العصر الجميل
العصر الجميل
إعادة الكثافة الاجتماعية للتاريخ الثقافي عملية هامة لإدخال وسائل الاتصال المعاصرة وإلقاء الضوء على الثقافة الإنسانية واهتمامات الأجيال وإعادة تنظيمهم، إضافة لتسليط الضوء على فترة معينة من حياة الشعوب واسترجاع عاداتهم وطقوسهم في هذا الموضوع نعود إلى بدايات 1914 والتباينات الاجتماعية والتقلبات الاقتصادية والسياسية ..
عصر الكتاب والجريدة والقضاء على الأمية ومنح الحرية التامة للصحافة، واتساع مساحات النشر والقراءة، ونشوء جيش واسع النطاق من القراء والمثقفين، ومنح الفئات العادية من الريفيين والبنات في المجتمع حرية القراءة والكتابة والتعلم إضافة لمضاعفة عدد دور النشر ونشوء الجوائز الأدبية في عام 1903جائزة جونكورGoncourt ..
يمكننا اعتبار العصر الجميل فترة تكيف مع أحوال السوق الجديدة، كما امتلأت مكتبات الجمعيات العلمية والمدارس والاتحادات والأفراد وتضاعف المعروض من كتب مجانية وغير مجانية.
• أدب الرصيف:
ساهمت شخصية بائع الجرائد في نشر القراءة والإطلاع أيضاً، شكل بيع الصحف اليومية وغير اليومية والتعليقات والرسوم الساخرة والكاريكاتور مايسمى بالأدب الديمقراطي كما ساهم في الإثارة القومية وإشعال فتيل الحرب، وترويج التلاعب بالألفاظ..
• القراءة الشعبية:
سجلت الخامات المطبوعة في إقبال عدد كبير من القراء واستقطبت العديد الكبير من القراء تلك المجموعات الرخيصة السعر والتي تم طبعها على ورق رديء والروايات الصغيرة التي كانت تطبع على شكل سلسلة متتالية منها مؤلفات "مجموعة الكتاب القومي" و"الكتاب الشعبي" ..
وكان للكتب الموجهة إلى النساء الأثر الأكبر في استزراف الدموع Le Liver populaؤ±re الكتاب الشعبي و Chaste et Flerie عفيفة وواهنة وروايات الفرسان بالخوذة والروايات البوليسية التي استقطبت القراء الذكور من أعمال ميشيل زيفاكو وحكايات مغامرات "باردايان"Les Pardaillan ..وروايات أرسان لوبان Arsen Lupin..
ساهمت الأعمال الكلاسيكية في ازدهار الأدب الشعبي لمعت أعمال فكتور هوجو ولافونتين وجول فيرن والأب الكسندر دوماس وزولا..إضافة لمؤلفو الروايات ذات النزعة الاقليمية "حياة إنسان بسيط للكاتب البورني"إميل جيومان" Emile Guillauman
حيث نالت هذه السلسلة من الروايات جائزة"جونكور"مرات عديدة..
شاع في"العصر الجميل"كتب إرشاد السائحين مثل"مجموعة جوان Joanne التي تم كانت تباع في محطات السكك الحديدية ومجموعة كتب إرشاد السائحين "ميشلان فرنسا" وكتب لتعليم الهوايات والطهي والسلوك والاتيكيت "البارونة ستاف"staffe التي طبعت كتابها "السلوك في العالم الراقي بلغ عدد نسخه 163000 نسخة..بينما لم تزد عدد نسخ دواوين الشعر والروايات الطليعة عن بضع مئات من النسخ وكانت تطبع على حساب المؤلف..
يلاحظ تنوع الكتب والمطبوعات في هذا العصر حيث كانت القراءة تعتبر هروبا من الواقع ووسيلة لزيادة المعرفة وتوسيع الآفاق العلمية ووسيلة تسلية واستمتاع..
• منافسة الصحف اليومية والمجلات للكتب:
نافست الصحف الاقليمية كتب المطالعة بشكل ملحوظ، كان يطبع أكثر من مئتين وأربعين صحيفة يومية حظيت بالمتابعة والقراءة La Depeche de Toulouse برقية تولوز وLe Lyon republicain ريبوبليكان و لوبيتي مارسييه Le Petite Marsillais..
