رد: حوار دافيء مع الأستاذ نبيل عودة
[align=justify]
تحياتي أستاذ نبيل ..
تحياتي للجميع..
أستاذة أمال حسين كدت لا أصدق ما ورد في مداخلتك، وأرى أنه كان يمكن إيصال وجهة نظرك بأسلوب أكثر انفتاحاً وتعمقاً في معنى النقد وأكثر لباقة مع أديب كبير.
سيدتي الكريمة
الاختلاف بالرأي أو اختلاف الرؤيا مسألة صحية وإيجابية بشرط ألا نحجر أونتسرع في الحكم
الشاعر الكبير نزار قباني قامت الدنيا عليه وسميّ بالشاعر الإباحي ، ومع هذا كل الحروب التي شنّت عليه لم تؤثر مطلقاً على نجوميته وشعبيته الواسعة وحب الناس لشعره خصوصاً وأنه كان يكتب لكل الناس على اختلاف مستوياتهم الثقافية، معتمداً الأسلوب الذي يسمّى " السهل الممتنع ".
القاص يوسف السباعي كان يغوص كثيرا في العلاقات وتفاصيلها ومع هذا فرواياته من أنجح الروايات.
لكل أديب وقاص أسلوبه والفرق بين الأديب والكاتب الإباحي هو الأدب نفسه بين الأديب والمتطفل على الأدب، فالأديب القاص حين يتناول بعض تفاصيل العلاقات الجنسية إنما ليوظفها في خدمة النص والرسالة التي يود توجيهها أو المشكلة التي يسلط عليها الضوء من خلال أقصوصته، في حين أن الكاتب الإباحي هو من يكتب خصيصاً لإثارة الغرائز بأسلوب رخيص ويكون هذا هو هدفه تحديداً بدون أي رسالة ذات قيّمة يود إيصالها للمتلقي، والفرق واضح تماماً.
لكل أديب أسلوبه ورسالته التي يود إيصالها، فالقاص الذي يسلط الضوء على بعض الآفات الموجودة غالباً ما يتناولها بصورة تلامس الواقع إلى حد كبير.
أنا أكتب القصة ونلت أول وسام على قصة كتبتها ولم أكن بعد تخطيت سن الطفولة تماماً، لكني أكتب بأسلوبي وشخصيتي، بصمتي التي تعبر عني ولعلّي أجنح كثيراً للخيال لأن هذا طبعي ربما ولأني بتركيبتي خجولة.
لو أخذنا القصة التي نتناولها هنا وهي " الشيطان الذي في نفسي" أرى أنها تسلط الضوء على مشكلات موجودة في مجتمعاتنا، مشكلة تحكّم الأهل بمصائر أولادهم والتفرد بالقرار عوضاً عن بناتهم من سيكون شريك حياتها وكيف يمكن لمثل هذا التعنّت أن يؤدي بفتاة عفيفة إلى زوجة خائنة وإمرأة زانية.
من جهة أخرى هي رسالة أيضاً للشاب الذي يرضى الزواج من فتاة يتضح له منذ أيام الخطوبة بعدها النفسي وغربتها الوجداية عنه.
المرأة التي تحب لا تغفر أبداً الاستهتار بمشاعرها وفرض رجل غريب عن روحها ونفسها ومشاعرها.
الرجل قد يستطيع أن يعاشر امرأة غريبة عنه وجدانياً ولكن المرأة جسدها حصن لمشاعرها ومن الصعب أن تفصل بينهما ولهذا يعتبر الزواج بالاكراه إسقاط لحصونها وانتهاك قهري وتشويه لحرمات نفسها وروحها وكيانها ( انتهاك إنسانيتها )، ولعلّ أكثر النساء الخائنات في مجتمعاتنا كان السبب لسقوطهن هو الانتهاك الذي يفرض عليهن باسم الزواج الذي يقرره الأهل.
القصة تسلط الضوء على مشكلة اجتماعية حقيقية موجودة تعاني منها الفتيات لتكون هي المجني عليها وهي الجانية جراء تعنّت الأهل على الرغم من وقوف كل الديانات موقفاً واضحاً وصريحاً ضد هذا الإكراه.
أنا كمسلمة أعلم أن هذا العرف طمس حتى التحذير الديني الذي وضحه الرسول صلى الله عليه وسلم، في تناوله لمفهوم الزواج وأهم شرط لصحة عقد الزواج هو الإيجاب والقبول وإلا يعتبر العقد فاسداً لو تمّ بالإكراه والزواج باطلاً، أو كما يصفه البعض زنا مشرّع.
تحياتي وكل الشكر والتقدير
[/align]
|