عرض مشاركة واحدة
قديم 11 / 08 / 2021, 23 : 06 AM   رقم المشاركة : [18]
خولة السعيد
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي


 الصورة الرمزية خولة السعيد
 





خولة السعيد will become famous soon enough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: تسلل إلى شرفة رشيد الميموني


هنا نام بشرفته، بين إغفاءة وصحو يجس نبضه ويتأمل طيفه متحسسا تقاسيم وجهه ودرجة حرارة أنفاسه،وابتسامته المرتسمة على الشفتين ليطمئن، و يدور حوار هامس بينه وبين نفسه، فتنتشي حواسه ويطرب، ناظرا إلى كل ما حوله بابتسامة حب، ثم هاهو صاحبنا بعد أن أصبحت عادته تزييين شرفته بالصور، وتنميق كلماته بها يأتينا بصورة شرفة جميلة واسعة مطلة على البحر، ليزهو بعد ذلك بالتعليقات المعجبة بنصه وشرفته، وبعد يومين يجيء رشيد مسترجعا ذكرياته ناسجا حكايات الأطفال والطفولة،فتراه مرة طفلا وديعا وأخرى عنيدا وتارة مشاكسا، ولا ينسى صاحبنا غَناء الطبيعة الخلابة وإبهارها ، واستمتاع الطفل الساكن في أعماقه بها، حاضنا إياه، كأن صاحبنا ينكر تلك الأنشودة التي تقول " فموعد الرجولة يأتي قبل الأوان" لأن الطفل بداخله ساكن وأقوى من الشيخ فيه https://youtu.be/Nco2dcaCQ48
ولعل صورة الطفل المتسلق الشجرة كأنها أرجوحته أو لعبة التزحلق، أو الحبل...،أو كأنه هو ماوكلي أو نمر غابته أو لعله صغير الباندا..
وتكثر التعليقات التي وجد أصحابها في دواخلهم طفلا، ويستطيب الرد على التعليقات ثم الرد عليها،أما في الوقوف الموالي بالشرفة فإن الأديب رشيد قد رأى كل شيء ينطق جمالا فأتاه الربيع الطلق يختال ضاحكا، حتى الصيف سبق وقته ليحضر إلى رشيد ويهديه شمسه والسماء ، و استبشر الميموني بالشهر الذي يعيشه ( رمضان) مستعدا لاستقبال العيد القادم بأجمل الهدايا والابتسامات،فيجعل الطير والبشر يفرحون ويمرحون ويحبون، وهاهو بالطبيعة واقف غير مبال بالتقاط صورة جميلة لأنه يستعد لاحتضان الطبيعة الفيحاء بجمالها، وورودها الصفراء الثرية ومعانقة الشمس الزاحفة نحوه مع السماء، ويحضر بعد غياب يومين أو ثلاثة ليخبرنا أن العيد قد أطل من شرفته فعانقه، واحتضنه وقبله، حتى تغلغل في مسامه، زارعا فيه الأمل والحب والبسمة مؤججا حلمه، فصار هو نفسه العيد وفرحة العيد ونقل لنا هذه المرة صورة اكتفى بأن تكون الطبيعة جوهرها وروحها.
ثلاثة أيام أيضا، ويأتي معانقا قيتارته يعزف عليها أسراره وهي تغني له مدن الأحزان ومتى ستعرف كم أهواك يا أملا ، ثم يستسلم للحلم وتستسلم معه قيتارته لتمنحه ترنيمة العمر التي هي ربما تلك الفتاة الكنارة العازفة على الهارب.
https://youtu.be/xxUuaVRRB60
تعليقات وردود ويعود حزينا، هكذا حال الولهان لا يستقر على حال،يسائله المساء عن سبب حيرته وسهومه، فلا يجد ردا ، وفي غضب يقوم لإسدال ستائر الشرفة وغلق بابها، ...
(يتبع..)
خولة السعيد غير متصل   رد مع اقتباس