كان أول الوحي " اقرأ" ولكن هذا الفعل لم يكن فاتحة لكتاب الله عز وجل، فسبحان الله الذي افتتح كتابه بباسم الله الرحمن الرحيم ، بعد أن نزل الوحي " اقرأ باسم ربك الذي خلق" لم يقل سبحانه: " اتل" ولم يستخدم أي مرادف يمكن أن يكون للقراءة، كأن فعل القراءة دعوة للتأمل والتدبر في آيات الله تعالى..
وجاءت فاتحة الكتاب استجابة لأمر الله تعالى، فكانت أول آية " باسم الله الرحمن الرحيم".آية نرددها عند بداية أي عمل. آية نرددها عند كل سورة .. آية تكررت في القرآن بعدد سوره.. آية يعلمنا الله من خلالها أن كل فعل أو قول يفتتح بباسم الله، ثم تكون بداية السورة بعد البسملة حمدلة، فكأن الله تعالى يعلمنا كيف نخاطبة وكيف نتقرب إليه، فيفيض القلب إيمانا بذكر الله وتمتلئ النفس اطمئنانا تقربا من الله عز وجل، ونجد صفة الرحمة تتكرر بعد أن اتصلت بالبسملة التي نرددها دائما كأنها تريحنا لنطمئن أن الله رحمن رحيم، وقد وسعت رحمته العالمين