[خولة السعيد]

أهلا ...
أرجو أن يكون المستقبل أفضل وأحسن
2021 ككل عام فيه ما يسر وفيه ما يضر ،وأراه شبيها جدا بسابقه من حيث ما تعرض إليه العالم من وباء... وما فرض علينا من احتياطات تصديا له بينما هو يقفز على كل الحدود، ينخر حتى تلك القيود.. الوباء الذي لم يكتفي بالأجساد بل أنهك حتى جيوب الناس، وأربك اقتصادهم، لدرجة أن بعض الناس لم يتمكنوا من العودة لمباشرة أعمالهم كما كانوا من قبل منذ احتلال كورونا لكوكب الأرض، لكن الإنسان بطبعه مقاوم ومعاند، نحاول التغلب على كل ألم بضحكة وفرحة ولمة أحباب، رغما عن مشاكل عانيتها خلال السنتين... سببت لي ضعف التنفس للأسف..

لكن مع ذلك هناك الأجمل
الأجمل في 2021 أني سافرت ولم أكن فعلت ب 2020، سافرت مع أخواتي ووالدَي وصغيرتي، إلى مناطق لم أذهب إليها من قبل، واستمتعت بذلك رغم قصر المدة، والأجمل أيضا أن العائلة عادت لتجتمع بين الفينة و الأخرى، والأجمل أني التقيت بصديقة لي بعد أن دعتني لبيتها الجديد بمدينتي وكنا لم نلتق منذ ما يزيد عن اثنتي عشرة سنة فجمعنا أبناءنا لتبادل المحبة بينهم مثلنا، والأجمل أني وإحدى صديقاتي أيضا كنا نعاني من مشاكل متشابهة، فنتصل ببعض وتواسي كل منا الأخرى، فنبكي ونضحك على بكائنا ثم نضحك أكثر، وتقريبا تغلبنا معا على ....
وصديقة أخرى دعتني لحفل زفافها بفاس ولم أتمكن من الحضور وإن كانت فاس قريبة إلى مكناس فغضبت مني ورفضت أن ترسل لي صورها عروسا، رغم استمرار التواصل بيننا، لتفاجئني بعد مدة باتصال وتقول لي " أنت أول صديقة أخبرها أني حامل" فأسعد جدا بذلك وأتأكد من أن صديقتي تحبني أكثر..
الأجمل أني التقيت بأستاذي الذي درسني بالثانوية أيام المشاركة بتصحيح أوراق الامتحان الموحد الوطني فسر بذلك وظل يتباهى بأنه أستاذي أمام زملائنا، وهو كما عهدته دائما أستاذا وأبا عظيما، مازال يوبخني إذ رآني وحدي واقفة بالساحة أهمس لورود فناداني معاتبا يطلب مني أن أبتعد عن أشعة الشمس الحارقة، ثم بعد نهاية التصحيح ، يتصل بي ليدعوني إلى حضور حفل تكريم أقيم لأساتذة متقاعدين بالثانوية التي كنت فيها تلميذة...
والأجمل أن صغيرتي أدخلتهما المدرسة هذا الموسم ولم أفعل ذلك بالموسم السابق..
والأجمل أيضا أن أختي بثينه قد تزوجت مؤخرا وأقمنا لها حفلا جميلا اجتمعت فيه العائلة، شاركت عزة بعض صوره والفيديوهات، والآن أنتظر أن أحمل مولودها بإذن الله تعالى..
والأجمل كذلك أني أحب تلاميذتي وأشعر بحبهم المتبادل حتى إنهم أهدوني شهادة شكر بهذا العام ..والأجمل أيضا أني قضيت موسما دراسيا جميلا جدا (نهاية 2020 بداية 2021 )موسم لم أتوقع أن يمر بالجمال الذي مر به ،ولكنه كان رائعا جدا حتى إن مغادرتي لتلك المؤسسة التي قضيت بها موسما دراسيا كاملا كانت بدموع ممتزجة بدموع..
والأجمل كذلك أني مازلت هنا وما زلت أطمع في رحمة الله وفي رضاه رغم ذنوبي ....
وهناك الأجمل بنور الأدب أيضا وما يمكن أن نقول عنه سيئا نوعا ما ، يمكن ملاحظته أو تأمله فيما أسجله من يوميات..
..
حرب الفايروس ليست كلها شر، بل إنها تحمل كذلك بعض المزايا ككل ما قدر لنا أن نحياه، تعلمنا الصبر بقوة أكبر، وتعلمنا أن علينا الاستعداد لكل المفاجآت وتوقع كل أمر.. والكثير زاد نشاطه في ظل هذا الوباء لكثرة إوقات فراغهم فالبعض اكتشف أن له مواهب، والبعض كان عمله يحتمل عليه أن يسافر كثيرا فلا يجتمع بأهله إلا نادرا لكن الوباء جعله يستمتع بوقت كبير مع الأهل..
من المشاهير الذين غادرونا في زمن الوباء لكن ليس بسبب الوباء أذكر صلاح الدين الغمري صحفي مغربي رحلته إلى دار البقاء سكتة قلبية وكذلك الأمر بالنسبة للفنان والمخرج السوري حاتم علي..
ومن الذين فقدتهم الساحة بسبب الكورونا:
رجاء الجداوي .. دلال عبد العزيز.. سمير غانم ( ممثلون من مصر)
حمادي عمور ( ممثل مغربي)
محمد سبيلا( مفكر مغربي)
محمد الوفا( وزير مغربي سابق)
وإعلامي جزائري لا أذكر اسمه
..
قد بدأت وأطلت ..من يلحق بالركب؟
أعتقد أجبت عن كل الأسئلة
تحياتي وكونوا دائما بخير