19 / 07 / 2021, 31 : 06 AM
|
رقم المشاركة : [10]
|
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
|
رد: النصوص المجازة في مسابقة القصة القصيرة والقصيرة جداً للقراءة وتصويت الأعضاء والزو
وانتصر الدولار
9-
الغلاء غول يقتحم الأزقة ليفترس أحلام وأماني البؤساء، الناس تهرول في الشوارع على غير هدى ويثرثرون في هواتفهم النقالة...الدولار طلع ...الليرة تضخمت قيمتها مقابل الدولار.... الليرة أكوام ورقية ... الدولار اختفى... الليرة ماتت قوتها الشرائية ...ما في خبز ...ما في لحمة... ما في سولار... ما في، ما في، ما في... الغضب يغتال هدوءهم والأمان يقرع طبول الرحيل.
سد أحمد أذنيه عن بكاء أطفاله الجياع، ماذا يفعل! البطالة شلت الأيدي وذلت الأنفس، فر من جلد دمعهم على جدار قلبه الرقيق إلى سطح بيته، لمحه صاحب البيت "مبسوط بتشم الهواء وين أجار البيت" أشاح بوجهه وسد أذنيه ومسح دمعه "يا رب فرجك"، رأى من بعيد الشرطة تلاحق رجلا يحتضن بين يديه كيسا، ويبدو أنه سارق، في هذا اليوم تتماهى السرقة على كل الجرائم والمعاصي، لقد سرقوا كل شيء حتى رغيف الخبز، وطغى الغلاء، فالحرب هذه الأيام حرب ضد المصارف خوفا من شبح الجوع، لكن السارق المسكين تعثر وتناثرت حوله الأوراق النقدية، وعصفت الريح بالمكان وطارت الدولارات وحلقت وراءها الأماني والأحلام وتسارع الناس للإمساك بها، هذه ورقة من فئة المئة دولار تطير كحمامة وديعة في فضاء أحمد، لقد كانت من ثلاث شهور في حوزته ويدفعها مقابل عشاء في مطعم. اليوم تضخمت الليرة أضعافا أمام سطوة الدولار الذي اختفى بعد ان تسرب إلى جيوب الفاسدين، لكن الورقة حطت عند باب بيت أحمد وتدافع الكثير لالتقاطها، فرح بها قد تكون ثمن طعام أولاده وقرر أن يكون أول من يأخذها وبلا تفكير ألقى بنفسه من أعلى بلا مظلة وسقط فوقها جثة هامدة، أزاحوه مدرجا بدمائه لأخذها، لكن لحظتها، هبت ريح لئيمة، محشوة بالدسائس والمؤامرات الوطنية والدولية وطارت عاليا وانتصر الدولار الأميركي على جوعهم وجشعهم وتضاربوا بالأيدي بدافع الحنق والفزع وضياع الأمان.
|
|
|
|