19 / 07 / 2021, 22 : 06 AM
|
رقم المشاركة : [8]
|
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
|
رد: النصوص المجازة في مسابقة القصة القصيرة والقصيرة جداً للقراءة وتصويت الأعضاء والزو
رسالة من غزة...
7-
أصدقائي أكتب لكم من غزة. إنها المدينة التي تعرضت للقصف الإسرائيلي مدة أحد عشر يوما. كانت هذه الأحد عشر يوما عمرا طويلا؛ لأن ثوانيها كانت تنبض في داخلي من الخوف. كانت ضربات الصواريخ قوية ...لا تنتهي، وكانت صرخات إخوتي حادة تشرخ القلب، لكن ضربات قلبي كانت أقوى من كل هذا. لم تكن أختي "لجين" ذات الأربع سنوات تتوقف عن البكاء، وتوقف بكاؤها مع مرور الوقت، غير أن الخوف لم يتوقف أبدا.
خرج أبي من أول يوم. غادر بيتنا. وعندما سألته "لجين":
- أين أنت ذاهب يا أبي؟ هل ستتركننا وحدنا؟
قال إنه ذاهب للدفاع عن الوطن. وعندما سألته عن معنى الوطن، أجابها:
- الوطن هو بيتنا الذي نسكن فيه.
حقا إن بيتنا صغير، وجدرانه متهرئة، وبالكاد نتحرك فيه بعددنا الكبير، لكننا لن نسمح لأي أحد أن يأخذ منا بيتنا.
لم نهنأ بالنوم أبدا، لم نحض بلحظة سلام..."فش ماي...فش كهربا...فش أمان". لم يكن هناك سوى أجسادنا التي ترتعد من الخوف.
قتلت عائلة بأكملها من أقاربنا، وقتلت صديقة الدراسة العزيزة "أميرة"، التي كانت بنفس عمري. قتل العديد من الناس نعرفهم. دمروا الكثير من المنازل. لو رأيت الأمر على الأرض بعينيك... كأنما إعصار مر بالمكان.
نزلت القنابل على بيتنا الجميل. بالكاد خرجنا منه قبل أن يسقط على رؤوسنا... كانت السماء بلون الظلام نهارا. وكان الهواء خانقا...بطعم التراب، وكانت أجسادنا على عتبة الموت.
بقي من منزلنا بعض بقايا جدران، وأكوام لا تنتهي من الحجارة. وها نحن نقيم هنا فيما تبقى منه. لم نترك المكان. لا شيء من ضروريات الحياة هنا. في النهار نقبع في الخارج، وفي الليل ننام وأمي بين بقايا الجدران، بلا باب ولا أي شيء، وينام أبي وأخوتي في الخارج. يخيفنا نباح الكلاب. ترعبنا الحشرات الزاحفة...لكننا متمسكين بالوطن. لن نتركه أبدا، مهما كان الأمر.
سقطت الكثير من الأشياء من ذاكرتي... رغبت أن أخبركم بها. شيء واحد لم يسقط:
- سنبني بيتنا، وسيكون جميلا.
(يسرى مصطفى أبو حمزة. العمر ست سنوات)
الرد الأول:
- من غزة هذه؟ وأين تقع على الكرة الأرضية؟
(نبيل آل عريان)
الرد الثاني:
- أنتم إرهابيون... أنتم عار علينا.
(جابر ظريف ابن السعيد)
رد على الرد الثاني:
- هل تعبر عن نفسك بهذا القول؟؟؟
الرد الثالث:
- نحن قادمون. لدينا موعد يحسبونه بعيدا.
(ناصر بن عبد الرحمن المحمدي)
|
|
|
|