كما عرفت جرائد الإعلام القومية الإزدهار تم نسخها باستخدام آلات الطباعة الروتاتيف أما الصور فتم استخدام تقنية الحفر الضوئي وفي عام 1912 تقنية الحفر الشمسي الهليوغرافي héliogravure نقلت أخبار السياسة والريبورتاجات التي ترد من مراسلون في الخارج، ووقائع مختلفة وفقرات رياضية وروايات منها جريدة لوبيتي باريزيان Le Petit Parisien والتي لاقت نجاحا كبيرا قبيل الحرب العالمية الأولى مما جع لمنها تنافس مثيلاتها من الجرائد اليومية، أما جريد ة Le Matin اتجهت غلى جمهور مكون من شرائح شعبية أكثر ثقافة تم قراءة هذه الجرائد من أبناء الأقاليم..إضافة لجريدة لاكرواl’Croix فكانت جيدة الحبكة تستهدف الجمهور البورجوازي..
صحيفة لاكسيون فرانسيز L’Action Française استهدفت الاشتراكيين وكذلك صحيفة Charles Maurrasشارل مورا مدافعا عن ملكية وراثية مناهضة للبرلمان ومفككة للمركزية، وصحيفة لوفيكاروLe Figaro متابعوها مثقفون محافظون ..
• الدوريات الروائية:
"لي فييه دي شوميير" Les Veillée des Chaumierérs ـ دوريات للموضة"لو بيتي إيكو دي لامود"Le Petit écho de La mode وتتضمن منوعات روائية، كما برزت الصحافة المتخصصة ليسنس إي لافي La Science et la vie العلم والحياة وكانت دورية شهرية، صحافة لملئ الفراغ دوريات مصورة إكسيلسيور Excelsior تأسست في عام 1910، مجلات مصورة للأطفال مجلة "ليباتان" L’épatan المذهل في عام 1908 نشرت "أقدام فورتون المنكلة Les Pieds Nickelés de Forton و"لنتريبيد ـ الجسور Le ؤ±ntrépide في عام 1909واتبعت خطى الصحافة الرخيصة الثمن.
• المجلات الصغيرة:
فهي التي حملت اتجاهات الحياة الأدبية والفنية انتشرت في مختلف الأقاليم الفرنسية منذ عام 1895 مجلة "لوفو"Le Feu النار في مرسيليا ومجلة "لو بوفروا" Le Beffroi وفي الشمال "ليل"Lille في مدينة ليل الفرنسية أطلق شرارتها الأولى طلاب كلية الآداب نشرت هذه المجلات دراسات محلية وقصائد وقصصاً، أما في باريس فكانت مجلة"لاريفو بلانش"La Revue Blanche 1889ـ 1903..ومجلة "لوميرو دي فرانس"Le Mercure de France مجلة رمزية أسسها الزوجان "فاليت"Valletteفي عام 1890 ليمهد الطريق أمام مجلة"لانوفيل ريفو فرانسيز" La Nouvelle Revue Français المجلة الفرنسية الجديدة، 1908 ¬¬¬¬¬.
• المجلات العلمية:
عرفت الجمهور بالبحوث الجارية وهي تختلف عن المجلات الأدبية الملتزمة..
• المجلات السياسية: وهي ثلاث مجلات اشتراكية "لوموفمان سوسياليست"Le Mouvement Socialiste الحركة الاشتراكية أنشئت في عام 1899 ومجلة "لي دي لاكانزين"Les Cahiers de la quinzaine كراسات نصف شهرية في عام 1900 ومجلة "وباج ليبر" Page Libres صفحات حرة في عام 1901 ..
¬هكذا أصبحت المطبوعات والدوريات وسيلة تثقيف في متناول الجميع، واتخذ الكتاب والصحف موقعا هاما إبان الحرب العالمية الأولى لجانب ذلك نهض دور المدرسة والليسية والجامعة كما سنرى.
المدرسة..الليسية والجامعة:
• الثقافة الابتدائية:
تلخصت المهمة الأولى للمدرسة في تعليم الطلبة القراءة والكتابة Primaire وهي المرحلة الأساسية كانت تستقبل قبل الحرب من سن 2 ـ6 سنوات والفترة التمهيدية من 6ـ8سنوات ـ الفترة الأولية من 8 ـ 10سنوات والفترة المتوسطة من 10 ـ 12 سنة انتعش سوق الكتاب المدرسي وبُثت الروح في دور النشر القديمة لجانب دور نشر تم إحداثها عمل" المدرسون القوميون" على تأليف العديد من الكتب المدرسية التي ساهمت في بناء الهوية الثقافية الفرنسية أمثال: "جوردانو Giordano Bruno ولاريف Larive وفلوري Fleury وبيير ليسين Pierre Leysenne وارنست لافيس Ernest Lavisseغلب على مؤلفاتهم الطابع السردي.
