عرض مشاركة واحدة
قديم 01 / 05 / 2021, 47 : 04 PM   رقم المشاركة : [21]
ليلى مرجان
موظفة إدارية-قطاع التعليم العالي-حاصلة على الإجازة في الأدب العربي

 الصورة الرمزية ليلى مرجان
 





ليلى مرجان is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: رواية تبحث عن مؤلف

دخل أمجد في هلوسة السؤال المنقادة بوسوسة الشيطان.. استعاد بالله منه.. عاد إلى رشده.. كيف ترتاح نادرة من نصفها الثاني؟ حبها الأول والأخير.. سرح فكره في ذكرياته الجميلة مع نادرة.. كان قنديلها الذي أضاء درب حياتها.. وكانت فرحة عمره.. لم تشتك منه في حياتها.. لكنه الآن خذلها بدافع العوز.. أحبط الثقة الموشومة في خلدها.. تركها مفزوعة عن الحالة التي آل إليها.. مرض، ضعف، وهوان.. عاوده التفكير من جديد بالرجوع إلى البيت.. لكن ماذا تجدي عودته مع قلة اليد؟ خائر القوى تابع المسير إلى لا وجهة.. في طريقه صادف شابا أنيقا بهي الطلعة.. يبدو من وسط راق.. رق لحاله البئيس..
- إلى أين يا عم؟
سؤال لا يملك جوابه.. ذكره بإصرار نادرة على عدم مغادرته البيت.. مر شريط أمام عينيه بلمح البصر.. ماذا لو كانت زهرات عمره في مثل سن هذا الشاب؟ وحالهم يألو كحاله.. ربما اختلف وضعه مائة وتسعين درجة عما هو عليه الآن.. كرر الشاب السؤال..
- لا أدري يا بني.. تهت في دنيا الضياع..
- أراك خائر القوى لا تقوى على المشي.. هل تسمح بمرافقتي؟
فتح باب سيارته وأقاله.. أخذه إلى بيته نشوانا.. اعتنى به أيما اعتناء..رأى فيه والده المفقود .. سرد عليه قصته.. كد أمه في توفير الراحة لفلذة كبدها.. صراعها مع المرض الذي نشب مخالبه في ذاتها.. فارقت الدنيا إلى غير رجعة.. وبقي فريدا يطارح الظروف القاسية.. وينازل عتمتها الكالحة.. ضاعت أحلامه التي امتطت السحاب بأجنحة الشهادات.. لكنها خلقت صيادا رغما عنه.. خوفا من ضياع مركب أبيه.. امتهن حرفته.. جرت الرياح بما لا تشتهي السفن.. كرياح نادرة وأمجد التي خلفت فراقا قسريا.. أوقع أمجد في حضن هذا الشاب.. رافقه في عدة خرجات إلى البحر الفسيح.. منه استعاد قوته ونشاطه.. شرب مهنة الصيد رغم تقدم العمر..هي الحياة تجارب.. كل تجربة سفينة.. تمخر عباب العمر..
ليلى مرجان غير متصل   رد مع اقتباس