عرض مشاركة واحدة
قديم 15 / 05 / 2021, 51 : 09 AM   رقم المشاركة : [50]
خولة السعيد
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي


 الصورة الرمزية خولة السعيد
 





خولة السعيد will become famous soon enough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: الدار اللي هناك -2-

اقتباس
 مشاهدة المشاركة المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشيد الميموني
[align=justify](11)

بقينا لحظات ننظر إلى هنا وهناك وأخيرا همست لها :
- هل نذهب إلى المنبع ؟ هو قريب ولن يتعبك المسير .
أحنت رأسها وخطت إلى جانبي .. وسرنا صامتين .. كنت أبحث عن الكلمات كي أبدد ذاك الصمت فلم أجد شيئا حتى بلغنا المنبع واعتلينا الصخرة المطلة على القرية .. جلسنا ورقرقة الماء تملأ الجو وقد علت زقزقة العصافير .
كانت لطيفة بجانبي وكان علي الالتفات إلى يميني كي أنظر إليها ، لكني كنت أخشى أن تلتقي نظراتنا خاصة واني كنت لا زلت أحس بوخز الضمير بسبب قسوتي عليها يوم رحلتي مع الطالب علي . واستطعت بعد تردد طويل أن أنظر إليه بطرف خفي فأثر في منظر شحوبها ، وسألتها :
- هل أنت مريضة منذ مدة ؟
- نعم .. منذ عدة أيام .
كدت أسالها تحديد المدة لكني ترددت وأخذت أنقر على الصخر بأحد العيدان ، فسألتني بدورها :
- لم أرك في مجلس الطلبة .. أين كنت ؟
- فضلت الخروج للترويح قليلا عن النفس .
- لا شك أن رحيل أخيك أثر فيك كثيرا .. كنت تحبه كثيرا ، أليس كذلك ؟
لم أجب . كان الألم يعصر قلبي ، فاستدركت قائلة :
- عفوا .. لم أكن أريد إثارة أحزانك .
- لا أبدا .. هو قدر الله ..كان ودودا ويحبني أكثر .. قولي لي .. متى ستسافرين ؟
- أبي قال إنني سابقى هنا حتى أشفى تماما .
لا أدري لم تذكرت في تلك اللحظة أخي وشحوبه ، فخفق قلي بعنف والتفتت فجأة إلى لطيفة .
- مالك ؟ ولم تنظر إلي هكذا ؟
- كنت أريد أن أقول لك شيئا ..
- مثل الشيء الذي قلته لي قبل أيام ؟
سكتت من جديد وغضضت ببصري وأنا أغص بريقي ولم أنبس ببنت شفة .
- هيه .. مالك صمتت ؟
لبثت منشغلا بالنقر على الصخرة بحجر صغير وأدركت ما تلمح إليه ، فقلت :
- أنا جد آسف لطيفة على ما بدر مني من إساءة لكنك ستعذرينني .. ضحك البدويات أثارني وأنت تهمسين لإحداهن بشيء ..
- وهل عرفت ماذا قلت للفتاة حتى ضحكت الأخريات ؟
لم أجب لكن كان تساؤلي واضحا في صمتي .
- حين رأيناك مقبلا همست لي رفيقتي "ها هو ابن القبطان جاء ليقبض علينا سواك .".. هل تعلم بما رددت عليها ؟
- ؟؟؟؟؟؟؟
- قلت لها إنها تستحق أن يقبض عليها وتودع السجن لسلاطة لسانها ..
التفتت إليها من جديد فلمحت دمعة تنحدر على خدها وهي تنظر إلى الأفق . فعاد الصمت من جديد لكنه صمت ثقيل ولم أجد ما أرد به عليها ، فقد أفحمني توضيحها لما جرى وصارت عبارة "المكان مليء بالحشرات" ترن في أذني. هل يكفي الاعتذار؟ ماذا أفعل كي أنسيها ما اقترفته في حقها من إساءة لا تغتفر؟
- لطيفة .. خذي هذه ..
التفتت إلي وأنا أمد إليها بالقلادة التي أهدتني إياها يوم كانت أسرتي تستعد للرحيل عن القرية .
- أنا لا أستحقها .. فقد تصرفت معك تصرفا غير لائق .. كنت أعرف دائما أنك نبيلة ولطيفة كاسمك .. لكني تسرعت .
لم تقل لطيفة شيئا .ولم تمد يدها لتأخذ القلادة .. نظرت إليها طويلا ثم رنت إلي قبل أن تشيح بوجهها .
- خذيها أرجوك .. ويوم تصفحين عن زلتي يمكنك إعادتها لي .. هي عزيزة علي ،لكنها سوف تشعرني دائما بفداحة خطئي .. أرجوك لطيفة .. أنا مستعد للاعتذار لك أمام صاحباتك وإعادة اعتبارك لك .[/align]

قد تنسيك لطيفة بعض الألم..
سرد ممتع دوما ، صافي أعتقد ( ما بقالي نعاس) منذ أكثر من ثلاث ساعات وأنا أقرأ الدار اللي هناك حتى الهاتف صار يعلمني أنه يشعر بالجوع، يجب أن يشحن
خولة السعيد غير متصل   رد مع اقتباس