كان هدف المطبوعات المدرسية إتقان الكتابة والإملاء والإنشاء وتنمية المطالعة وإغناء المعرفة في الحساب والتاريخ والجغرافية والعلوم الطبيعية، بعدها يمنح التلميذ شهادة إتمام الدراسة الابتدائية.
قامت معركة من أجل المدراس العلمانية في بداية القرن العشرين كشفت قضية "دريفوس"Dreyfus النزعة العلمانية التي كانت نتيجة تحالف الكاثوليك مع النظام الجمهوري في عام 1892، تم إغلاق المدارس ذات النزعة الدينية والرهبانية في عام 1904في عام 1911 قر عزم العلمانيين تحرير المدرسين من القيود الكنسية حيث طلب داعة المدارس الدينية مراقبة الكتب الأساسية ولم يعد يرافق المُدرس العلماني تلامذته إلى الصلاة في الكنيسة..
لايمكن تقييم العلمانية مضادة للوطنية، أو مضادة للعسكرية، فروح التضحية تسود المعلم العلماني، كتاب"رحلة في ربوع فرنسا كلها" يقوم بها طفلان "وواجب وطن" تم طبعهما مرارا وبلا انقطاع، في "واجب وطن" يحفظ ذكرى الأراضي الضائعة رغم عدم وجود جندي في النص، وكتاب"لافيس الصغير"Le Petit Lavisse استحضر صورة فرنسا منذ العصر الكلتي والنضال الوطني ضد القاهر الروماني أو الانكليزي أو الألماني نضال دائم..
أما عن الثقافات المحلية فكان هدف التعليم الأساس تنشئة مواطني المستقبل مستقلين ومتساوين وأحراراً، تم وضع علامات تشريف على إتقان اللغة الفرنسية وتُركت اللهجات للاستخدام العائلي، وباعتبار أن المدرسة هي المكان الامثل لغرس المثل الجمهورية تم تعليم التربية الوطنية والأخلاق وترايخ فرنسا، جاء كتاب Le Petit Lavisse مشنعا على الاستبداد الملكي الذي ارتكبه لويس الرابع عشر كما جاء مفعما بالثناء على النظام كان يذكر الثورة الفرنسية بالخير دائماً كما يشير إلى أن شرعية الجمهورية من خلال نهايات الثورات..
كل تلميذ في هذه المرحلة يتعلم بأن له هرم دقيق في السلم الاجتماعي.
• ليسية والجامعة:
كانت الرغبة في الصعود الاجتماعي عن طريق التعلم قوية تسلك طريقاً مختصراً، في"العصر الجميل" كانت الليسيهات قاصرة على أولاد الطبقة البورجوازية مدارس لم تكن مجانية أما المنح الدراسية ضمت المتميزين والمنحدرين من عائلات صغار الموظفين رغم إصلاح عام 1902 وضع في الاعتبار مقررات لجنة Ribot بضرورة تغيير البكالوريا Baccalauréat وأنشأ شعبة لتعلم اللغات وكان النجاح في اللغة اللاتينية دلالة على التلميذ البارع..
عمود الثقافة الكلاسيكية التدريب على كتابة البحث في تاريخ الأدب وتفسير النصوص الأدبية على كل تلميذ إتقان ذلك عند تخرجه من الليسيه، لم تكن النزعة الهومانية الإنسانية *نزعة تقوم على تنشئة العقل والإنسان) تأثير فلسفة كانطKant والنزعة الوضعية في معلمي المرحلة الثانوية شاملة نجد Barrés في روايته المجتثون Les Déracinés التي تم نشرها في عام 1897 يذهب فيها من خلال سبعة من أبناء مدينة نانسي Nancy تابعوا دروس فلسفة ألقاها بوتييه"M.Bouteiller نرى أن باريس مثل بورجييه Bourget مؤلفان من زمن العصر الجميل وليسا من أبناء الليسيه.
تجدر الإشارة إلى أن أغلب من أتم شهادة إتمام الدراسة تابع التعليم العالي منتسبا لدورات تكميلية ومدارس أساسية عالية تم تأسيسها في عام 1880 سعت للكمال وتعميق التعليم الأساسي وإتاحة تنشئة عامة غير كلاسيكية والحصول على الشهادة الابتدائية وإعداد المسابقات وتعيين الموظفين وفي أفضل حال الالتحاق بمعاهد إعداد المعلمين.
