ليس شرطاً إن أحببتَ إنساناً أنْ توافقه على الدوام فيما يرتئيه ويذهب إليه.
والأستاذ عدنان عجلوني أبو ياسين أحد أبرز مشايخ دمشق، أحببت منه صدق توجهه، وعالي ألق شفافية روحه، وعالي هدوئه، وعالي جمال دأبه.
ولمَّا قرأ ما كتبتُ عن «التلبس» أرسل إليَّ هذه الملاحظة:
قرأتُ المقال وجزاك الله خيراً، ولكنني خرجت بنتيجة أنَّ الجن فعلاً يتلبس بالإنسان الشارد عن حمى الرحمن لغفلته عن الذكر والاستعاذة.
فالإنسان الغافل، المتلبس بالمعاصي، التارك للطاعات القولية والعملية، هو الذي عنده نقاط الضعف التي تُمكّن الجن من السيطرة عليه.
والجن الشيطاني الكافر يهمه إضلال الناس المؤمنين غير المطبقين لمقتضيات إيمانهم، فيتمكن منهم بقدرة الله بالإضلال والتلبس، بسبب اختيارهم لطريق الضلال والغفلة، فيزيدهم الله ضلالاً بأسبابٍ منها تولي الشيطان..
أمَّا المؤمن المفعل لإيمانه بالطاعات القولية والعملية، فهو محميٌّ بها من تلبس الشيطان ومعصومٌ منه بإذن الله.
ومن أول المقال وأنا أنتظر الكلام عن الحالات المتواترة المشاهدة بتكلم الجني على لسان الإنسي بصوت ولغة وطريقة مغايرة لطبيعته ولغته ونبرة صوته، وفسرها الكاتب بأنها أحوال نفسية معروفة! فأية حالة نفسية تجعل الإنسان يتكلم بلغة غير لغته، وبنبرة غير صوته المعروف؟
هذا كلام غير مقنع.. والله أعلم.