رد: ملف الخاطرة/عروبة شنكان
29
أذكرك على مر الأيام والسنين!
لن أنسى جميع الأعوام التي مضت والأعوام القادمة وجها بدل حياتي أهداني أشياءً ألفتها مع الأيام رنين ضحكة يرقص لها صفصاف الغابات وعطر تسلل من أعالي الجبال علق بثيابي وبأمنياتي، علق بكل مكان التقينا فيه عناقا ووفاءً.
كلما مررت على كتاب تبادلنا قراءته أجد أحاديثك حول تبدل طبيعة الإنسان والظروف التي تساهم في تغيير تفكيره أذكر كيف خبأت بين عالمك عالمي الصغير وأغفلت أحاديثي النسائية لأذوب بعنفوان رجولتك لأتبنى حضورك في كل مكان وفي كل زمان شيء ممتع أن تمتلك امرأة دفاتر مواعيد حبيب لايبالي باهتماماتها اليومية به!
أتذكر رحلتنا إلى الشرق الأسيوي هناك"كنوز" لم تكتشف بعد وكيف تاهت في الصدى نداءاتنا للحياة للحب وللأيام القادمة بان تكون رؤوفة بنا تهدينا الأفضل والأجمل.
أتذكر أول أيام رمضان وهاتفك يرن لجانبي بعد الساعة الحادية عشر بدون فنجان قهوة ورائحة الجوري عالقة بين أنفاسي أهديك تحية الصباح ونتبادل التهاني الوردية وادعوك لحفل شواء على مائدتي عند رفع آذان المغرب يلسعني صاج الشواء تحضن دمعي وأتعجل الإفطار!
أذكر قدوم فصل الشتاء وبرودة الطقس وكيف سرق مني معطفي الثمين سارعت لشراء ثان لي وضعته فوق كتفي بحنان بالغ شعرت بأنني امرأة تخطت الأربعين على عجل استوعبت رغبتك كرجل واستوعبت انوثتها بنضج تام.
أذكر كيف حاولت استفزاز غيرتك وارتكبت حماقات جعلتك تغضب مني لكنها صبينات أنثى لاتعرف ما هي علامات الحب ولاتعرف ما هي حدود التدخل بحرية الطرف الآخر.
مرت السنوات! هاتفك الجوال مغلق ورنين ضحكتك آه من ضحكتك كم كانت تثيرني تلاشى صداها لم أعد أسمعها كم كانت تؤنسني كنت اعشقها نأت ومختلف الأمكنة التي جمعتنا صارت موحشة وفساتيني التي كنت التقيك بها ها هي في خزانتي اشتاقت حضورك مازال عبق عطرك الآتي من غابات الكرز بين ثناياها إنها غير عابئة بمرور الزمن كما قلبي وفي لذكراك مدى الدهر.
|