23 / 09 / 2021, 20 : 01 AM
|
رقم المشاركة : [1]
|
موظفة إدارية-قطاع التعليم العالي-حاصلة على الإجازة في الأدب العربي
|
الوحم
الوحم
زارتني عشية يوم زاه الطلعة، استقبلتها في مكتبي المطل على حديقة مقر العمل، كانت تعجبها أناقته وتجد فيه راحة نفسية، جلست أمامي وحصرت نظرها على كأس طيني؛ جلبته من مدينة آسفي العريقة؛ المشهورة بصناعة الفخار، صببت لها الماء من قُليلة مزركشة بالقطران من جنس الكأس.
روت عطشها، غفلتني؛ كسرت الكأس على الأرض، جمعت أجزاءه وشرعت تقضمها بشهوة منقطعة النظير.
في أقصى دهشة مما رأت عيني، اتصلت بأمي، أخبرها الواقعة.
- لا تقلقي حبيبتي، عائشة حامل في مرحلة الوحم، وفعلها عادي ناتج عن ارتفاع مستوى هرمونات الحمل، وذاتها تنقصها مادة تجدها في الطين.
- ما تقوم به صديقتي ليس عاديا يا أمي !!
- ألم تعلمي عن جارتنا التي كانت تقشر الحائط بأظافرها وتأكل منه؟
ودون رد استأذنت إنهاء المكالمة؛ وأنا أفور من الغيظ على حال صديقتي التي كانت ترفع رأسها بين الفينة والأخرى؛ وهي تضحك على موقفي منها؛ وأنا أنصحها ألا تضر جنينها، لم تعرني اهتماما وهي تمضغ الطين في مشهد من العصور الغابرة؛ وتزدرده بنهم كالشوكولاته المحشوة بالفواكه الجافة؛ حينها سرح بالي في بداية حملي؛ حيث كنت أتوجه وزميلتي عند العودة من العمل إلى فاكهاني؛ نبتاع منه ما اشتهت النفس. مرة خرجت عينايا من تجويفهما وأنا أنظر إلى بطيخة حمراء كانت أكبر واحدة في الدكان، ودون أن أنبس ببنت شفة وضعها أمامي، وقال لسعيدة:
- جارتك حامل.
تبادلنا النظرات؛ كيف يكشف أمر الحمل في بدايته رجل عادي؟ رد على تساؤلنا الصامت وهو يجمع لي في كيس بعضا من كل ما يعرض في دكانه مجانا، موصيني ألا أحرمه هذا الأجر .
-الحمد لله أن وحمك راقيا؛ تشتهين الفاكهة، أما زوجتي فكانت تأكل ما تبقى من اللفائف التي أدخنها.
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|
|
|
|