رد: العصر الجميل
• ثقافة المدينة:
اتخذت المدن الفرنسية هيئة غامضة مفزعة وخلابة في وقت واحد"جابرييل تارد"Gabriel Tarde يقارن جماهير المدينة بحيوان فظيع و"جوستاف لوبون"Gustave Le Bon شدد على طبعهم الذي يسهل تشكيله هناك علماء وأطباء متخصصون في علم الصحة أو علم الحياة صوروا المدينة على أنها مكان المرض والكحولية والفساد والجريمة، تكونت صورة خيالية حول باريس في"العصر الجميل"، ملأت أعمدة الصحافة وجرائم البلطجة نشرت أخبارها على نطاق واسع، ويتم التنبيه إلى الاحياء المهمشة على أطراف العاصمة، جرائم الألمان البوش Bosches وبث لاتشكيك حيال علم السياسة والأعمال.
باريس تفتن الزائرين والوافدين إليها من الأقاليم والأجانب، الباريسي الموسور نزهته بين حلبات الخيل والمسرح يتفسح في البولفارات الكبيرة أما العامة من الناس يتفسحون أمام نوافذ عرض المحلات الكبيرة على امتداد الشوارع الكبيرة او القنوات المائية.أما يوم الأحد الفسحة في الغابة البولونية Boulogne أوغابة فانسين Vincennes.
تضاعفت مشاهدة العروض الفنية التي أدهشت الزائرين، وهي سمة "العصر الجميل" انتشرت الكهرباء وزادت من استمتاع الجمهور وتم تعظيمها في معرض 1900 العالمي l’Exposition universelle de 1900.وظهرت ثقافة ليل طويلة من أجل الاستمتاع وشغل أوقات الفراغ وأقيمت حمامات السباحة المغطاة والمدفأة في ساحات سباق الخيل وتم التحرر من جو فصول السنة.
سوق المدينة(سوق العرش) La Foire du Trone الذي ضم تجار الكعك والبانصيب ونصبات النيشان والعطارة بالإضافة للباعة المتجولين الذين يحملون المستحدثات الكهربائية والألعاب المذهلة شمل فرنسا كلها.
شهدت قاعات العرض تناميا بأشكال متفاوتة، غالية الثمن كما دار الأوبرا L’Opéra والأوبرا كوميك L’Opéra-comique بالإضافة إلى المسارح الخاصة الفودفيل Le Vaudeville والبوف باريزيان Les Bouffes-Parisiens كما شهدت باقي مدن فرنسا حراكا على صعيد قاعات العرض.
كما شهدت مسارح أخرى مثل "لوشاتيليه"Le Chatelet أو "لاجينيه" جمهوار من البورجوازية الصغيرة يتذوق الأوبريتات opérettes والكوميديات الميلودرامية والمسرحيات التاريخية ونوعية الفييتونات الكلامية "ألحكواتي..واختفت المشاهد الصاخبة في بولفار الجريمة الباريسي لصالح البولفار"تياتر دي بولفار"les théatres de boulevard.
1911 قدم هنري بيرنشتاين Henry Berstein على مسرح La Comédie-Franأ‡ise الكوميدي مسرحيته "بعدي" Aprés moi التي أثارت استياء كبيراً تم اعتبارها عملاً يهودياً لايليق عرضه.
تربع المسرح البورجوازي عرش باريس مسارح في الاحياء المهملة أو النائية في فترة الاستراحة وتناول الطعام بينما جذب لاعبو السرك الجماهير "فوتي وشوكولا" في نمرة "العبيط والعظيم".
كذلك صالات "العجائب" مثل "مسرح السحر"للأطفال، وممر شوزال Passage Choiseul ومسرح مدام ساركي Mme Sarqui للأكروبات للأطفال ومسرح العرائس في اللوكسيمبور Luxembourg الذي أتاح المتعة للصغار.كما أُنشئت صالات الموسيقى الشعبية وسط منافسات كانت شرسة.
كما كان لمقاهي الغناء "الكافيكونس" المترفة والمراقص الشعبية "الباسترانج Bastringues دورها المتزايد شدت إليها العازفين والمغنين وعازفي آلات النفخ أما أغاني فكانت من النوع الجريْ منها واقعي ومنها رومانسي عاطفي أو أغاني مستعمرات أو أغاني غريبة أو مقطوعات وطنية.
