الموضوع
:
الهارب
عرض مشاركة واحدة
11 / 09 / 2021, 08 : 02 AM
رقم المشاركة : [
7
]
ليلى مرجان
موظفة إدارية-قطاع التعليم العالي-حاصلة على الإجازة في الأدب العربي
بيانات موقعي
اصدار المنتدى
: المغرب
رد: الهارب
اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عزة عامر
آه يا ليلى لو أمسكت به داخل القصة ، قبل الهروب لجئت مسرعة إليك لتدخلني من نافذة القصة ، لأهرب معه .. قصة روح تمرددت على الحياة ، فأنجبت بين يديك كيانا هاربا ، وسطورا ..
أبدعت ليلى !!
(استدراك) الهارب
نزولا عند رغبتك عزة في مرافقة الهارب
الفصل الثاني: الهاربان
- بون شاسع بين زماني وهذا الزمان. قال متأملا بين الزمانين
ودعني باعتذار النادم على قراره، استوقفته مرة أخرى تلبية لطلب السيدة عزة التي تراءت لنا من بعيد؛ تخطف الخطو كعداء سباق الحواجز؛ تحاول الدخول من نافذة قصته، حاولت إقناعها بالتخلي عن فكرة الهروب من زماننا؛ بدليل الماثل أمامنا الهارب من زمانه؛ لكن حماقة الرجاء وجنونه قوى رغبتها وأضعف طلبي حتى انكسر.
شرعت لها نافذة العبور إلى الزمان الماضي الذي ترغب الإقامة فيه، فأطلقت لها العنان من منطلق حتمته ضرورة التسلل في خفاء؛ وهو ثقب مفتاح باب نور الأدب؛ ولا أدري إن كان يحق لي هذا الأمر؛ لكن إنسانيتي أعطف على أحزان العالم، إلا أن ألمي لكل المتألمين لا يثير إلا ذرة مما أثاره فيَّ ألم السيدة عزة.
لا تسأل كيف كان التسلل يا قارئي؛ فالرغبة الجارفة تجعل الهارب هلامي الهيئة يتسلل بأي شكل من الأشكال للوصول إلى مراده.
في مرحلة أولى أقمنا ثلاثتنا في منطقة خارج الزمن، نزولا عند رغبتهما وخوفا عليها غامرت معهما في ولوج هذه المرحلة مؤقتا، توسلت إلى الهارب أن يقوم بمهمة "الزّْطاط" لهذه الحسناء التي أقرفها زمانها كحاله مع زمانه؛ غاب بفكره بعيدا بعد الأفق وعيناه جاحظتان، نفضت دهشته من كم جلبابه؛ أفاق من غفوته وصمته الذي قرأت فيه كل علامات التعجب والاستفهام، تقزم همه أمام همها كونه هاربا بعتاد وكونها مهاجرة خاوية الوفاض، ألححت عليه في الطلب فأومأ برأسه موافقا، هنا تدخلت السيدة عزة الغاضبة على زمانها باستفسار حول معنى "الزطاط" الذي لم يسجل في قاموس لهجة بلدها تفضلت بشرح بسيط.
- الزطاط يا سيدتي المتمردة؛ رجل حماية من قطاع الطرق؛ فأنت مقبلة على زمن لا يعرف معنى الشرطة، والحرب دائرة في جماعاته ودواويره؛ فإن مررت بأراضيهم دون "زطاط" فسيصبك ما لا تحمد عقباه، ولن أسرد لك وضعية نسائهم؛ فهذا متاح لك اكتشافه بمعايشة واقعهم، ثم إن من واجبي أن أفرد لهذا "الزطاط" عطاء من اختياره، ولا أظنه يفضله نقدا والسبب واضح، لذلك سيختار شيئا ماديا ليسلك بك في أمان إلى موقع قدره لك خيالي من الزمن الماضي.
كانت مشاعرها ترقص بتذلل كالطير على بساط الخضرة والأزاهير، وكنت أسجل سعادة قلبها بهذا الضد المنبثق من فاصل الألم والحزن.
أضرمت النار في قلبي برغبتها الملحة في مغادرة زمانها إلى زمان قبله، وتركت فكري يموج كغليان السائل من حيرة السؤال؛ لا أدري إن سيرضيها أم يعذبها اختيارها؟ استعصى علي إدراك الحالة المقبلة التي ستكون عليها في الزمن الماضي.
ودعتهما مغادرا منطقة خارج الزمن؛ عائدا إلى زماني قانعا به ولو دون رضى تام، وغادراها إلى حيث وجهتهما، أسلمني قرارها الرحيل عن زماني؛ هذا الذي يمر في ساحة حياتي؛ إلى تشتت ذهني وحيرتي في أمرها، وفي اعتقادي الممتزج بالإحساس العميق أن السيدة عزة في نعمة ملمس الحية الذي سيفضي بها إلى لمس السم المبيد لكل تجرأ دون بصيرة، وأخشى أن تخرج من بئر الظلمة وتنزل في درك آبار أخر؛ مع العلم أني لا أعرف أي نار كانت تحرق وجودها في زمانها لتمتطي مركب المجهول.
ليلى مرجان
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كل مشاركات ليلى مرجان