• الدورات التكميلية التقنية:
نشأت لدى البنات الإرادة على تعلم الخياطة فكانت مدارس ليمونييهLemonnier التي أعدت البنات مهنياً فنشأ تنافس حاد بين التعليم الثانوي النسائي والبين المجامع الرهبانية على غير أساس بالقياس إلى التعليم الثانوي للبنين، وبناء على دورات "دوري" Duruy التي تم تأسيسها في عام 1867 في ليسيهات البنات اتخذت في قانون "كاميل سي"Camille Sée عام 1880 وضعا شغل مؤسسياً بوضع البنات في الجامعة وتنشئة"رفيقات جمهوريات" "جول فيري"Jules Ferry لنظرائهن الذكور مشددين على دروس الأخلاق وأبعدوهن عن دروس اللاتينية والفلسفة ولم يعدوا سوى مدخلاً بسيطاً إلى المواد العلمية حتى عام 1924 ليطابق التعليم الثانوي للإناث النموذج الخاص بالذكور.
• الجامعة:
ابتداء من عام 1880 استقبلت القليل من الطلاب تقدمت الوان المقاومة فيها بشدة رفع القانون الصادر في 10يوليو 1896 الكليات facultés إلى رتبة الجامعات Universités فكانت هناك خمس عشرة جامعة موزعة في أنحاء فرنسا، تحققت ضروب من التقدم لايمكن إنكارها جرى تنظيم الدراسات فقد أنشئ "لافيس" Lavisse في عام 1886 بعد الليسانس ـ دبلوم دراسات عال يسبق امتحان الاستاذية "الأجريجاسون agrégation وارتفع عدد الطلاب من عام 1890ـ1914 من16000 إلى 42000 طالباً في الآداب والعلوم.أما الحقوق والطب لم يكونا موضع إعادة نظر، زاد عدد الاساتدة فكانوا 1048 في عام 1909 يحصلون على روايات بأفضل ويقدمون علمهم إلى طلاب تجذبهم دروس لم تعد مفتوحة للعامة.لكن هناك أحمالاً ظلت قائمة فروح السوربون الجديد La Nouvelle Sorbonne الذي تم بناؤه في عام 1901 كانت مليئة بعقلانية القرن التاسع عشر تتدرجت مستجدات على هوامش الجامعة واستهدفت"الكلية الحرة للعلوم الاجتماعية" في عام 1895 و"المدرسة الحرة للدراسات العليا الاجتماعية"سد النقص في تعليم التاريخ الاقتصادي وتاريخ الفن كما قامت بتنظيم تعليم الاخلاق، برزت أيضاً"المدرسة الحرة للعلوم السياسية" التي أنشأها في عام 1871 "إميل بوتمي" émile Boutmy ذات نزعة ليبرالية، سعت إلى تأسيس دراسة سياسية.
لجانب مدارس اخرى نافست السراي الجامعي"كوليج دي فرنس(Collége de France)كلية فرنسا، "مدرسة المعلمين العليا L’école normale supérieure واللغات الشرقية و"البوليتقنية"ومدرسة الهندسة ومدرسة الكيمياء الصناعية في ليون أو المدرسة العليا للطيران التي تأسست في عام 1908 ذات نشاط ديناميكي، جميع هذه الكليات طبعت بطابع"إنتليكتوالي".
إنتليكتواليون وقادة فكر بعد قضية دريفوس:
مولد الإنتكليكتواليون وإعادة تكوين ماقبل الحرب مباشرة:
شهد "العصر الجميل" مولد الإنتليكتواليون وهم رجال الفن والأدب الذين قاموا باسم العدالة والحقيقة بالدفاع عن"دريفوس"Dreyfus وتهيئة العامة لحياة مدنية، تصدوا للقضاء الظالم وعدوا أنفسهم ضامنين للحقوق العامة واجهوا في عالم الفقهاء clercs أفرادا نددوا بهم، احترموا النظام القائم القائم، وشجبوا اتخاذ موقف خارج المجال المعهود لأبحاثهم شهد هذا الحدث على مولد ثنائية قطبية في الحقل الانتليكتوالي.
• مولد الإنتليكتوالي:
أعطت الكاتب المتفقهclerc قضية "دريفوس"Dreyfus وظيفة جديدة لجانب وظيفته في خلق المعارف ونقلها، فاستخدم رأسماله الفكري في أن أصبح ضمير وطنه المضطرب.
وجه "إميل زولا"émile Zola خطاباُ إلى رئيس الجمهورية 13يناير عام 1898 عبر صحيفة"لورو"L’Auroreشكك فيه إدانة الكابتن"دريفوس" فأثار احتجاج الانتليكتواليين، كان الاحتجاج الأول من سلسلة تماسات طالبت بإعادة نظر القضية.
