19 / 07 / 2021, 14 : 06 AM
|
رقم المشاركة : [6]
|
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
|
رد: النصوص المجازة في مسابقة القصة القصيرة والقصيرة جداً للقراءة وتصويت الأعضاء والزو
الثأر
5-
على شاطىء البحر المتوسط، في الجانب الآخر المواجه لعالمنا العربي..
وبينما جلس رجل معكوف الأنف بجانب فتاة شبه عاريه ذات شعر أسمر وملامح شرقية، أقبل رجل من البحر مباشرة، كأنما أنشق عنه.. وانتبه الرجل الجالس فجأة فحاول الاعتدال بشكل مفاجىء، فوقع بمقعده للخلف..
ووقفت الفتاة تغطي صدرها العاري بحركة غريزية
وهنا وصل الرجل الخارج توا من البحر
فأزاح الفتاة وجذب الرجل الساقط على الأرض ليوقفه
قال الرجل وهو يرتعد ويحمي وجهه بيديه :
أرجوك لا تقتلني سأعطيك ما تشاء
خذها وخذ ما تريد لكن لا تقتلني
قالت الفتاة :
وقد تخلت عن خوفها سريعا وبدت أشرس
أبها الجبان، لا تكن غبيا انه لا يستطيع أن يؤذي فأراً يرتعش مثلك
قال لا انهم مجانين يفجر الواحد منهم نفسه بلا خوف
ضحكت عاليا وقالت كان زمان، ها أنت بين يديه وكم أرجو أن يخلف ظني ويقتلك.
تنبه الرجل أخيرا أنه بين الناس وليس وحده فصاح فيه :
اتركني أيها الإرهابي القذر .. ودفعه بكل ما يملك وانطلق
ولكن من سوء حظه ان انطلق للبحر مباشرة دون أن يختار.
لم يلتفت احد لعبارته ابدا ولا لهرولته نحو البحر وحده بالطبع
هنا قال الرجل للفتاة وهو يبتسم أخطأتِ كعادتك
لكني لن اسامحك كعادتي
واتجه إليها بهدوء ووضع يده حول رقبتها وهي مستسلمة كأنما سيقبّلها
وفجأة خنقها...
جحطت عيناها في دهشة فاحتضنها لثواني ثم حملها بين يديه وصار نحو البحر حتى إذا غطي الماء صدره
ألقاها من يديه وقال: ايها البحر ارجوك ان تغسلها جيدا قبل أن تعيدها
وتلفت حوله يبحث عن غريمه
لمحه يكاد يغرق بعد أن سبح ما أمكنه بلا هدف.
يدفعه الرعب والرغبة في الفرار ودون ان يكون ماهرا بالسباحة
_ سبح ببساطة ودقة نحو هدفه
ووصل إليه سريعا.. كان الرجل منهك القوى يبحث عمن ينقذه فاستسلم تماما وهوا يحمله ويخرج به نحو الشط
ولكن مهلا اننا لا نتجه للشط
انه يحمله باتجاه مكان ليس فيه احد تقريبا ويبعد رويدا عن الناس
فاين يقصد؟
هنا تداعت الأحداث في عقل الرجل ومر شريط الذكريات سريعا..
يوم فاز بتذكرة لإمارة قُصي
كان أحد رجال الأعمال من أحفاد زاهد قد عرض استضافة فوج في رأس السنة احتفالا بإقامة علاقات دبلوماسية مع دولة كيان
هنا وجد نفسه بين حفاوة وترحاب ورفاهية وحرية بالتأكيد لا يراها في بلده
هنا كل شيء مباح وكل شيء متاح ومستباح
هنا بنات الهند والسند وبلاد تركب الأفيال
لكنه قصدها
كانت تعمل في الفندق ولم تكن ضمن العرض
لكنه أرادها، راودها فامتنعت، ساومها زجرته، لكنه لم ييأس ولم يخجل ان يطلبها من صاحب الفندق
وبلا تردد قال صاحب الفندق للفتاة
إما أن تصعدي معه أو تغادري انت وخطيبك..
لديك مهلة ساعة للرد..
ذهبت الفتاة لخطيبها تعرض عليه الأمر، ثار وفار الدم في عروقه وصمم على قتل صاحب الفندق والنزيل الفاجر..
حاولت إقناعه بلا تصميم على المغادرة والبحث عن فرصة عمل بمكان آخر.. لكنه حسم أمره وقال لن يدعنا نمضي بلا انتقام،
وكان على حق..
قبل أن يخطو خطوة واحدة كان رجال الأمن يحيطون به وصاحب الفندق على رأسهم يوجه له السباب ويقول انت تقتلني أيها الكلب الأجرب الشحاذ..
