتى ننعم بجو جميل أثناء الحصة، وُضِعت المقررات على الطاولة، وكانت الصبية الجديدة في صمت حزين تضع على طاولتها مقررا مختلفا عن أحبائي، سألتها :
- بأي مؤسسة كنت قبل اليوم؟
- بتطوان..
- تطوان؟ ( مستغربة)
- نعم
- درست الإعدادي هناك؟
- نعم
- بأية إعدادية؟
لا أذكر ماذا كان جوابها؛ ربما "محمد الأول" أو الثاني... أو لست أدري، سألتها عن الحي وأجابتني أيضا بتلك اللكنة التطوانية الجميلة، وأنا لا أعرف أحياء تطوان ولا مدارسها لكني كنت أحب وأنا أرى الحزن بعينيها أن أجعلها تشاركنا نشاط القسم، سألتها إن كانت هذه أول سنة بمكناس ، فابتسمت إحدى زميلاتها وردت بدلا عنها، " بل أول شهر"
حاولت أن أتأكد من حزن الصبية لتواجدها بمكناس فأثبتت لي ذلك، ثم تذكرتُ فردوس زميلتَها التي قرأت لي نصا كتبته قبل أيام تسترجع فيه ذكريات لها مع عائلتها بمدينة "فاس"، فسأتها:
- فردوس؛ متى أتيت إلى مكناس؟
- منذ ثلاث سنوات تقريبا
- بعد كم من الوقت استطعت أن تألفي مكناس؟
- سريعا، في أقل من شهر
- العقبى لضيفتنا التطوانية إذن.. متأكدة أنك ستألفين كل شيء بمكناس سريعا..
أخيرا رأيت ابتسامتها ، كنت أركز على عينيها وكأني أمحو الحزن عنهما، وسألت أخرى:
- وأنت أتيت من وجدة صغيرة أليس كذلك؟
- من الناظور جئت ولكني الآن مكناسية..
يبدو أن شابا بيننا شعر بالغيرة فقال:
- أستاذة؛ وأنا أتيت حديثا إلى مكناس
- حقا؟ جمييييييل ..
- أمزح فقط
هاهاهاهاههاهاهاهاهاهاهاهههاه
خولة السعيد غير متصل   رد مع اقتباس