الموضوع: حمامة تستغيثكم
عرض مشاركة واحدة
قديم 27 / 02 / 2021, 33 : 07 PM   رقم المشاركة : [1]
خولة السعيد
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي


 الصورة الرمزية خولة السعيد
 





خولة السعيد will become famous soon enough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

حمامة تستغيثكم


كانت حمامة تحلق مرفرفة بجناحيها في كل ركن، سعيدة، تطلق البهجة والمرح بأي مكان حلته، وإذا بها تخطف انتباهات، لم تنتبه إليها هي هذه المرة على غير عادتها، كأنها كانت مستهدفة للصيد، فجرها مغناطيس إلى ناحية تجهلها، خفة المغناطيس لم تحسها، بل إنها لم تشعر بها بداية الأمر، فحبات الزرع بكل مكان تحيطها، تقتات عليها وتنعم بها وتستأنس بنسيم عليل ، وصوت الريح والشجر وصوت الماء وصدى الجبل، موسيقى تعزفها الطبيعة وترقص عليها، وفي لحظة صار المغناطيس أقوى مما اعتادته، لم تدرك أنه لم يكن إلا فخا ..طعما ..لتدخل سجن قلب، لا تدرك إن كانت ستخرج منه أم لا، حتى إنها لم تنتبه لظلمته ، ولم تلحظ أنها بمكان وزمان غير مألوفين، رغم أن بهذا القلب حمامات كثيرة سبقنها، بدأت ترفرف بجناحيها محاولة الهروب، ولكن ريشها يتطاير وجناحيها يكبران أكثر، فيصبح أولئك كأنهن غبار تنفضه من جديد بما يتطاير من ريشها، حنت إلى ذلك الزرع الذي قادها دونما شعور إلى هذا السجن، وإذا بها تتفاجأ أنه لم يكن إلا بضع حبات منثورة أما البقية فلم يكن إلا رسما لحبات مغرية لا يحركها الريح ولا الماء ولا الهواء ... تلك الحبات المنحوتة هي المغناطيس الذي اقتفت آثاره أو هو جذبها سريعا... نامت هناك، واستقرت، استلذت السجن واستطابته، لتفيق على موسيقى الوداع، تفتح عينيها فتجد أن كل فُتات قد عاد للتكون، لكنها مازالت بمكانها، هدهدها حارس القلب - السجن - لتعود لنومها، فلما استفاقت وجدت نفسها في مكان خال لا شجر فيه ولا بحر، لا جبل فيه ولا نهر لا قلب فيه ولا صاحب القلب

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
خولة السعيد متصل الآن   رد مع اقتباس