رد: حوار دافيء مع الأستاذ نبيل عودة
انا كاتب . أمارس حياة طبيعية . لست راهبا في صومعته . ولست ماضويا في تفكيري.. أتعامل مع الواقع ولا انتجه . افككه وأبنيه من جديد بما يتلائم مع اللعبة القصصية .الجنس في الأدب مثل قطرات الماء لظمآن في صحراء ... عندما أكتب أعطي للنص كل ما أستطيع من زخم المشاعر.. حتى لو كان نصا نثريا في موضوع غير قصصي ... في القص الوضع يختلف .. يجب ادخال القارئ لكل الحالات التي تطرحها القصة .. لا لن أكتب ايحاءات لأظهر كأخلاقي .. واذا استعملت اسلوب الايحاء أحيانا فلأني أستطيع عبره ان أدخل القارئ الى حالات أكثر تهيجا في توقعاته ... في "الشيطان الذي في نفسي " لم أتعمق في المشاعر والاثارة .. ربما يصح ان نسميها كتابة من الخارج .. القصة بحد ذاتها تتناول أحداثا جنسية ، وهناك فرق شاسع بين وصف الانصهار بحد ذاته وشد أعصاب القارئ واثارته .... والكتابة شبه الاخبارية في النص القصصي عن العلاقة بين بطلي القصة. ربما أكون قد أضعت فرصة لتوسيع النص في "الشيطان الذي في نفسي ".. لوصف اللقاء في القاهرة والاندفاع لأحضان بعض بتفاصيل مليئة بالاثارة ..السؤال هل كان ذلك سيضيف شيئا يرفع من قيمة القصة ؟ لا أظن .
يجب اعطاء النص حقه الكامل .. ومعرفة مستوى استغلال عناصر الدهشة والاثارة بكاملها ، ولكن ليس أكثر من المطلوب حتى لا نقتل ترابط النص واستمراريته في ذهن المتلقي - القارئ .. الاضافة مثل المبالغة لا تخدم الفكرة القصصية بل تقتلها . على الكاتب ان ينمي جهازه الحسي والعقلي لمعرفة حدود الكتابة والممكن والمطلوب ... والويل لمن يحول القص الى فلسفة ميتافيزيائية... بل الى منطق كما في هذه الحكاية :
[frame="10 98"]
"جاءت امرأة الى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فقالت: يا أمير المؤمنين، زوجي خير الناس يقوم الليل ويصوم النهار!
فقال رجل في المجلس معقبا : ما سمعت شكوى أمر من هذه .
فقال عمر: ما تقول؟ قال : تقول انه ليس لها من زوجها نصيب.
فأرسل عمر الى زوجها وأمره بتخفيف العبادة واعطاء زوجته نصيبا من وقته ".
[/frame]
|