لقد حكمت على نفسك بالموت.. ستقضي باقي عمرك بالسجن جزاء ما اقترفت بحق أسيادك..
قالت الفتاة سيدي انه لم يكن جادا بالتأكيد لكن كان غاضبا وفقط سامحه أرجوك
صمت الرجل قليلا ثم قال بدهاء وماذا لديك إن عفوت عنه
قالت نحن طوع أمرك يا سيدي
إذا خذوه الآن ودعوها لنتفاهم في هدوء
صاح الفتى لا لا تطاوعيه انه لن يرحمنا على اي حال..
لكن رجال الأمن كبلوه وخرجوا به بعيدا
بينما جلس صاحب الفندق وأشعل سيجاره وقال اجلسي يا ابنتي
فجلست
قال: أراكِ زكية بما يكفي ولن تتعبيني أو تثيري غضبي
قالت سيدي انا لا أفهم ما تريد
قال ما اريد هو ما عرضت عليك وها هي الساعة قد أوشكت على الانتهاء وأريد ردا حاسما بلا مراوغة
قالت وماذا عن..
قاطعها سأقتله إن لم تفعلي
اما انت فإن لم تفعلي بإرادتك فسيفعل بك رجالي ما تكرهين ثم يلقون بك عارية على الطريق
كانت تعلم انه جاد في تهديده ولن بتورع ان يفعل فقد باع دينه وشرفه وقدم للأغراب كل مُحرم.
حسمت أمرها بعد مفاضلة بسيطة واختارت الحياة بلا روح على الموت بشرف..
قالت بشرط أن تترك من كان خطيبي يرحل وتضمن خروجه من البلد اولا
تهللت أساريره وأبدى موافقته
اتصل برجاله وقال امنحوا هذا الكلب جوازه وتذكرة سفر ولكن دعوه حتى اودعه بنفسي..
في اليوم التالي صعد صاحب الفندق لغرفة النزيل وبشره ان طلبه مُجاب ولكن عليه أن يصحبه لدقائق
نزل الرجل معه إلى حيث يحتجز خطيب الفتاة مقيدا..
قال هذا غريمك فاصفعه أبها النزيل الصديق ، إنه يكرهك وكان يريد قتلك
قال قتلي؟!! لماذا
لأنك اردت فتاته
قال لا يليق بك أن تكون حاد الطبع هكذا
بوسع الفتاة ان تسعدنا وتمتعنا جميعا
فلماذا تستأثر بها وحدك
زمجر الفتى في قيوده وبصق في وجهه وكال له السباب
لكن الرجل لم يبدو عليه شيء من الحمية
قال صاحب الفندق للفتي
ايها الكلب العاق سوف ينام هذا الرجل مع فتاتك الليلة امام عينيك وستبقي هنا تتابع ذلك على هذه الشاشة أمامك عبر كاميراتي قبل أن تغادر غدا لبلادك دون رجعة..
ثم قال للنزيل ايها الصديق اصفع هذا الكلب على وجهه جزاءً لما فعل معك الآن.
وبالفعل صفعه النزيل ومضيا معا وتركاه ينزف كبرياؤه وتختنق روحه في سجن القيود والهوان التام..
بينما كان شريط الذكريات يمضي برأس النزيل الغريق كان الفتى يذكر كم عانى ليقف فوق جراحه ويعمل لسنوات بلا هدف سوى الثأر والثأر فقط
حتى حانت الفرصة..
..
المشهد الآن في غرفة الفتى الصغيرة التي سحب نزيله إليها بعد أن افقده وعيه وحمله مع غروب الشمس على الشط إلى سيارة كان أعدها لذلك..
النزيل يستعيد وعيه ببطء والفتى ينتظره بشوق
بادره الفتى : ها أنت وأنا مرة أخرى على أرض غريبة ليس فيها عميل يشتري رضاك
_قال مرتعدا أرجوك دعني وأعطيك ما تريد
_قال اريد عمري وفتاتي البكر وصفعة جبان لرجل في أغلاله
قال خذ الفتاة واصفعني كما تشاء وان شئت اكثر فافعل ولكن لا تقتلني
_قال لم يعد بإمكانك ان تفعل
أما فتاتي فقد ماتت يوم أخذتها مني اغتصابا بيدَي نخاس من جلدتي
وأما عمري، فقد دفعته ثمنا لهذه اللحظة وليس يعوضه غير حياتك
أما الصفعة
فما زالت تلهب ظهري وتوقد تحتي النار حتى أظل مشتعلاً أركضُ نحو ثأري حتى أمسكت به
ولن أفلته..
.. انتهت ؛
|
|
|
|