عرض مشاركة واحدة
قديم 16 / 01 / 2021, 34 : 10 AM   رقم المشاركة : [32]
عزة عامر
تكتب الشعر والنثر والخاطرة

 الصورة الرمزية عزة عامر
 





عزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud of

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

رد: أنا وجدتي ، وأحاديث العمر .

يوما ما كان بيت جدتي هو العمران الوحيد في منطقة ما شاسعة الخضار يحده الحقول من كل جانب إلا جانب يتمثل في طريق من الأسفلت تعبر خلاله السيارات ، كم كان جميلا ألا تمتلئ اللوحة بلون سوى الخضار مزروع فيه كالزهرة بيت جدتي الطيب الطلة ، كان يتميز ببوابته الخشبية العملاقة كما كنت أراها ، أو بالنسبة لي كطفلة لا يتعدى وزنها عشرون كيلوا جراما ، وحين تفتح بوابته كأنما فتح لي باب الجنة ، جنة الطيور والحيوانات التي كم كنت أمرح فيها وبها ، يستقبلني أحد حراس المنزل أو حارساته كالكلب روي وركس ، أو فانتزيا وكالوشا ، في إستقبال حافل بالحركات الراقصة وهز الذيل وربما الوقوف على قدمين للسلام كما كنت اعلمهم ، أو بصحبة أبناءهم ، وذلك في فناء البيت الخارجي ، ثم يلي ذلك المشهد خروج عمتي من الباب الداخلي للبيت حاملة قطها العملاق دون مبالغة مشمش صاحب الخدين الممتلئين بطريقة مستفزة للإمساك والعبث بهما ، أو لعضهما لصاحب النفس الحلوة ، كم كان( مكلبظا ) ، بعد الفناء يستقبلني فناء أخر أكبر منه بثلاثة أو أربعة أضعاف ، به من الكائنات الطائرة والماشية وربما القافزة والسابحة ما به حيث كانت بحيرة صغيرة صنعها عمي للبط والأوز يحيطها من أحد الجوانب أشجار الجوافة الحلوة الرائحة والمذاق مممم ، وأينما انصرف بصري أجد أما دجاجة أو بطة تسير بصحبة أبناءها من الصوص والفراخ الصغيرة ، ويسعدني تلك الأجنحة التي تضرب الهواء محلقة فوقي حيث الحمام والعصافير والفراشات الملونة والبيضاء ، كانت الجنة بحق بالنسبة لي ، تنتقل الصورة الآن وبعد جولتي الأساسية حال وصولي مع والدي يوم الجمعة بداخل المنزل حيث غرفات البيت الدافئة ، رغم رحابتها واتساعها وجدتي الجميلة الوجهة ، الرقيقة الصوت ، و الحانية المشاعر ، وعمتي التي اشتق اسمها من ابتسامتها التي كانت لم تفارق وجهها أبدا ، طيلة أربع وعشرون ساعة في اليوم الواحد ، حتى أثناء النوم كانت ملامحها هكذا باسمة متبسمة كأنها لا ترى في يقظتها وأحلامها إلا كل ما يدعوها لذلك ، رحم الله اثنتيهما وألحقني بهما عما قريب ، ولي في الحياة معهما قصص لا نهاية لها ، منها ما يضحك حتى السقوط أرضا ، ومنها ما يبكي حد الاكتئاب ، ومنها ما بين هذا وذاك ، وطفلة كنت أؤدي طفولتي ببراعة وبكل ما أوتيت من شقاوة ومرح ، وللآن كلما تعطلت الحياة ، أسير للأمام جسدا ، وروحي معلقة ببصرها للخلف بعيدا بعيدا حيث البراءة والبياض حيث كنت هناك ، حيث كنت أنا . ويتبع حين تفيض ذاكرتي التي تنسى كل شيء إلا ذاك الماضي الجميل بكل ما حمل من براءة وطيب عيش ورضا . وإلى جمال أخر في لوحات الماضي المعلقة داخل متحف عقلي ..
توقيع عزة عامر
 توضأ بالرحمة ..واغتسل بالحب.. وصل إنسانا..
عزة عامر
عزة عامر غير متصل   رد مع اقتباس