[رشيد الميموني]

كنا معا
وكانت الأماكن بنا تحتفي
والزمان يختال شهرا ونيف
شارع النخيل
ساحة الحمامة
الحديقة العمومية
الأرصفة والشوارع
كل الأماكن كانت على موعد
مع الأميرة
تتسابق ، تتنافس
في لهفة واشتياق
لاحتضان الأميرة
كنا معا
وكنا نتحدث ونبتسم
نهمس ونصرخ
نحبو ونذرع الحجرات
نتفقد أكوام الكتب والمجلدات
نلهو بكل شيء
نهبط السلالم
ثم ننطلق
عبر الطرقات ، عبر الأزقة
وكان العيد عيدا
وكل الأيام أعياد
والآن .. وبعد الفجر
وأسراب الليل تختفي
أتفقد ما حولي
أتساءل مع الأماكن
مع الحجرات
أين أنت ؟
لم رحلت ؟
فتجيبني في صمت بليغ
أنك هنا
لا زلت لم ترحلي
ولا زالت ضحكتك
وصرختك
وحركاتك
تملأ الأركان والزوايا
تبث فيها مرحا ولهوا
ولا زلت أنا هنا
أمسك بدمية من دماك
أناجيها في لوعة
أداعبها في صمت
بعد الفجر يبدأ الانتظار
من جديد
انتظار يوم آخر
ولقاء آخر
وعناق آخر
لنكون معا
فتنتعش فيه الأماكن
ويزهو الزمان
وتعود لشارع النخيل
بهجته
ولساحة الحمامة
رونقها
وللحديقة العمومية
عشبها



12 ذي الحجة 1442 هـ
23 يوليوز 2021 م