شارك في هذا الاحتجاج أساتذة من السوربون شارل سينيوبوس Charles Monod ومؤسس مجلة لاريفو إيستوريك La Revue historiue المجلة الترايخية ومديرها "جابريل مونوGabriel Monod وطائفة من شباب"مدرسة المعلمين العليا" وعلماء مثل دوكلوémile Duclaux رئيس معهد باستير وفنانون من أمثال"كلود مونيه"Claude Mont وإميل جاليه émile Gallé وأدباء منهم أناتول فرانس Anatole France ومارسيل بروست Marcel Proust ليبدو الأمر تجمع فكري أصيل أكثر منه تجمع نوايا طيبة حول قيم تأسيسية للجمهورية.
تأسس الاقتناع الدريفوسي في عمق شبكات ضيقة العلاقات حول مكتبة "بيليه"Bellais"دكان بيجي"Péguy تحلق جورج سوريل Georges Sorel وله الصوت المسموع، والأخوان"تارو"Tharaud وفيما بعد سكرتير"باريس"Barrés أول المدافعين عن الكابتن دريفوس "برنارد لازار"Bernard Lazare ..
كما نجد حلقة"مدرسة المعلمين العليا"ENS يحركها أمين المكتبة "لوسيان هر" Lusien Herr وجامعات الأقاليم
و"مدرسة الوثائق" إضافة لبعض الصالونات في البيوت الراقية مصل صالون مدام"مينارـ دوريان"Ménard-Dorian وصالون الماركيزة"أركوني ـ فيسكونتي"اعتبرت هذه الصالونات كأماكن لممارسة نشاط اجتماعي نشأ فيها الدفاع عن دريفوس.ومن المجلات ما يمكن وصف النضال الأول مجلة لابيتيت ريبوبليك La Petite Répulique أو لاريفو بلانش La Revue Blanche .
إضافة لجدول يختلف عن جدول الحلقات فضله المؤرخون مثل"فرانسوا سيزينللي"Jean-François Sirinelli أتاح تجديد صورة دريفوس في فرنسة، وتم الاستغلال الفكري لهؤلاء المفكرين بشكل واضح..
نادى هؤلاء في إنشاء"عصبة حقوق الإنسان"في عام 1898 سارع فيكتور باش Victor Basch وعالم الاجتماع"إميل دور كهايم"émile Durkheim و"سيليستان بوجليه"Célestin Bougle من الشخصيات القيادية سارعا بنقل النضال من أجل العدالة،واعتبر الموقف الذي تم اتخاذه ضد الانجليز في حرب"البوير"عام 1902 كاشفاً عن مثل أعلى مختوم بخاتم العالمية.
واتبعت الجامعات الشعبية ذات النمط، للتقريب العالم الفكري من العالم العمالي ومن التصدي للأزمة الاخلاقية التي نجمت عن المسألة الدريفوسية فأقيمت المؤتمرات والعروض المسرحية والرحلات إلى الأرياف، لكن المعاناة في الإدارة أدى لتلاشيها مع مطلع عام 1903. لم يشارك الجمع في الحماس الدريفوسي، فلعب أمثال لافيس بورقة الانتهازية وآخرون على شاكلة شارل مورا أدانوا الجيل التعيس من إنتليكتواليي قضية دريفوس، أما المتادبون وحدوا تحت راية البولانجيه وجدوا في مسألة دريفوس اسمنتا قوياً نظموا أنفسهم وأُطلق على تجمعاتهم "عصبة الوطن الفرنسي"أُنشئت في عام 1898 ترأسها جول ليمتر Jules Lemaiter أو "عصبة العمل الفرنسي"استلهموا من شارل موروافكره وعمله وغيرها من الجماعات والصحف والصالونات على غرار أنصار دريفوس.
• أقطاب قضية دريفوس:
تعددت المعتقدات القومية مطلع القرن العشرين، تبعثر أصدقاء الأمس وتم إظهار النسيج الضعيف لأنصار دريفوس واندحرت أماكن التلاقي الاجتماعي وأصبحت القوة الألمانية تهدد فرنسا هي فترة مابعد دريفوس واتخذت الصراعات مكان صراع الكلمة من اجل العدالة.
تزايدت الأخطار في هذه الفترة تنافس ألماني فرنسي وأزمات بلقانية كطلقات تنذر القوميين الذين اتخذوا مواقف مهيمنة وعظم ذلك كُتاب قوميون ذلك بروح متمردة في أعقاب شارل مورا.
هيمنت سمتان على خطاب ذاك العصر:
ـ معاداة الجرمانية العنيفة 1905 من دعاتها بيجي.
ـ معاداة الإنتليكتوالية anti-intellecualismeالتي دعت للعالمية متناسية التمسك بالحل الوسط.
