عرض مشاركة واحدة
قديم 07 / 10 / 2021, 29 : 12 AM   رقم المشاركة : [5]
خولة السعيد
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي


 الصورة الرمزية خولة السعيد
 





خولة السعيد will become famous soon enough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: طارق بن زياد Táriq ibn Ziyad

اقتباس
 مشاهدة المشاركة المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. منذر أبوشعر
الأستاذة الأديبة ليلى مرجان. الأستاذة الأديبة خولة السعيد:

ليس وَكْدي (كتابة أحداث التاريخ)، بل وَكْدي (قراءة أهم إشكاليات التاريخ) التي تخبَّط فيها الكلام، واختلفت حولها الآراء؛ بمحاولة أخْذها من زاويا متعددة، بأكثر من عين واحدة؛ بلبوس يبتعد عن (الهوى) أو الأفكار المسبقة ـ قدر الوسع والمكنة ـ. فخلافات (الأهواء) على مدار الزمن، وسلطة (المذاهب) ثانياً، ضخَّمت كثيراً من الأحداث التاريخية، وعاضدت في (أسطرته)؛ فما عدنا نعرف حقَّ نبض الحدث وأثره؛ فتخبطنا ـ ولا نزال ـ بين جذب وشد.
أمَّا شخصية سيف بن ذي يزن (49 ق. هـ - 574 م)، فلا إشكالات تاريخية يوقف عندها. وما وُضع عنه في الحكايات الشعبية، يختلف تماماً عن سيرته، ولها أيضاً بحثٌ آخر مستقل.
فالخيال الشعبي أضفى على سيرته ثوباً فضفاضاً خرج بوقائعها من إطار الممكن والمعقول؛ وجعل منه بطلاً خيالياً، بعيداً كل البعد عن الحقيقة، فألبسه لباساً غير بشري: (فأمه إحدى ملكات الجن، وهو لمَّا اختفى في آخر أيامه لحق بها في عالمها، كما جعل منه ملكاً موحداً مسلماً على دين إبراهيم الخليل، متوَّجاً على الإنس والجن، وجعل الأحباش وثنيين يعبدون الكواكب والنجوم، رغم أن دينهم كان النصرانية). وهذه الحكايات / الأسطورة، إنما بالغت فيها الذاكرة الشعبية، لأنَّ لسيف يعود إليه الفضل في طرد الأحباش من بلاد العرب، بعد أن ظلوا غالبين عليه منذ عهد ذي نُواس.
ولفت انتباهي في سيرته الحقيقية كيف أتته وفود العرب وأشرافها وشعراؤها لتهنئته، على ما كان من بلائه وطلبه بثأر قومه، لمَّا ظهر على الحبشة، وذلك بعد مولد النبي ﷺ بسنتين، وكان رأس وفد قريش عبد المطلب بن هاشم، جد الرسول، فبشَّره بمقدم الرسول وحذَّره من غدر اليهود، في خبر طويل مكذوب لتهالك إسناده. أخرجهُ البيهقي في دلائل النبوة 355، ونقله عنه الخرائطي في هواتف الجان.
** ** ** **
وقد أطلت، لكن لا بد من هذه الملاحظة.

شكرا لك د. منذر على ما قدمتم لنا وعلى ردكم المفيد أيضا، وقد ذكرت بردي أننا نغوص في التاريخ قاصدة بذلك أننا كغواصين نستطيع التنقيب عن الحقيقة، وهنا أحب أن أشير إلى مقتطف من أيام طه حسين:
" قال الفتى: و لكن هذه الجهود توقظ الشعب، و تنبهه لحقه و تدفعه إلى المطالبة به و الجهاد في سبيله. قال سعد محولا الحديث عن مجراه: ماذا تدرس في باريس؟
قال الفتى: أدرس التاريخ.
قال سعد: أو مؤمن أنت بصدق التاريخ؟
قال الفتى: نعم إذا أحسن البحث عنه و الاستقصاء له و تخليصه من الشائبات. قال سعد: أما أنا فيكفي أن أرى هذا التضليل و هذه الأكاذيب التي تنشرها الصحف في أقطار الأرض و يقبلها الناس في غير تثبت و لا تمحيص لأقطع بألا سبيل إلى استخلاص التاريخ الصحيح من هذه الشائبات. و انظر إلى ما ينشر عنا في مصر و في باريس و حدثني كيف تستطيع أن تستخلص منه التاريخ الصحيح! "
ص. 141 من الجزء الثالث.الأيام. طه حسين
خولة السعيد غير متصل   رد مع اقتباس