الموضوع: الهارب
عرض مشاركة واحدة
قديم 08 / 09 / 2021, 42 : 05 PM   رقم المشاركة : [1]
ليلى مرجان
موظفة إدارية-قطاع التعليم العالي-حاصلة على الإجازة في الأدب العربي

 الصورة الرمزية ليلى مرجان
 





ليلى مرجان is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

الهارب

الهارب

صادفته ساخطا متوترا يرغي ويزبد.. سريع الخطى يسابق الريح دون الالتفات إلى الوراء.. منهمكا في حاله.. تسللت إلى شروده.. ونصبت فضولي بنية المساعدة حاجزا لإيقافه.. باغتته بسؤالي:
- من أين أتيت؟
بزفرة حارة ريحها حرق وجهي أجاب:
- من زمن طردت منه لانفعالي ضد كل معاش بالي.. لا تجديد.. لا تقدم.. قهرتني الرتابة.. وأنا أرتق فراغ الجمال لحياة لها مخالب.. ينعدم من يصدها بإبرة.
أشرعت باب قلبي لمهاجر جريح أنهكه العياء.. واقترحت عليه أن يقيم في داري الواسعة الفارهة.. فما أحوجني إلى أنيس يحررني من قيد الوحدة الذي يكبل صوتي.
أطمر فرحتي تحت جبل رغبتي بلقائه.. اخترق إلحاحي مسام فؤاده متوسلا بقاءه فعاد خائبا.. أنزل في عقلي وجع.. واراه خلف أهداب قلبي.. واعتذر عن الإقامة لعجائب زماني.. تلون وجهي بلون التراب.. وإحساسي بلون القش اليابس.. مضغت الصمت هنيهة.. ثم استرسلت السؤال:
- وإلى أين طريقك؟
مطأطأ الرأس هائما على وجه الأرض أجاب:
- سأعود من حيث أتيت.. وأخفض سلاح انفعالي.. وأرضخ لمآلي.. فما رأيت في هذا الزمان زعزع كياني.. ومن رغبة الهروب منه بأقصى سرعة حفيت أقدامي..
رابني أمر هذا الساخط على الواقع.. الهارب من حيث آتى.. العائد إليه بفعل ما رأى.. أحسست بانفعال داخلي صامت.. يبيد رغبته التي تركب تيار الحمق.. في عيش حياة بوسادة محشوة بترانيم الراحة.. لم يعجبه زمانه.. ولا الزمان الذي بعده .. فأنى يرتاح؟

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
ليلى مرجان متصل الآن   رد مع اقتباس