19 / 07 / 2021, 35 : 06 AM
|
رقم المشاركة : [11]
|
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
|
رد: النصوص المجازة في مسابقة القصة القصيرة والقصيرة جداً للقراءة وتصويت الأعضاء والزو
سفينتي لم تجد لها مرسى
10
لي قارب صغير شراعه مهترئ جدا، تتلاطمه أمواج البحار يمينا وشمالا، أعتبره طوق النجاة من كل أكابده من صخب الحياة...، في ليلة مقمرة، نور بدرها يضاهي نور الشمس في يوم صاف، ركبت قاربي ووليت وجهي شطر الوجهة التي أوليها دائما، فإذا بنسيم عليل يلاطف نتوءات جسمي النحيف، أستنشقه ليلامس شرايين الرئتين اللتين أصبحتا تعانيان لهيب الشوق لمن اشتاقت له العين...
فجأة، وأنا أتأمل البحر في ظلماته والقمر في نوره، انشقت السماء وهطل المطر، مصطحبا معه رياحا باردة تقشعر لها الأبدان، انقشع البرق لدرجة يكاد فيها يخطف الأبصار...، لحظات من الأمل في النجاة والخوف من الموت، قاربي وسط البحار..، نظرت يمنة ويسرى لا أحد، صرخت عاليا بأعلى صوتي، لا مجيب، جلست لبرهة أتأمل ملكوت الله في الأرض، أفكر في آلائه، ماء في البحر وماء ينزل من السماء، رياح باردة وبرق منقشع...
لم أعرف الوجهة التي أوليها حينها، اختلطت علي كل الأمور فوجهت وجهي للذي خلق البحر والسماء والرياح بأمره، للذي يقول للشيء كن فيكون، فناجيته من كل قلبي وسط الموج الهائج، ونطقت بكلمات لم أعرف لها مثيل، قرأت آيات بينات من الذكر الحكيم، وخررت ساجدة لرب العزة العلي القدير...
وأنا ساجدة أدعو ملك الملك، أحسست بقشعريرة في بدني، وتراء لي وكأنني في أرض مخضرة تماثل الجنة في أوصافها، عرضها كعرض السماوات والأرض، فيها ولدان مخلدون يطوفون حولي وأنا مسرورة فرحة بذاك النعيم، أسبح واستغفر وأهلل، أحسست نفسي وكأنني أطير في السماء أغطي الهواء وأفترشه...
بعد برهة، شعرت بغفوة وكأنها سنة من النوم، انقطعت صلتي بالعالم الخارجي، لا بحر ولا سماء ولا رياح، مكثت على تلكم الحال دقائق معدودة، ثم استيقظت، وإذا بي ملقاة على أرض سفينة كبيرة، لها شراع منطلق العنان، لونها أبيض ناصع مضيئة تسر الناظرين، وقاربي الصغير بجاني، وأناس غرباء يتحومون حولي، فسألت عن الأمر، فعلمت أنهم أنقذوني من موت كان محتوما وسط أمواج البحر الملتهبة.
|
|
|
|