لجانب الصراع السلمي ذو الطابع الضعيف في صفوف الإنتليكتواليون على هوامش مدرسة السلام كمصنع لدراسة بنزعة أممية.ونخبة من اساتذة الكوليج والسوربون و"مدرسة المعلمين العليا" المطالبين بعدم تمديد الخدمة العسكرية.
استخف المفكرون بالبديهات العقلانية ورفضوا "اليقين العلمي"والثوابت الوضعية كما لم يسالموا بتقدم المجتمعات طالما الإقبال على العلم فيها مستمراً ومزدهراً..
فنانون وأماكن ثقافية:
دافعت عن الثقافة الفرنسية الكلاسيكية مؤسسات مكرسة "جمعية الأدباء" جمعية المؤلفين والموسيقيين المسرحيين""الكونسرفتوار"
المدرسة القومية للفنون الجميلة"التي كانت نقط تلاقي الفنانيين المرموقين والشباب الباحث عن المجد السريع تشرف على جوائز روما و"أكاديمية الفنون الجميلة"الحت على أن ترفض الدولة لوحات انطباعيين من هبة الرسام جوستاف كايبوت Gustave Caillotte في لوكسمبورغ في عام 1897.
أما عن الصالونات بقيت هي الأماكن المفضلة للتبرير الأدبي والفني، الصالونات الارستقراطية انتشرت في زمن الامبراطورية "صالون الأميرة ماتيلد" Mathilde التي توفيت في عام 1904، وصالون"جولييت آدم Juliette Adam أو الكونتيسة دي لوان.
La comtesse de Loynes وغادة البنفسج La dame aux violettes تأسس فيها عصبة الوطن الفرنسي.
هناك صالونات أحدثت نشأة صالون "مدام دي كايافيه Mme de Caillavet تربعه أناتول فرانس وفد إليه ساسة كبار مثل كليمنصو وصالون شارل أندلر الذي كان يستقبل ضيفه في مدينة سو Sceaux.وموائد عشاء سارة برنار ٍSarah Bernhardt التي كانت تجمع أهل التمثيل والفن أو صالونات أمريكيات مثل السيدة جرترود شتاين Gertrude Stein التي جاءت إلى باريس من أمريكا في عام 1903 خبا بريق هذه الصالونات بعد أن نال منها انقسام العالم ومنافسة جهات تعارف غير رسمية.
الفنانون والكُتاب:
ماجوريل Majorelle ومارسيل باشيه Marcel Baschet دوجارنييه Du Garnier من الفنانين المعترف بهم قبل الحرب مغرمون بالتاريخ، أما فوجيراFougerat وراهباته وشاباس تخصصوا في المشاهد غير التاريخية وغيرهم من الذين انخرطوا في الزخرفة الجدارية يتوسلون بتقنية واقعية إلى أقصى حد في رسم أشخاص ومشاهير أو معارك عسكرية أو بقاع من الأرياف أو حكايات ميثولوجية.
المهندسون المعماريون كما النحاتون الرسامون ساروا على نهج بارتولدي Bartholdi و دالو Dalou أقاموا العمائر تحت كم كثيف من الزخارف بأصول كلاسيكية القصر الكبير Le Grand Palais والقصر الصغير Le Petit Palais وجسر الكسندر الثالث وعمارة اورسي Orsay أقيمت بمناسبة معرض عام 1900 قليلة التجديد، زخارف انتقائية، دقة فوتوغرافية في الرسوم، من خصائص الفن الأكاديمي مستلهمة من التراث الأنتيكي يشوبه تقليد قوطي.
• في المجال الموسيقي:
برعت الفرق الموسيقية والقصائد السيمفونية "سان سانس" Saint-Sanasse ومرلفات سزار فرانك César Frank
• في المجال الأدبي:
هيمنت مدرسة بارناس Parnasse تلك المدرسة الأدبية التي تحرت في الشعر إتقان الشكل جوزيه ماريا دي هيريديا José-Maria de Heredia في عام 1900، وسوللي برودوم Sully Prud’homme في عام 1907 وفرنسوا كوبيه François Coppée في عام 1908. ظهرت أسماؤهم في الكتب المدرسية للجمهورية الثالثة..أما روايات إميل زولا لاقت نجاحا تجاريا.أما اوكتاف ميربو Octave Mirbeau وجول رينار Jules Renard سارا على درب الأخوين جونكور Goncourt ركزا على الاهتمام بمساوئ عصرهم وعيوبهم.
