عرض مشاركة واحدة
قديم 01 / 02 / 2022, 01 : 01 PM   رقم المشاركة : [14]
Arouba Shankan
عروبة شنكان - أديبة قاصّة ومحاورة - نائب رئيس مجلس الحكماء - رئيسة هيئة فيض الخاطر، الرسائل الأدبية ، شؤون الأعضاء والشكاوى المقدمة للمجلس - مجلس التعارف

 الصورة الرمزية Arouba Shankan
 




Arouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond repute

رد: كُنت معه/سلسلة قصصية بقلم عروبة شنكان

إلى من تملك حبه قلبي فاختار أن يقف إلى جانبي طائعاً غلبته عاطفة الوفاء فعاد مليئاً بمشاعر وأحاسيس نبيلة..تعالى نخط أوراقنا سوية ونهديها لمن رحل تاركاً جرحاً في أعماق القلب يلتهب كلما استجدت به ذكرى!

الخامسة قبل رحيل البنفسج بقليل
أردت أن أُخبرك بأني لم أرحل بعد، وبأني مازلت أُفكِرُ في عبق حضورك، ومازلت أرسم لروحك الجميلة لوحات فنية تلهم الحب وتنتشل المرء من مرار الانتظار..
أردت أن أُعبِر لك عن مدى حبي، وأن أصِف لك مقدار عشقي، ربما أبالغ كثيراً عندما أصفك بالملاك الذي يسعفني لأمسك بقلمي فأخط أرق العبارات التي تعبر عن مدى احتياجي لوجودك بقربي أمامي في مكتبي نرشف قهوة المساء مع قليل من كلمات ناعمة نستمع لبتهوفن فتختلسُ النظر خادمتي"فاتن"التي تحاول تقليدي في كل شيء حتى في طريقة استقبالي للمقربين من أمثالك..
كنت قد أخبرت"فاتن"بأني لاأُطيق حضورها، هي بلهاء تبحثُ عن عريس بمواصفات أصدقائي دون أن تعلم بأنهم جميعاً فشلوا في زيجاتهم الأولى ولم تراودهم فكرة زواج جديد بعد.. لقد تعاركت معها يوم أمس عندما دخلت إلى جناحي فوجدتها ترتدي فستاني الذي أهديتين إياه عشية عيد الميلاد أنا لم أرتديه سوى مرة واحدة لقد كانت ثرثارة للغاية حدقت بي بكل وقاحة شعرت بأنها تريد أن تشاركني علاقتي بك يالها من نظرات قاتلة تلك التي وجهتها لي!هي قبيحة بعض الشيء تملك من مفاتيح الغيرة ما يجعل هدم أي علاقة سهل للغاية.
لنبتعد عن سيرة"فاتن"! دعني أُخبرك بأنك في خيالي مع كل ركن من أركان عشقي، أحببتك بعنف، كنت جزءا هاما من حياتي! كلما تجمدت مشاعري تجاهك حضورك يوقظها من جديد، يعيد تكويني يمنحني دفء المشاعر، فأغدو بأحسن حال لأقرر حبك من جديد، فتصفو أيامي، ويحلو ما تبقى من عمري.
كنت أسمع من كبار السن بأن"القلوب عند بعضها" جملة لم أعرها أي اهتمام، جدتي تلك المسنة القوقازية لم تكن تتقن العربية كثيراً، لكنها تعرف كيفية فك أبعاد الكلمة، كانت تُخبرني بأن هذا المثل شائع جداً وهي رغم تعقلها تؤمن به! لذلك أؤمن بأن لابد وأن نلتقي ذات يوم، فنجدد عهد الوئام، ونمد جسراً من الخطاب بيني وبينك..
هاهو البدر في السماء أتفاعل معه، أذكر اسمك أمامه، وأذوب كما قطعة جليد من حرارة أشواقي، تتسلل عبر أوردتي أطياف وأطياف من مروا، التقوا بنا تركوا شيئا من صور وبعض من كلمات كتذكار ثم مضوا، لايمكنني العيش بمفردي دون تذكار، أو صورة لشمس أنارت حياتي أو قمر أضاء وجودي، لاأريد لقلبي أن يتعب كلما ذكر اسمك وأنت بعيد تلك الأسماء والصور لها حضورها الذي يواسيني كلما رق الفؤاد لذكرك، هاهي الأيام مرت وأوراق الخريف تتلاشى رويداً رويداً، تلون أرصفتي المنسية لاأعلم هل للكهولة عمر جديد؟!