تضاعف نشر الصور فعندما يخرج الفرنسيون من صالات العرض يجدون انفسهم أمام كم كبير من الصور حتى أضحت جزءاً من ديكور باريس ومترو الأنفاق، حيث ساد إعلان الأفيش الملون والكارت والبوستال الذي كان يطبع بالأبيض والأسود.
امتدت الثقافة البصرية إلى استعراض والبهرجة في المعارض الدولية، في معرض 1900 بنيت أجنحة مستعمراتيه منيفة على مستوى متواضعا من قبيل "متحف جريفان" Musée Grévin متحف الشمع الذي عرض تماثيل من الشمع وصور متحركة.
كذلك حظيت زيارة المقابر والمشرحات تقديراً خاصاً، وشهد المشهد البانورامي إقبالا كبيراً.
العروض السينمائية:
كان أول عرض سينمائي 18ديسمبر 1895 نظمه الأخوان "لوميير" Lumiére في "الجران كافيه" في بولفار دي كابوسين" في باريس انتمت العروض إلى غرائب علمية ومشاهد ريفية، وكان الفنيون العاملون معهما باعة سينيماتوجراف جوالين يصورون ويعرضون على الآلات نفسها.
كذلك عرفت تلك الحقبة "الفوتوغرافيا المتحركة""سينما الغرائب الجذابة"أفلام قصيرة عرضت مناظر طبيعية جرى نشرها في مختلف الأماكن من محال تجارية (دوفاييل Dufayel) سيركات، مسارح..
هناك تغييرات متعددة حدثت في عام 1907 فقد قام"باييه"Pathé بإيقاف بيع الأفلام مفضلا تأجيرها وهو يعمل في مجال صناعة أدوات عرض سينمائية وتوازى إنشاء صالات عرض سينمائي ثابتة في كل مكان في فرنسا.واستمر العارض المتجول في النشر والانتشار في مناطق قلت فيها الصالات الثابتة.وتضاعف أعداد الصالات والمنتجين.
وحدث انتقال من المناظر إلى خياليات أُخرجت على شكل مشاهد ترافقها مؤثرات صوتية تلاشت باستخدام تيترات داخل الفيلم.
كانت مشاهد الحياة الأمريكية مصدر الإلهام بالنسبة للعديد من الأفلام الواقعية حتى عام 1909 ظهر إلى النور أول فيلم فرنسي طويل فيلم"النبوت"L’Assommoir.
أما الرياضة إحدى وسائل الترفيه لدى الطبقة البورجوازية قبل سنوات الحرب كان لها شعبيتها وجمهورها.
الصحة والمتعة:
كانت السياحة حكرا على الارستقراطية والبورجوازية العالية ارتاد هؤلاء الفنادق الفارهة المشيدة على شواطئ البحر أو في الوديان أو على السفوح الجبلية الأوربية، حيث أن منتجعات الاستحمام الكبيرة والمشاتي ملاذ الأكثر ثراءً.
جرى تنظيم السياحة بشكل متطور
تم إنشاء النقابات في نهاية 1880 و"المكتب القومي للسياحة" 1910 وأتاح تطور السكك الحديدية إبان القرن التاسع عشر زيادة الانتقالات القصيرة بتذاكر سفر مخفضة إلى "حمامات البحر"بعضها للفائدة الطبية وبقيت البلاجات للبورجوازية الصغيرة والعائلات العمالية اختلفت بعض الشيء عن حمامات البورجوازية.
أما الرياضة ظلت حكرا على الأثرياء تمسك "النادي الألبي" الذي تأسس عام 1874 بقصر العضوية على النخبة وتطلب الأمرفي أوائل القرن العشرين الحماس من منظمي"المستعمرات" والمؤسسات الخيرية الكاثوليكية كما انتشرت موضة"الأليينيه"alpinisme بين الطبقات الشعبية.
وقدمت الرياضة الأنجلوساكسونية ـ كرة القدم، والرجبي أو العاب القوى، إلى فرنسا على يد الشباب البورجوازي وبمرور الأيام لاقت شعبيتها قياسا بالرياضة البدنية ورياضة الشيش.
أما الدراجة ظلت الدراجات الهوائية والفيلو وسائل ترفيه حتى عام 1900 وصلت إلى الطبقات الوسطى كان نادي "التورينج كلوب الفرنسي"الذي أُسس عام 1890 ملاذ راكبي الدراجاتز
وظهرت هواية الصيد في عام 1890 ولاقت شعبيتها تدريجياً.
يتبـــــــــــع
|