وقفت الحركة الرمزية Symbolisteموقفا مناقضا أمام الناتورالية Naturalisn ولم تجد لها آذانا صاغية
في عام 1896 كرمت الاكاديمية الفرنسية "أناتول فرانس"Anatole France كأديب ملتزم وجداني بمسألة دريفوس تقديرا لقلمه الكلاسيكي وتقديمه لآرائه كما جاء في كتابه "تاريخ معاصر" الي نشر في عام 1897 ـ 1901 أو في "جزيرة البنجوين" وهي قصة مناهضة للاستعمار يرجع تاريخها إلى 1908 وفي "الصعود إلى الكراسي الخضر"
أما الكُتاب البورجوازيين بول هيرفوPaul Hervieu ومسرحياته الهادفة، وبيير لوتح Pierre Loti وغيرهم من كتاب ذات طابع سيكولوجي1909.
أما عن النزعة الصوفية استنكرت اضمحلال العصر وحققت نجاحا ملحوظاً نجد ويسمانس Huysmans(الهبة) L’oblat1903 وعدوه اللدود ليون بلوا Léon Bloy اعتنق الكاثوليكية تحت تأثير الجياش "باربي دوريفيي" Barbey d’Aurevilly..
قصائد ومسرحيات شارل بيجي الهمه اعتناقه الكاثوليكية نصوص ملحمية :الأسراريات"Mystéres 1910ـ1912 وبول كلودل Paul Claudel الذي كتب من الصين تقسيم الجنوب"أو الانشودات الخمس الكبيرات"1900ـ1908 شهدت السعي الصوفي نحو المطلق.
ومن اليمين الادبي بارس Barrés وثلاثيته"رواية الطاقة القومية" وليون دوديه Léon Daudet ويول بورجيه Paul Bourget روايته التلميذ 1889 والمرحلة 1902 حظيت أعماله باهتمام كبير من القراء الذين تلاقوا على الإشادة بالقيم القومية وقيمة الأرض وقيمة الأسرة والنظام.
مجلة لاريفو بلانش أبصرت النور في الأول من ديسمبر 1889 عبرت عن جماعة من الإنتليكتواليين وبلجيكيين لضم الفنون والادب والعلوم، وانتقلت إلى باريس واستأنفت العمل في 1894 والشباب الحلوة مجلة شهرية ثم تم إصدارها كل شهرين مرة ترفض النزعات الأكاديمية، لم تفرض نفسها شعارها"إننا بكل بساطة نريد أن ننمي هنا شخصياتنا..نحن نرجو أساتذتنا ..ونستقبل بنفوس راضية من هم أكثر شباباً"وتعرف نفسها على أنها مجلة لقاء أقلام.وتعترف بدينها حيال أساتذتها الرمزيين، مثل مجلة "ميركور دي فرانس"Mercure de France المنافسة لها.
لاريفو بلانش La Rrevue blanche جمعت صداقات ومارست النقد واتلنوير ودور مؤسسة تكريس تشارك بنصيب في التقدير الجمالي والتجاري للطليعيات في سنوات 1900.
• شبكات وحركات الطليعة:
• باريس جماعة وأماكن:
لعبت الصالونات دورا هاما في انتشار الفن والأدب والتعريف بالكُتاب أدت المقاهي دورها في تحديد الهوية الفنية يتلاقى الفنانون بدون موعد في إحداها بيكاسو Picasso وأبو للينير Apollinaire 1903 وفي بستان الزنبق، والكروسان..أو في جاليريات الرسم التي منحت جدرانها الرسامين كل تقدم وساعدتهم على الإبداع Durant-Ruel استقبل الانطباعيين وامبرواز فوللار Ambroise Vollare استقبل بيكاسو Picasso 1901 .
المجلات الصغيرة:
فتحت صفحاتها للمواهب الصغيرة، فكانت أماكن لتبادل الحقيقة والمعرفة الثقافية، نشرت ونظمت الحوارات والمعارض حملت أسماء:لابلوم La Plume الريشة، ميركور دي فرانس Le Mercure de France لاريفو بلانش، ولي كاييه لاكانزين Les Cahiers de la quinzaine الكراسات نصف الشهرية والمجلة الفرنسية الجديدة NRF.
المسارح:
أحسنت بعض المسارح تقديم عروض مسرحية، بتوجهات متنوعة مسرح انطوان Antoine الحر 1906ـ1913 بإشراف مؤلفون معاصرون من فرنسة هنري باتاي Henri Bataaille ورومان رولان Romain Rolland.أما مسرح الفنون بدأ جاك روشيه Jacques Rouché عرض أعمالا غنائية ل"موريس رافلMaurice Ravel وأصبحت باريس مكان لقاءات دولية تتلاقى فيها طليعات مختلفة.
