رد: ملف الخاطرة/عروبة شنكان
26
عزيزتي "حواء"لاداعي للانشغال بتفاصيل الوقت!
أنت لاتُدرك معنى ان تتذوق المرأة أمام مرآتها ساعات طويلة وهي تستعد للقاء نصف ثاني في حياتها تهديه نظرة تبهجه أو ترميه بوردة نيسانية تزيح عن كاهله وجع سنين انتظاره تتحول بين يديه فراشة صيفية تهدي عطرها للأيام تنعش إنسانية الأنثى تُفجر طاقات عشقها ولعا ومحبة وهناء..تحول لحظات حضوره لحقول لافندر تهديه ابتسامة تحتضن عمق نبضه بحيوية تفيض أنوثة تكون باقته في الليالي الماسية بين نجوم السماء المسافرة خلف سحابات صيفية ترتوي من جداول عينيه يشعرها بالأمان تشعره بالحياه..
تكتوي بحنين انتظاره يفاجؤها بصخب حضوره يغضبها بنزق تقليبه الصحف اليومية يشاركها رشف القهوة ثواني معدودات طمعا بأن يحظى بتوقيع عذب من شفتيها عند حواف فنجانها الصباحي المرصع بزهور برية!
تتلفت في الاتجاهات الأربعة لاتجد سوى شبح طيف لرجل لايستحق الاهتمام بحضوره أو مواعيده لم يكن سوى أداة مطواعة لمغريات أبهرت عينيه أبحر في فضاءات الفنادق الفخمة والشوارع الضخمة سرقته العربات الفارهة والزوارق الليلكية والمجالس اللاذوردية بين الدروب المعشقة بياسمين الزوايا وجوري الأرصفة المخملية.
تشعر بالندم على قضاء وقتها أمام مرأة لاتعكس سوى رومانسية أفكارها وطيبة قلبها ورقة مشاعرها إنه لايُدرك شفافية حسها ولا يعي هل ردائها مخملي أم حريري! تشعر بأنه خدعها بارستقراطية مكتسبة لاتمنحه الثقة بنفسه أمام وفاءها أو رقة أحاسيسها.
صحيح أن فضاءات الشبكة العنكبوتية سافرت بأجيال وأجيال، لكن محال لنبض القلب أن يتوقف عن الخفقان وللأفكار أن تتجلد أمام شاشات الحاسوب وصور اليوتيوب ووسائل التواصل الاجتماعي..
صحيح أن مدارات الكون فسيحة لكنها تضيق لتسكن قلب امرأة تبحث عن طيف يُشاركها الرومانسية لحظات وردية تُبحر في فلكه تدور في مداراته تسكن خياله ولو بضعة دقائق تشده لكيانها لركن تأنس به ويأنس به فلا تشعر بالضيق لانشغالها باختيار الوان حريرية ذات ملمس مخملي تبهر عينيه وتسكن قلبه على مر الأيام..
عزيزتي"حواء"لاتُسرفي بالنظر إلى المرآة ولاتهتمي بتفاصيل اللقاء به ولا تزيني أريكة الصالة المخملية بعبير عطرك الثائر! لربما أخطأت التقدير وكان فتى المساء رجل من الطبقة التي لاتعبأ بعطر امرأة أو بعبير أنثى!
|