لاأعلم هل للصد محاكمة؟ وما هي العقوبة التي تناسب حجم مايسببه من آلام للقلوب الضعيفة؟ وهل للمعاناة طبيب يستوقف اضطراباتها؟ وهل يجدي الاسترحام دقات القلب المتلهفة شوقاً؟!كثيرة هي الأسئلة ياصديقي التي تتظاحم في مخيلتي، وكثيرة هي الهواجس التي أعمل على صدها وإبعادها عني، ليكن لك ماشئت لن أستعطفك، ولن أقول لك عُد..لكنني أتمنى أن تعود..
هاهي أيام الصيف مضت، أشعر بشيء من السعادة يتغلغل إلى كياني، إلى قلبي المنكسر، أتذكر أول همسة منك في مثل هذه الأيام كانت تغضبني منك كلمة "أُحِبُك"أريد أكثر وأكثر، أتوق للحديث معك، وللجلوس بقربك، أشتاق عبارة"صباح الخير"منك كثيراً!لايُعكِرُ صفو جلساتنا الصباحية شيء، نتبادل طيب الأحاديث ونقرأ أخبار البلاد، ونتبادل الآراء حول ما آلت إليه الأمور في الغربة أو في في حُضن الوطن البائس المنكوب..
قهرني جداً استهداف نبض الرئة بالكيماوي، كانت صور الوجوه المصابة تقطع الشرايين، لقد استعملوا ضدنا كافة وسائل الاستسلام ومازلنا نقاوم ونقاوم! حاولت التواصل مع عائلتي لكن عبثاً، جدران منزلي لوثتها رائحة الكيماوي، ورائحة خبزنا وشوارعنا وأرصفة شوارعنا، كل شيء دام، حتى دقائق انتظاراتنا..
أشعر بنفور داخلي، من مجريات الأمور، مايحدث صعب للغاية، لاشيء يستحق الاهتمام، تلاشى كل شيء حتى مشاعر الإنسانية أصبحت هشة تلاشت أمام ضربة كانت موجعةً للغاية..
هاهي طلائعهم تنسحب من موقع لتعسكر في موقع آخر، الحياة هنا رغم الجراح تُلهم بالبقاء، كل يوم حكاية عن مروحية تحطمت، عن رتل تعرض للقصف، عن قلب يعتصره الألم، اعتدنا كل شيء، حتى الخطابات الافتراضية لمن نُحِب، نودعها آهاتنا وآلامنا، نتبادل عبارات الحب والمواساة، نتشارك الأحزان..وأذكر مختلف الأشياء الصغيرة التي مرت معنا قبيل موعد الرحيل وليالي الغربة وساعات الانتظار.
أتذكر ذاك المقهى الشعبي بإضاءاته الخافتة، ملاذ الطلبة، ومستجدي الحرف والقلم، كنت أمشي تحت المطر متأبطة كتابي، طالعني طيفك أيها الشقي وأنت هائم بعينيك بشعرها المسدول فوق كتفيها، كم كانت طلتك أنيقة جذابة، وكم كانت تعصف شباباً وحيويةّتلك الفتاة الشقراء ذات العشرين ربيعاً..
كان هذا الحادث سبب انفصالنا وإلى زمن طويل، هاقد جد بالتذكار جرح، وانتفض قلبي الجريح، لايريد استرجاع الماضي بمسراته وكافة أشكال أحزانه، ها هي أوردتي وكافة شراييني، تعمل بنبضٍ مختلف، إيقاع بعيد عن إيقاعات الأمس، لاأريد تجديد علاقتنا رغم اشتياقي ولوعتي ورغم ما أمر به من ظروف تجعلني بحاجة ماسة لك.
سأبقى أُحِبك، لاأعلم لِم هذه الخاتمة الحزينة رغم أني أكتب إليك لأذكرك بأني لم أرحل بعد، وبأن شرفات انتظاري مُشرعة على دروب حضورك، إذهب إليها ياصديقي، كبريائي أكبر من عبق أي حضور، وأثمن من أي لحظة تحمل في طياتها أُنثى أُخرى في حياتك!
توقيع Arouba Shankan
 

مازلت ابنة بلاط رباه في أعالي المجد بين الكواكب ذكره
أحيا على نجدة الأباة ..استنهض همم النبلاء.. وأجود كرما وإباءً
Arouba Shankan غير متصل   رد مع اقتباس