تنوعت الأعمال الفنية وتماذج التنافس الخياط"بول بواريه" Paul Poiret تحدى القدماء المستقرين في شارع"ري دي لابيه" rue de la Paix بأقمشته الملونة وجونيلاته الضيقة وفساتينه التي تُلبس بدون كورسيه وبدون جيبون ويرسم لوحات المسرح، و"دياجيليف"Diaghilev يكلف الرسامين بإعداد ديكورات الباليه الروسية.
باريس مكان اللقاءات وعشرينيات القرن الماضي ومدينة النور لم تمثل هذه العاصمة الفرنسية مختلف الطليعيات فيها هي مركز لانتشارها.
الرسم والتصوير:
شهدت باريس حركات تجديد وشخصيات متجددة على مر الأيام:
الرسامون الإنطباعيون: راينوار Renoir، مونيه Monet ومانيه Manet فنانون في ساحات باريس خلفهم انطباعيون جدد على نفس النهج
الرسامون الرمزيون: يعددون الأليجوريات في أعقاب "جوستاف مورو" Gustave Moreau وبوفيس دي شافان Puvis de Chavanes وموريس ديني Maurice Deni وسيزان Cézanneواهتموا بالألوان كما الإنطباعيين و تفكيك الأشياء والالتجاء للأشكال الهندسية .
كانت باريس هي التي انفتح فيها الرسم على التجريد..
الحركة الفوقية: قامت عام 1905 كلمة فوف Fauve استخدمها على سبيل التحقير الناقد الفني "Vauxcelles" عرضت هذه الحركة أعمالها في"صالون الخريف" Salon d’autonmne، وفي عام 1906 في"صالون المستقلين" Salon des indépendant واعتبر "ماتيس" Matisse رئيسهم في باريس، في عام 1908 انفرط عقد الوحدة التصويرية لهؤلاء الفنانين الذين اتخذوا "سيزان" Cézanne نموذجا بينما عمل غيرهم على التسطيح الضوئي والتكعيبية Le cubisme.
اعترف بقدر هؤلاء الفنانين شريحة كبيرة من جمهور باريس، صالون الخريف 1910 وصالون المستقلين 1911 وظلت التكعيبية نزعة طليعية قلما أساغتها بورجوازية الجمهورية الثالثة على نحو ماتبين الطعون التي انطلقت في البرلمان ضد هذا الفن "المضاد للفن والمضاد للقومية".
ظهر المنشور "الداعي إلى الحركة الجديدة" في جريدة لوفيجارو"Le Figare في عام 1909 ..
الكوريجرافيا chréraphieتصميم ارقصات مسرحها باريس كانت راقصة الباليه الأمريكية "إيزادورا دنكان ؤ°sadora Duncan تخلت عن الملابس التقليدية للراقصين والراقصات وحررت حركاتهم أما الأمريكية "لوي فوللر Loie Fuller بينت تأثير الإضاءة على ملابس الراقصين في باليهات روسية التي كان يخرجها سيرج دياجيليف Serge Diaghilev على مسرح شاتليه في باريس 1909
مسرح "فيوـ كولومبيه" Vieux-Colombier 1913 مسرح تجاري تم تجديد الفن الدرامي والديكورات التي كانت على هيئة شاشات متحركة وتحرر المسرح وأُعيد الوفاق بين المسرح والأدب.
تم تجديد الموسيقى وظلت فرنسا على هامش ثورة شونبرج Schأ¶nberg وتنويعات Berg التي أثارت استنكارا في فيينا 1912.
فن النحت الفرنسي: عرف ضروبا ملحوظة من التقدم في فرنسا الفن القومي بدا مختلفاً بالقياس إلى النحاتين الأجانب الذين اتخذوا العاصمة الفرنسية مسكناً لهم.. رودان Rodin فنان مجدد أكد استقلالية فنه رفض أن يوضع تمثاله على قاعدة، تحدى الناتورالية القائمة على التقليد سعى إلى التعبير عن الحركة أتم نحت تمثاله بلزاك Balzac في عام 1898 وتم عرضه في عام 1939.
في مجال العمارة: كانت فرنسا بعيدة عن مسار التجديدات الأوربية أو الامريكية التي سبقت الحرب شهد مطلع القرن العشرين شغف أوربا أثاره"الفن الجديد" تم بناء مسرح الشانزليزيه théatre des Champs-élysées بالخرسانة المسلحة .
فنون الشارع أو المقاهي ثراء منوع وتجديد مستمر من السينما إلى مقهى الغناء"كافيكونسير" ومن ركوب الدراجة إلى البلاج ظهرت ثقافة لها خطوط تحددها تحديدا متمايزا اجتماعيا شهد الناس مولد "ثقافة وسائطية".[/COLOR]
منقول بتصرف
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــع
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|