عرض مشاركة واحدة
قديم 19 / 11 / 2008, 20 : 09 PM   رقم المشاركة : [37]
نبيل عودة
كاتب نور أدبي مضيئ

 الصورة الرمزية نبيل عودة
 




نبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond repute

رد: حوار دافيء مع الأستاذ نبيل عودة

ليس من مهمة الكاتب تفسير اعماله .. سؤلت مرة في ندوة أدبية عن الشكل المفضل في كتابتي القصصية ، هل هي القصة الدائرية أم المربعة أم ... وكنت أسمع للمرة الأولى هذه الاصطلاحات . أجبت : انا لا اختار الشكل .. انا لا يزعجني كيف تسمى القصة .. هذه التعابير عقيمة ولا تخدم فن القصة . القصة تتدفق من الوعي والتجربة والقدرة على الموازنة بين الفكرة والخيال ، بين الحدث والصياغة اللغوية .. بين الخطاب التاريخي والخطاب الأدبي..
بالطبع هناك مهنية الكاتب .. وهناك قدرته على اصطياد الحلم .. وهناك قدرته على فهم شخصياته ، على تكوينها ..

بقية التفاصيل تترك للقارئ او للناقد .. حقا الكاتب اول ناقد لنصه .. الكاتب العاجز عن نقد نصه لديه مشكله .. كنت أكتب النص وارسله بنفس اليوم للنشر ... اليوم أكتب النص .. واراجعه مرات عديدة خلال أيام أو اسابيع .. ودائما أجد نقصا في مبني الجمل ، في توضيح فكرة ، في صياغة أجمل . في تغيير النهاية .. في اضافة اثارة جديدة .. في الانتباه ان الحوار بين شخصيات مستقلة وليس بين الكاتب ونفسه ..

****

هل يمكن ان يصبح الشيطان ملاكا ؟ ربما كان يجب ان اسمي القصة "الملاك الذي في نفسي ".. ونسال هل يمكن ان يصبح الملاك شيطانا ؟ يبدو ان هذا أقرب للواقع ...

الكاتب الذي لا يعرف التقاط قصصه من محيطه .. مصاب بالعقم الفكري ولن نجد لديه نصا يستحق القراءة. الموضوع أكثر اتساعا من التصوير الفوتوغرافي.. اللحظة التي يلتقطها الأديب قد لا يكون شيئا فيها بنظر الأكثرية من الناس .. ولكنه قادر على ان يرى ما وراء الصورة الفوتوغرافية المباشرة .ان يبني عالما بسبب لمحة خاطفة..

****
كيف يلتقط الكاتب قصصه ؟
نموذج :


تجدون في منتدى القصة القصيرة قصة عنوانها " الفجر يولد من جديد " .. أصل الحكاية ان لنا جارة على بعد 50 مترا هوائيا .. حل عليها لطف الله .. تخرج كل ليلة صارخة شاتمة متوعدة لا تبقي شتيمة من الوزن الثقيل الا وترسلها مجلجلة مدوية ضد جيران لها على بعد 15 مترا. تتهمهم بانهم يجمعون الذباب والحشرات ويفرغونها قرب بيتها .. وان نسائهم يعشقن زوجها .. وأوصاف من ما لذ وطاب للسهرات في الحارة .. عرض كوميدي مجاني . المشكلة ان جنونها لا يبدأ الا بعد الساعة الثانية ليلا .. وينتهي مع انطلاقة أشعة الفجر ..
زوجها مريض خالص تماما .. لا في العير ولا النفير ..ينتظر دفشة ليدخل القبر. هذه الجارة في نهارها عادية طبيعية .. تقوم بواجبها مثل أحسن ست بيت . لها أحواض تزرعها .. وحاكورة صغيرة مليئة بالخضار واشجار الفواكه والليمون .. ومن أجمل الحواكير في حارتنا .. الا في الليل .. يبدأ الصراخ والشتائم ضد "عاشقات " زوجها .. ومطيري الذباب والهسهس في محيط بيتها ..
في احدى الليالي أيقظني جعيرها .. ووقفت قرب النافذة أتامل حركاتها وأستمع لمنولوجها وتعابيرها .. حين اعتراني فجأة هاجس مجنون أدخلني لجو التهيج الذي يسبق الكتابة الابداعية .. بحثت عن أوراقي وقلمي .. وجلست أكتب وصراخها يصلني كأنه سيمفونية تبطئ وتتصاعد .. تخفت وتتفجر .. وعندما اكتشفت ان الساعة الخامسة ، كنت أضع الجملة الأخير لقصة " الفجر يولد من جديد ".. وقمت لأغتسل وانا بنشوة عظيمة وغير شاعر بالتعب .. احتسيت قهوتي وانطلقت الى عملي وكأني ذاهب الى لقاء غرامي ..
الحدث بنيت عليه فكرة مغايرة مما يتوقعه قارئ هذه الكلمات.

أيضا قصة "الدرجات " .. تجدونها في منتدى القصة .. شاهدت امرأة عجوز ، بساعدها شاب على صعود درج لبيت حدثت فيه وفاة وكما يبدو جاءت للتعزية . كنت في طريقي لطبيب الاسنان .. وصلت العيادة وكانت فكرة قصصية كاملة قد بدات تدغدغني وتضحكني .. وبدون تفكير التقطت مجلة وبدأت أصيغ تفاصيل القصة على الحواشي البيضاء , "سرقت" المجلة حتى لا أفقد القصة التي كتبتها خلال أقل من نصف لساعة بسرعة لا تقل كثيرا عن سرعة القراءة.
طبعا بعد ذلك يبدا العمل الواعي والمهني في تطوير النص . . مبنى الجمل . الوضوح .. الاضافة .. الشطب..

لن اتحدث عن رواياتي لأني لم أنشر على الانترنت الا رواية واحدة .. "حازم يعود هذا المساء" .. العمل الوحيد الذي لم أغير في مبنى الفكرة وشخصياتها .. فقط مهنيتي ككاتب عملت على صياغة الحدث واعادة بناء احداثه ..
واستغرقني الأمر 10 سنين كاملة حتى نجحت بايجاد الطريقة الأمثل لنقل الحدث روائيا .. ولم يتيسر ذلك بدن رؤية في اطار حلم حقيقي أعطاني الأسلوب فكتبتها بجلسة واحدة استغرقتني النهار كله., قبل ان أبدأ بالعمل الأكثر مهنية . على النص ...

هذه نماذج عشتها .. سأحدثكم ؟ .. لا أعرف .. لم أقرر بعد .. عحدث لقاء غير متوقع أمس ( الثلاثاء 18 - 11 ) بيني وبين بطل قصة "الشيطان الذي في نفسي" وكان معه ابنه .. ولا أذكر اني التقيته منذ المقلب الذي نفذته به لأكتشف تفاصيل القصة .. وما زلت غير قادر على استيعاب ان الحياة تستطيع ان تكون رائعة وان تكون مأساوية بالوقت نفسه !!

وليتني ما التقيته ... المادة قد تتطور الى قصة جديدة .. أو فصل جديد "للشيطان الذي في نفسي "...
ساشرب قهوتي وافكر .. انتظروني .. انتظروا قراري..
نبيل عودة غير متصل   رد مع اقتباس