رد: أنبياء الجرح
أنبياء الجرح..(بغداد سايح)
1 ـ عَلَى هَذِهِ الْأَرْضِ عِشْنَا مِنَ الْجُرْحِ أَلْفًا، وَكَمْ سَخِرَتْ مِنْ رُؤَانَا اللَّيَالِي! وَكَمْ جَفَّ نَبْضُ الْحِكَايَاتِ! كَمْ قَسْوَةٍ ذَاقَهَا الْقَلْبُ! لُذْنَا بِغَابَاتِنِا مِنْ عُوَاءِ الرَّزَايَا! فَمُدَّتْ ضُلُوعُ الصَّنَوْبَرِ وَالْأَرْزِ أَبْهَى سَفِينَهْ.
2 ـ عَلَى هَذِهِ الْأَرْضِ عِشْنَا بِجُبِّ الْمَآسِي، لَبِسْنَا الْهُمُومَ افْتَرَشْنَا الْمَتَاعِبَ، ذُقْنَا انْكِسَارَ الطُّمُوحِ، شَمَمْنَا الظَّلَامَ قَمِيصًا لِيَرْتَدَّ نُورًا إِلَيْنَا، رَأَيْنَا دَمَ الذَّنْبِ يُرْخِي بَرَاءَةَ ذِئْبٍ، سَمِعْنَا الصَّبَاحَ وَمَا مَسَّ ضَوْءٌ عُيُونًا سَجِينَهْ!
3 ـ عَلَى هَذِهِ الْأَرْضِ أَلْقَى ابْنُ حُبٍّ رُؤَاهُ، تَسَلَّقَ صَبْرًا وَلَمْ يَسْتَطِعْهُ، وَأَطْفَأَ سِحْرًا فَأَلْهَمَ بَحْرًا، وَأَغْرَقَ مَا لَمْ تُرِدْهُ الْمِيَاهُ طَعَامًا لَهَا، فَاجَأَتْنَا الْحَقِيقَةُ! فَابْنُ الْبِلَادِ غَرِيقٌ بِهَا، تِلْكَ أَرْضٌ تَجُوعُ لِتَأْكُلَ أَبْنَاءَهَا، قِيلَ: أَرْضٌ لَعِينَهْ.
|