19 / 07 / 2021, 14 : 08 AM
|
رقم المشاركة : [18]
|
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
|
رد: النصوص المجازة في مسابقة القصة القصيرة والقصيرة جداً للقراءة وتصويت الأعضاء والزو
رحل النهار.....
17-
دخلت العالم في منتصف الليل الأخير، الظلمة الحالكة والأضواء المنطفئة والصمت المخيف، وجدت الناس نياما وكأنهم أعجاز نخل خاوية، الأشياء فيه تتشابه وكأنها شيء واحد، السكينة والهدوء لدرجة خيل لي فيها أن العالم دخل في سبات عميق، رقد فيه الشجر والحجر....
نسيم عليل يلاطف شرايين الرئتين، يلامس نتوءات الوجه النحيف وكأنه ريش النعام...
بعد برهة، وبعدما بزغ فجر الصباح، وانقشعت شمس الدجى، رأيت الناس يستيقظون من نومهم، كأنهم سكارى وما هو بسكارى، يحاولون القيام لقضاء حوائجهم الدنيوية، يتصارعون مع الزمن ويطاردون عقارب الساعة، يقومون بالمستحيل لنيل قوتهم اليومي، واحد هنا والآخر هناك، الكل يجري بمختلف الألوان والأعمار والأشكال، هدفهم واحد وطرقهم مختلفة، نظرة واحدة إلى عيونهم تطلعك على المرامي التي يودون نيلها، أحاديث وحوارات، لقاءات واجتماعات، اتفاقيات وتنفيذات، أعمال مشتركة وأخرى منفردة... الكل منشغل في دنياه...
نهارهم كله متاعب ومشاق، ألهتهم تجارتهم وأمواله عن ذكر الله، عندما أذن المؤذن فيهم، حي على الفلاح حي على الصلاة، وجدت البعض منهم ولى وجهه شطر المسجد لتلبية نداء الله، لكن البعض الآخر لم يكن له الوقت المخصص لذلك، رجح كفة العمل والكسب الدنيوي على الكفة الإلهية الأخروية، لا يعلمون بعد حقيقة "الموت واحد والأسباب متعددة"، لا يدرون متى يأمر الله ملك الموت برد الأمانة، يا حسرة عليهم وعلى حالهم اللئيمة...
وهكذا رحل النهار...
|
|
|
|