الموضوع
:
تسلل إلى شرفة رشيد الميموني
عرض مشاركة واحدة
09 / 08 / 2021, 46 : 04 AM
رقم المشاركة : [
15
]
خولة السعيد
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي
بيانات موقعي
اصدار المنتدى
: المغرب
رد: تسلل إلى شرفة رشيد الميموني
اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خولة السعيد
يسهر ليله كاملا بالشرفة متأملا السماء فتجعله عظمة الخالق يتدبر في آياته ، كأنه يعيش بقول الله تعالى
*قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ (سورة يونس 101).*
*إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (آل عمران 190).*
* الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (آل عمران 191)*.
*تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُّنِيرًا (61) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا (سورة الفرقان 62).*
فيتأمل ويتدبر في الليل والقمر والنجوم والسحر والفجر، وكل هذا يبدو له فيه جلال القرآن الحكيم، كأنه أيضا يردد بتأملاته قول الله سبحانه وتعالى:
* كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ [ص: 29].*
تعليقان وردان على خاطرته الروحية يأتي بعد ليال ثلاث ليتأمل السماء ليلا من جديد فيحتضن البدر بعد أن تتبع نموه وصار له صديقا يلتقي به كل شهر، فيسهر معه حتى السحر ، يبوحان بأسرارهما قبل بزوغ الفجر لحظة الوداع فيستعد صاحبنا للنوم ممنيا نفسه بلقاء جديد..
خمسة أيام بعد تعليق وحيد والرد عليه يجيء السيد رشيد إلى شرفته لينصت إلى حكايا الليل......
( يتبع)
ينصت شاعرنا إلى حكايا الليل، وإلى أساطير السحر متقمصا دور الأمير الفارس وهو يعيش فصول الحكايا والأساطير، فيحارب لاقتحام الحصون وإنقاذ أميرته من الوحش والساحرة، مزهوا ببطولته ونبله والليل يحكي عنه وعن أميرته، ويؤكد أنه هو الأمير فعلا.
وما أضاف على بهاء الشرفة بهاء وجمالا هذه المرة أن صاحبها زينها بصورة رافقت خاطرته البطولية، فكانت هذه أول مرة تعرف فيها الشرفة معنى تعليق الصور التي تقابل الطبيعة المطلة عليها، وللصورة بلاغتها كذلك فهي هنا تعبر عن الكلمات مجسدة وجه امرأة بعينيها نظرة تحد ورجاء، بشفتيها حديث لا تقوله ولا تسكت عنه، كأنها هي من تسترجع لحظة بطولة أميرها، حين جاء راكبا فرسه مادّا يده إليها ليُركِبها معه فينجوا معا من الوحش ومن الساحرة... وهي كالأميرة بردائها الأبيض الجميل ؛كعروس.....
https://youtu.be/N_k9QjEOeXQ
ردود وردود.. إعجابات وتعبير عن جمال أسطورة الأمير، ثم يأتي صاحبنا بعد يومين حزينا، وقد اختارت حبيبته أن تحط حمامة على غصن آخر تسعده بهديلها بينما هو يتأمل دمع السماء صيفا وهي تدعوه لينتحب لكن دمعه عصي شيمته مراقبة ما حوله من ضباب يستعيد بتأمله له بعض ذكرياته مع من كانت له الأمل، ولكن كل شيء يتلاشى ولا يظل أمامه سوى السراب.. وها قد صار السيد رشيد يعلق على جدران شرفته صورا، إنه يرفق نصه هذا بصورة جديدة امتزج فيها وجه الأمير بوجه حبيبته حيث يبدو (شاعرنا ) متصدرا الصورة بوجهه الصغير وملامحه الشابة، نظارته بعينيه وإن كانت عيناه بعيدة عن النظارة غارقة في سهوم عميق هو ذلك الذي يظهر خلفه مكتسحا الصورة، وجه تلك الأنثى التي لم تكن أقل تفكيرا من أميرها، مما يدل على أن كلا منهما في مكان بعيد عن الآخر لكن روح كل منهما قد اكتسبت فكر وجسد الآخر ،وكأنه من هذه الصورة ينفي ما قاله في خاطرته من أن حمامته حطت بغصن آخر، فبعدها عنه هو ما جعل ناره تشعل فتيل غيرته لعله يرتاح من التفكير فيها، غير أن تفكيره فيها كان أكثر حتى من حجمه النحيل ..
تعليق ورد وآخر، وها هو رشيد يأتي على غير حاله السابق، يبدو باسما باشا، فالفجر قد بزغ مبتسما بعد تعاقب المساء والليل والسحر. تستمتع العصافير بشرفته وقد دنت منه لتتراقص على ترنيمة الشرفة الشجية ولتتنسم شذا الياسمين، أما هو فبعالمه ..خياله يرسم ويشكل صورا يلونها كيفما شاء فيبتسم راضيا، وهنا نتأكد أن الميموني قد تعود على إلصاق الصور بشرفته، يضعها متراصة، واحدة تلو أخرى لتشكل ذكرياته وآماله، ومن بين رسوماته التي كان يصورها بخاطرته هو شكل شرفته الذي نراه بالصورة في ليلة كان الهلال منيرا ، وكانت النجوم كأنها جواهر السماء، والجبال تبدو عن بعد تلامس العلياء في شموخ، أما شكل الشرفة فيمكن أن يذكركم ب شرفة جرت فيها بعض الأحداث المثيرة في حلقة من حلقات المسلسل الكرتوني ( كونان) وإن توسطها أصيص لنبات يعلو الفضاء في رفعة وخيلاء.
حين نقرأ التعليقات والردود ونقرأ ما جاء ب 16 ماي ندرك أن صاحبنا هو المختال لا ذاك النبات بالشرفة
https://youtu.be/_wgPAl4qS1Q
خولة السعيد
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كل مشاركات خولة السعيد