لا أعرف لمن كلمات هذه الأغنية التي غنتها أم كلثوم ولا أذكر اسمها ولا مطللعها الآن، لكني أجد أفضل تعبير عن الحب هذا الكلمات التي أحفظها منها:
" الله محبة والخير محبة والنور محبة "
الحب هو أساس هذا الكون، والله سبحانه وتعالى هو الحب وخلقنا بالحب وكلفنا بالحب ويغفر لنا بالحب
ما الذي يجعل الآباء يفنون أعمارهم في سبيل أولادهم غير الحب
الحب شيءٌ هائل وعظيم وكبير هو الإنسانية والقيّم
هو الرأفة والرحمة والجمال
هو الذي يجعل كل ما في الحياة أجمل، فالحب يهذب مشاعر الإنسان وينقي إنسانيته
الحب الصحراء القاحلة يراها المحبون جنة، الجنة التي تغزل بها الشعراء
الطبيعة أحلى بالحب فنحن في حقيقة الأمر نرى ونشعر بكل شيء من خلال مشاعرنا وحالتنا النفسية
حتى مقاييس جمال البشر، فمن نحبهم أجمل الناس لأن الجمال هنا ينعكس من داخلنا ومن خلال مشاعرنا
والحبُ كلٌ لا جزء فحين تحب فأنت حينها تمتلك قلباً يتسع للعالم بأكمله ولو كنت سعيداً في الحب تحب كل الناس وتعذر وتسامح وترى في كل شيء جمال وحلاوة، ومن خلّت حياته من الحب لا يتمكن حتى من حب نفسه.
والآن أستاذة ميساء سأحاول الإجابة على أسئلتك القيّمة
الفرصة في الحصول على الحب قليلة كما هي بالزواج ؟
أعتقد أن كل إنسان على وجه الأرض يحتاج للحب ، فالإنسان منا يحتاج الحب تماماً كما يحتاج الماء والهواء، ولكن الحب أيضاً قد يشبّه على الناس فكثير من الحب بين الرجل والمرأة مجرد وهم وفي أحسن الظروف إعجاب ، والحب من طرف واحد مجرد وهم أما الحب الحقيقي فالزواج لا يقتله أبداً ، لأنه لا بد للحب الحقيقي أن يكون بين طرفين ما داما يحبان والحب عطاء لا مكان فيه للأنانية لا بد أن يجعل الزواج ناجحاً ، ولكن الروتين ومشكلات الحياة وتربية الأولاد تطمس الكثير من رونقه والعادة تضيع هذا الانبهار الذي يكون في البداية، ولكن عند أي أزمة يظهر الحب كما كان أو أكثر.
الرسول صلى الله عليه وسلّم قال: " الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تنافر اختلف " وهذا واضح حتى في الصلات العادية بين البشر وهو أوضح ما يكون في الحب الخاص بين رجل وامرأة ، إنها الروح أولاً هي المسؤولة عن الحب.
يقال بأن ليلى العامريةلم جميلة بين النساء وحين رآها أحد الصحابة وكانت عجوزاً في ذلك الحين استغرب وتساءل أهذه التي جنّ فيها قيس وكتب فيها أجمل القصائد؟!
وفيما يبدو أن الكلام تناهى إلى سمعها فأجابته: " لقد رآني بعيونه هو لا بعيونك أنت "
طبعاً إنها عيون المحب
وهل الحب في سن المراهقة أجمل ؟ أم سن الشباب ؟ أم سن الكهولة ؟
لكل زمان حبه، فحب المراهقة كما يقال هو حبّ الحب أكثر مما هو حب الحبيب، وهو حب غالباً غير مسؤول ويعتمد على صورة خيالية يلبسها من يحب الحب لزيد أو عمر من البشر وقد تكون بعيدة كلياً عن حقيقة المحبوب، لكنه بالطبع الأجمل لأن فيه الكثير من الخيال والبراءة.
الحب في سن الشباب هو الحب الناضج والذي قد يكون حقيقي، وهذا يعود لتركيبة الشخص، والحب المؤهل للاستمرار والاستقرار.
حب الكهولة فيه بعض الشبه من حب المراهقة، لأن الكهل مثل المراهق يريد أن يشعر أنه مازال محبوباً.
لكن في كل عمر يمكن أن يصادف الإنسان الحب الحقيقي فلا صلة للمشاعر بالعمر.
وهل يدوم الحب بعد الزواج ؟
إذا كان حقيقياً لا بد أن يدوم ويكبر أيضاً، هي فقط اللهفة والمفاجأة والشوق لا تكون كالسابق بحكم العادة والاستقرار.
وهل قلب الأنسان بيقدر يحب أكثر من مرة ؟
ممكن أن يحب ألف مرة ، هناك صنف من البشر يسمى هوائي وهذا قلبه دائم الترحال إلا لمن يصادف الحب الحقيقي، فالحب الحقيقي لا يأت إلا مرة واحدة بالعمر لا يمكن أبداً أن تتكرر.
وهل بيحتاج فترات زمنية محددة بيناتهم ؟
الحب الذي يلزمه وقت ليس حباً برأيي فالأراوح تحتاج لحظة واحدة لتتعارف وإن لم يأت بلحظة لا يأتِ بعام ولا بجيل كامل
تحياتي
على أمل من الله سبحانه بالشفاء السريع للغالية الأستاذة بوران لتشاركنا فنجان القهوة
لاحظت أيضاً اليوم غياب الأستاذ رشيد فهو كان قد بدأ عنده دور انفلوانزا بالأمس، يبدو أنه اشتد عليه ، نتمنى اليوم أن يتحسن ونراه هنا بيننا
أما الأستاذة نصيرة لا أدري، أرجو أن تكون بخير.
الأستاذ عبدالله الخطيب اعتدنا أن يشارك فنجان القهوة أيضاً لم نره اليوم وكذلك الأستاذة عليا أحمد والأستاذة عروبة شنكان نتمنى أن نعرف رأيها.
يا جماعة أود أن أحتسي قهوتي معكم ، الأستاذة ميساء تعرف غداً أنشغل ولا أعود أجد وقتاً لفنجان القهوة إلا على الماشي.
وقبل أن أذهب إلى النوم ماذا أقول عن الحب؟
الحب أن ترى العالم كله في عيون من تحب وإن استطعت أن ترى وتتذوق العالم لوحدك فأنت لا تحب
تصبحون على خير