[خولة السعيد]

بين أنهى وأتم وأكمل، أ يمكن أن نجد فرقا؟
أنهى: وصل إلى ما ابتغى الاكتفاء به وخلص إليه، أما أكمل فمعناها أن الأمر قد أنهي على مراحل متقطعة، وأتم تعني أن الأمر قد أنهي لكن مباشرة ودون انقطاع، هنا يمكن الإشارة لقول الله تعالى
*الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا* ( سورة المائدة. الآية.3)
فنتساءل لماذا لم يقل الله عز وجل ( اليوم أكملت لكم دينكم وأكملت عليكم نعمتي)، أو لماذا لم يقل جل وعلا ( اليوم أتممت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي) أو ... أو ... هكذا بتمعن وتأمل ندرك كيف أن الله عز وجل اختار لكل لفظة موقعها المناسب لدلالتها ولما يوحي به معناها.. ندرك، ونعرف أننا لم ندرك إلا قليلا... خاصة إذا تأملنا هذه الآية الكريمة التي جمعت بعظمتها الكمال والتمام وجمعت الدين والنعمة، فالدين صار كاملا بعدما كان الوحي ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم لفترات متقطعة، والنعم من الله لم تنقطع ولكنها ظلت متواصلة مستمرة دائمة فتمت بكمال الإسلام، يوم نزلت هذه الآية التي قيل عنها إنها آخر الوحي...
وفي فعل ( أتم) نذكر أيضا قول الله تعالى في سورة البقرة: * ثم أتموا الصيام إلى الليل* فنرى أن الصيام يظل متواصلا دون انقطاع حتى ينتهي ليلا ( وقت المغرب) لذلك لم يقل سبحانه ( ثم أكملوا الصيام إلى الليل) ولكن إذا عدنا لآية أخرى سنجد: * ولتكملوا العدة* ذلك أن إكمال العدة قد يكون لفترات متقطعة ، حيث قد يكون الإنسان مريضا أو على سفر ، فلم يؤدي فريضة الصوم أياما أوجب عليه ردها حتى لو صام كل أسبوع يوما أو كل شهر...فيكون صيامه حينها على فترات متقطعة
دمتم بخير