الموضوع: فوارق مرادفات
عرض مشاركة واحدة
قديم 23 / 01 / 2021, 39 : 01 AM   رقم المشاركة : [1]
خولة السعيد
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي


 الصورة الرمزية خولة السعيد
 





خولة السعيد will become famous soon enough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

فوارق مرادفات

فوارق مرادفات
جاء في لسان العرب:
" رجل سنِت: قليل الخير [...] وأسنتوا، فهم مُسْنِتون: أصابتهم سنة وقحط، وأجدبوا "
" الحول: سنة بأسرها [...] ونَبْتٌ حَوْلِيٌّ: أَتى عليه حَوْلٌ كما قالوا فيه عامِيٌّ، وجَمَل حَوْلِيٌّ كذلك. أَبو زيد: سمعت أَعرابيّاً يقول جَمَلٌ حَوْلِيٌّ إذا أَتى عليه حَوْل. وجِمال حَوَالِيُّ، بغير تنوين، وحَوَالِيَّة، ومُهْرٌ حَوْلِيٌّ ومِهارة حَوْلِيّات: أَتى عليها حَوْل، وكل ذي حافر أَوّلَ سنة حَوْلِيٌّ، والأُنثى حَوْلِيّة، والجمع حَوْلِيّات. وأَرض مُسْتَحالة: تُرِكت حَوْلاً وأَحوالاً عن الزراعة. "
" عوّم الكرم تعويما: كثر حمله عاما وقل آخر. وعاومت النخلة: حملت عاما ولم تحمل آخر"
" الحِجة: السنة والجمع حِجَج [...] وقال بعضهم: الحِجّة ههنا الموسم، وقيل: في كل حجة أي في كل سنة، وجمعها حِجج"
وقد عرفت العرب السنة: العسر- الشدة - الجهد – التعب.
من هذا المنطلق دعونا نتأمل آيات قرآنية وردت فيها هذه الكلمات الأربعة:
يقول الله عز وجل في كتابه الحكيم:
﴿ قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تَأْكُلُونَ (47) ﴾ سورة يوسف.
﴿ ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (49) ﴾ سورة يوسف.
﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (14) ﴾ سورة العنكبوت.
﴿ وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ۖ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ۚ﴾ سورة البقرة من الآية 233.
﴿ وحمله وفصاله ثلاثون شهرا (15)﴾ سورة الأحقاف.
﴿ قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَىٰ أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ ۖ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ ۖ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ ۚ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (27) ﴾ سورة القصص.
﴿ وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25)﴾ سورة الكهف.
﴿ أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَٰذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ۖ فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ۖ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ ۖ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۖ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ ۖ وَانظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ ۖ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا ۚ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (259) ﴾ سورة البقرة.
﴿ وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (130) ﴾ سورة الأعراف.
﴿ وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ ۖ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِّتَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا (12) ﴾ سورة الإسراء.
﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (15) سورة الأحقاف.
﴿ فَضَرَبْنَا عَلَىٰ آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11) ﴾ سورة الكهف.
﴿ وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ ۚ وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ (47) ﴾ سورة الحج.
صدق الله العزيز العظيم.
لنا الآن أن نتأمل الآيات الكريمة، وأن نتدبر في أمر الكلمات " سَنة" - "حول" – "عام" – "حِجة"، ونحاول استبدال واحدة بأخرى لنلاحظ الفرق، فنحن نعلم أن الله لا يضع كلمة إلا في مكانها وفي ذلك آيات لأولي الألباب ، ولكننا نتداول الكلمات الأربعة لمعنى واحد هو جمع اثني عشر شهرا، ولنعد الآن للآيتين الكريمتين 47/49 من سورة يوسف ؛ لماذا قال الله عز وجل "سبع سنين" ولم يقل سبعة أعوام ثم لماذا بعد ذكره للسنين لم يقل " ثم تأتي من بعد ذلك سنة فيها يغاث الناس..."؟

حسب علماء اللغة فالسنة تتقيد بقيود ثلاثة، إذا نقص واحد منها كانت عاما:
1) العدد: له مبدأ ومنتهى
2) الحضور: يكون حيا حاضرا
3) الشدة: شدة ما
وقد ركز أغلب علماء اللغة على القيد الثالث فكان دليلهم أن سبع سنين التي أشير إليها في سورة يوسف هي سنوات القحط والجفاف السبعة التي سيأتي من بعدها عام فيه رخاء وراحة بعد سنوات الشدة، أما نوح عليه السلام فقد عانى كثيرا من دعوته لقومه ﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا* فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا*وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (5 – 6 -7) ﴾ سورة نوح.
ورفض جل قوم نوح اتباعه، فكانت السنوات التي عاشها وهو يدعو قومه دون أن يجيبه جلهم أو يتبعه، حتى ابنه وزوجه سنوات شدة، جاءت بعدها خمسون عاما ارتاح فيها بعد حدث الطوفان..
أما ما يمكن أن نستشفه من فرق بين " لبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين" و " أماته الله مائة عام" فنأخذه من لبث ومات لبثوا بمعنى أنهم ظلوا بقوا، يعني أنهم كانوا أحياء ودليل ذلك أنهم يتقلبون ذات اليمين وذات الشمال، والنوم الطويل متعب فكيف إذا كان لسنوات؟
بعض المفسرين يرون أن هذه السنوات بالإضافة إلى التعب المصاحب لها أثناء النوم فهي أيضا سنوات شمسية يعني أن عددها معروف ومحدد على عكس السنوات القمرية التي تكون مجهولة العدد
ثم إن الحضور قائم فأهل الكهف أحياء بهذا الحدث، لكن " أماته الله مائة عام" يتبين من خلالها أن الفعل متعديا حيث إن الله عز وجل أمات " عزير" ولم يلبث نائما..
ومن ذلك قالت العرب عام الفيل ولم تقل سنة الفيل حيث إن هذا العام رغم ما كان فيه من حرب بين قريش وجيش أبرهة إلا أنها تحولت بالنهاية إلى انتصار للعرب ونيلهم للغنائم ثم ولادة الرسول المريم صلى الله عليه وسلم
قد يسأل سائل لماذا قالت عام الرمادة مع ما كان فيها من قحط ولم تقل سنة الرمادة؟ أجيب على قدر ما فهمت أن ما تم نيله من خير في آخر ثلاثة أشهر جعلهم يعيشون رخاء وراحة..
حسنا؛ وعام الحزن؟ هنا فلنتفكر سوية، وليحاول كل منا أن يجد رأيا أو جوابا؛
في رأيي يا سادة أن كلمة "العام" أطلقت تفاؤلا كإطلاق كلمة " السليم" تفاؤلا على اللديغ والسليم المعافى.. يعني أن عام الحزن دال على الصبر والتفاؤل بالخير رغم ما مر به من أحزان..
أما الحول فقد فسر على أنه ليس اثني عشر شهرا كاملة وإنما عشر أشهر ونصف بدليل " حمله وفصاله ثلاثون شهرا" حيث إن الحمل تسعة أشهر ويبقى من الثلاثين واحد وعشرون.
والحِجة: الموسم، ومن ذلك عندما طلب شعيب من موسى عليهما السلام أن يأجره ثماني حجج، فكأنه يقول له: إنك ستعمل عندي بمقدار ولادة الغنم ثماني مرات، وقد تلد مرة أو مرتين في العام.

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
خولة السعيد غير متصل   رد مع اقتباس