الموضوع: الآخر
عرض مشاركة واحدة
قديم 05 / 12 / 2008, 50 : 08 PM   رقم المشاركة : [2]
كنان سقيرق
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية كنان سقيرق
 





كنان سقيرق has a reputation beyond reputeكنان سقيرق has a reputation beyond reputeكنان سقيرق has a reputation beyond reputeكنان سقيرق has a reputation beyond reputeكنان سقيرق has a reputation beyond reputeكنان سقيرق has a reputation beyond reputeكنان سقيرق has a reputation beyond reputeكنان سقيرق has a reputation beyond reputeكنان سقيرق has a reputation beyond reputeكنان سقيرق has a reputation beyond reputeكنان سقيرق has a reputation beyond repute

رد: الآخر

الشاعر العزيز طلعت سقيرق ...كان خلفي تماماً.. أنفاسه تكاد تحطّ على رقبتي.. أسرع، فيسرع... أتباطأ، فيتباطأ.. دار السؤال في رأسي واستقر" ماذا يريد مني.. ومن يكون "؟؟
دخلت إلى صلب القصة مباشرة دون مقدمات أو إطالة في الشرح ..كان الأمر سريعاً بدأت تتكشف معالم الآخر بسرعة يبدو أنه يعلم كل شيء عنك يحسب خطواتك يعلم ماسوف تقول كيف تفكر ...هذا الآخر يلاحقك منذ زمن ولكنك لم تشعر بوجوده إلا الآن ..دائماً مانكتشف الحقائق في وقت متأخر وحينها فقط نطلب النجدة من شخص آخر ربما يكون ذا وجه مألوف أو ربما يكون مجهولاً ولكنه حتماً يعرف الشخص الذي يتربص بك ويساعده في مساعيه بدلاً من أن يساعدك وهذا مايوضحه كلامك التالي :
فجأة برز شخص من أحد الشوارع.. قلت :" جاء الفرج " وصحت" أنقذني.. هذا الرجل يريد أن يقتلني ".. اقترب هذا من ذاك.. تصافحا... ضمّ أحدهما الآخر وأخذا يدوران ويضحكان..
وبعد ذلك كان حوارهما صامتاً لأن مثل هؤلاء لا يفصحون عن نواياهم ولا يعملون إلا بصمت ..أما نحن فلا نجيد إلا لغة الإنتظار الذي لا يثمر إلا عن نتائج سلبية نعرفها مسبقاً ورغم كل شيء نبقى ننتظر وهذا مايثبته كلامك :
تمنيت أن يقول أحدهما للآخر شيئاً.. كان الحوار صامتاً.. وانتظرت.. أليس غريباً أن أنتظر. تصافحا.. تعانقا..
وبعد أن انتهى الحوار بينهما انتقل الآخر إلى حيز التنفيذ حيث يشرع بإلقاء الأوامر دون تردد أمام كل هذا الخوف الذي يربكنا ويجعلنا غير قادرين على خلق رد فعل يخالف الأوامر فنظل نستجيب لما يطلب منا وتكون النتيجة معروفة سلفاً مخطط لها منذ البدء الآخر سيدخل منزلنا ..سيتصرف كأنه صاحب البيت وسنصبح نحن الغرباء وهو صاحب البيت .. انفتح الباب .دخلت.. فدخل معي... أخذ يتجول في البيت وكأنه يعرفه منذ ألف عام ..تناول الطعام.. دخل الحمام.. تمدد على السرير.. وكنت أجلس فاغر الفم متقوقعاً على نفسي لا أعرف ماذا أفعل أو ماذا أقول...‏
نعم هنا الحقيقة هو يعرف المنزل منذ ألف عام هو يخطط منذ ألف عام ونحن لم ندرك ذلك إلا حين أصبح الآخر في منزلنا وهذا الذي يجعلنا نتردد أكثر وأكثر و نشعر بالتوتر والآخر يشعر بقمة الارتياح :طلب بإشارة من يده أن أصبّ الشاي، ففعلت... تناول الكوب وأخذ يرتشف منه متلذذا.. رفعت كوبي فارتعشت يدي واندلق الشاي على ثيابي...
وبعد أن تحل المصيبة نقرر البدء بالتفكير ولكن لا ننفذ أفكارنا ويبقى التفكير نظرياً أمام التردد الذي يمنع اتخاذ القرارات السريعة: بعد قليل أخذ يشخر.. فكرت أن أقترب من رقبته وأضغط عليها حتى يلفظ أنفاسه.. فتح عينيه ونظر إلي بتأنيب، فانكمشت وبقيت مصلوباً على الكرسي دون أي حركة" وكان الوقت يمر.. طويلاً.. طويلاً.. طويلاً..‏
سيبقى الوقت يمر طويلاً طويلاً طويلاً ونحن ربما نجيد التفكير ولكن لا نجيد التنفيذ ...
شاعرنا العزيز طلعت سقيرق أشكرك على هذه القصة الرائعة ..التي جسدت فيها حقيقة حالنا العربي وحقيقة الآخر الذي دخل إلى أرضنا وبدأ يتصرف على نحو يدعي من خلاله أنه صاحب الأرض ونحن الدخلاء على حياته ..مودتي وتقديري..


توقيع كنان سقيرق
 [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/17.gif');border:5px groove orangered;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
[frame="4 98"]
إذا كان الأمس ضاع .. فبين يديك اليوم ...وإذا كان اليوم سوف يجمع أوراقه ويرحل ..
فلديك الغد.. لا تحزن على الأمس فهو لن يعود ...ولا تأسف على اليوم .. فهو راحل ..واحلم بشمس مضيئة في غد جميل .....
[/frame]
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
كنان سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس