[امال حسين]

3
.....

دوم - دوم دوم - دوم - دوم دوم

يا طالباً للحُبّ هِم بمحمد
ذاك هو النبع الزُلال الصافي

حُباً يورّثك الجنان فسيحة
يُنجيك من كرب بلا مقداف

إعرف فضائل مصطفاك فريضة
وأسكنها بالقلب الكليم الجافي


ترنح الرجال والشباب والأطفال من الشجن مع دقات الدفوف والتصفيق الرتيب المنتظم ولم ينبروا إلا وهم قيامُُ ُ متشابكي الأيدى متمايلي الأجساد مصفقين على دقة الدفوف ،الرؤس فى أتجاه ولا تلبث إلا أن تتابعها الأجساد ،

أهتزاز روحانى يَصعد بالروح لباريها وتُريح النفس من عناء التعب وتُنظف العيون من مرائيها ،والأذان من مسامعها لتنجلى كرامات صاحب المكان ،نور باهر بالنفوس ،

مع كلمات المديح لسيد الخلق ونور الأكوان نبينا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام

يدخل ويخرج الرجال والشباب والاطفال متألفين الوجود

ومن أشارة من المعلم بيده سكت الجميع والدقات والغناء ،وقام من مكانه الذى يسيطر ويهيمن بقوة على الجميع فى توحش وغوغائية صوته الأجش المتحشرج

=الهدوء وبعض الراحة للجميع حتى نستعد لقدوم شيخ جليل ليخطب فى كرامات مولانا فأ تعشم أن يلتزم الجميع ولنحاول الجلوس على البُسط .

تحرك الجميع بنظام وتجاوروا جلوساً على البُسط فى نظام

دخل رجل عليه عباءة الأزهر وحوله الحاشيه من رجال دين وسياسه ،

وهو يسير بتؤدة ،ثم أعتلى أريكة مزخرفة والكل جلوس منصتون فى سكون

حتى أنتهى من خطبته العصماء فى مدح الرسول وكرامات الولى وما يجب ومالا يجب فى الأحتفال بمولده ومع تراقص الأضواء والمصابيح المعلقة فى وسط الظلمة السديمية تراقصت العقول وطربت للكلمات وأنتشت من السعاده والأنبهار بالحديث عن الكرامات والمعجزات للولى الصالح



دوم- دوم دوم- دوم- دوم دوم

كنت ترضى في الحبيب تواضعاً
فمحمدٌ نهر التواضع صافي

أو كنت ترضى في الحبيب تعطّفاً
فبعطفه أمسى الصقيع دافي

إن كان يُعجبك التسامح شيمة
سل أهل مكة ساعة الإنصافِ


البعض ظل بالساحة والبعض خرج منها لتتغير الوجوه ويحل محل الأبدان أبدان أخرى

تنشد الراحة على دقات الدفوف

صرخ الصبى سعيد من بعيد وأمه تحايله

-أذهب مع جدك أو عمك

-لا يأمى فأنا أخاف

- ضرسك سيخلعه لك لأنه يؤمك ،أرضى يا ولدى

- بكى الطفل ذو السبع سنوات وأبى أن يستجيب

أسرع الشيخ حمدان ومعه أعمام الولد ومعهم المعلم وهدان ليستطلع الأمر

وأخذ الجد حمدان سعيد من يده بالحنان والعطف

- تعال معى ولا تخف

تدخلت المعلمة

-إلى أين بالولد يا شيخنا

ضحك الشيخ

-للدكتور شحاته الحلاق

ضحكت المعلمه حتى ظهرت نواجذها وأسنانها الذهبية

-سنحضره إلى هنا حتى لا يبرد الولد

.........

علا الصوت للباعة الجائلين بالحمص الساخن والحلوى الملونه وحب العزيز الذيذ

والطراطير وحلوى غزل البنات

ووقف الدكتور شحاته الحلاق لينده بصوته الرخيم


-شربة عم محمود تقضى على الدود ومراهم للعيون

ويتقاطع معه صوت الأرجوز وحكاياته الناقضه للجميع مع الضحكات والقهقهات كل هذا ودقات الدفوف لا تنقطع عالية فى الأجواء يكاد لا يسمعها أحد بالرغم من أرتفاعها

-الدكتور شحاته الحلاق وصل

- تعالى لعمك شحاته ياولدى فأنا من ختنت أباك رحمه الله ،هيا حتى تصبح رجلاً يملأ العين ،هيا ياعريس



أقترب سعيد فاغراً فاه أعتقاداً منه أنه سيخلع له ضرسه

فيمسكه أعمامه ومعهم المعلم وهدان بقبضته الفولاذيه التى قوضت ذلك الصبى الضعيف فى ظل صرخاته المنقطعة بلا توقف

وأتم شحاته الحلاق عمله وأخذته أمه الرؤم سعدية فى حضنها باكية متهدجة الأنفاس من تأثرها بصراخه تتلاعب الأضواء بعينه وتظهر وجهه الباكى وتخفيه .

-أسكت ياولدى سنحضر لك الحلوى والعصير لتشفى ولا تتحرك أرجوك حتى لا تنزف

نظر لها وهدان وزرفت عينه دموع رحيمة من قلب عصفور لبكاء طفل وولهاً بأمه الأرملة المزركشة التى سلبت عقله وقلبه .

-سأحضر له الحلوى

-شكراً يا معلم وهدان

قفز قلبه عندما سمع أسمه يُنطق بلسان الحوريةالمزركشة

وأنصرف لاهثاً لإحضار الحلوى والعصير لطفل آسرته.

دوم -دوم دوم -دوم -دوم دوم

إن كان يُعجبك التسامح شيمة
سل أهل مكة ساعة الإنصافِ

ولئن يروقك أن تهيم بماجدٍ
فالمجد صنعته بلا إسفاف

سيد الكون مال الخلق وابتعدوا
من أجل فانية في حلمهم سعدوا
تفرق الشمل من ضيق وضائقة
لكن بذكرك صلى الكل واتحدوا

7


7


7


7


تابع