الأستاذة الأديبة خولة السعيد:
في لحظات الصفاء، ترسم أرواحنا غيمة كبيرة، نمتطي صهوتها، فتحلق بنا إلى أجواز المطلق وعتبات الكمال.. لكننا، ولأننا بشر، تهبط بنا نوازع (الطين)، فتشدنا إلى هموم (الأرض) وكثافتها، فنعيش حيرة قلقٍ مُمِضّ وأسئلةً متشابكةً متضاربة بلا انتهاء، فنتساءل في لحظة يأس: أين أنا؟ ومن أنا؟ وإلى أين المسير؟
ونغفل - بذهول غريب - أنَّ (العظمة) إنما هي في (التوازن) و(التوازي) الممتع المتناغم بين المتشاكسَيْن، و(الكمال) الحقيقي إنما هو بعظمة جلال (العزف) المتكامل في (نوتة) صفحة الكون: ودائماً في مناسك الحج (يكون بعد طواف القدوم السعيُّ) رديفاً من تمام الطواف، ليقول لنا بوضوح ملء الفم: أنتَ صلةٌ ودأبٌ، وفضاءاتٌ وأرضٌ.
والشكر كل الشكر لك، ومستمرٌ المسير إن شاء الله.