رد: العصر الجميل
• بعد الصراع: واتخاذ المواقف الحزبية
ابتلى الانتليكتواليون على مدار سنوات أربعة بنزيف دم بدأ باغتيال "شارل بيجي"14 سبتمبر إلى أبولينير Apollinaireالذي فتكت به الانفلونزا الإسبانية بعد جرحه في عام 1918 مرورا بالمحرك آلان ـ فورنييه Alain-Fournier وارنست بسيشاري Ernest Psichari وتصدعت صفوف الكُتاب، وقضت الحرب على الطلبة مدرسة المعلمين العليا بلغت نسبة من قضوا نحبهم في المعارك 50% 1910ـ1913
وبدأ الرجال الذين صمموا على اقتراح حلول تحل محل المنظومات المقامة قثل 191 بالتمرد؛ فكان أن طالبوا بوقف الليبرالية المفروضة بالقوة، ووقف الامبريالية الاقتصادية والسياسية التي أدرات أوربا ممارستها على العالم، وقف التفرقة والتمييز بين الشعوب.تلى هذه الحال قيام الثورة الروسية(اكتوبر 1917)التي أوحت بأنظمة بديلة للأنظمة المسبتدة وللديمقراطيات الليبرالية.
العلاقة بين الكتابة والالتزام السياسي:
لم يتردد رجال مثل "دريو لا روشيل"Drieu La Rochelle في إعلان قوله:"أنا أحب دمي أكثر من حبري"وآخرون مثل"أندريه موروا"André Maurois عبروا نثرا عن السحر الذي يمارسه على الانتليكتوالي الذي يعمل.بهذا نشأ جيل هيمن شيئا فشيئا على الالتزام بالعمل وبالمنظمات وبالتحزب السياسي هيمنة علت مراتب الإبداع.
التمييز بين اليسار واليمين وإدراك التطور الحاصل في تلك الحقبة:
اليسار:
نشب النضال سريعا في البيئات المسالمة أيام المسألة الدريفوسية لصالح القيم العالمية، منذ مارس1918 كتب"رومان رولان "Romain Rolland من أجل أممية العقل، في مايو 1919 ولدت حول هنري بارييس وبول فابيان حركة "أممية الفكر"عرفت بأنها ثلاثية:المسالمة والعدل والأممية.
شدد "رومان رونالد" و"لومانيتيه" 1919 على فشل الإنتليكتواليين في أثناء الحرب: "العاملين بالعقل وضعوا علمهم وفنهم وعقلهم في خدمة الحكومات"وعليه إيجاد طريق للالتزام الدريفوسي وتحاشي التورط من أجل الدفاع عن الشعب بأقصى درجات ممكنة.
وأُعلنت جمهورية اشتراكية بانتهاء الثورة البلشفية في روسيا اكتوبر 1917 وانشق"الفرع الفرنسي من الأممية العمالية"SFIO في مؤتمر "تور"Toursفي عام 1920، أما الذين تحلقوا حول ليوم بلوم Léon Blum,ارادوا إنقاذ "البيت القديم"والموالين للأممية الثالثة التي أسسها لينين والذين كونوا الحزب الشيوعي الفرنسي ولم يتأخروا عن الخروج عن اللعبة السياسية القومية.
أما الفقهاء ابتعد نمط الانتليكتوالي المستقل "الليبرالي"كما وجد في قضية الدريفوسية لصالح نمط الإنتليكتوالي الحزبي".
تم فهم ثورة 1917 على أنها حاملة لمساواة اجتماعية أصبحت بالتدريج نموذجا سياسياً، "هنري باربيس"Henri Barbusse كتب في عام 1920 La Lueur dans l’abime بصيص من النور في الهاوية، بدت شخصية لينين كمسيح وكرمز دل على الراديكالية ومجلة Clarté كلارتيه(وضوح) 1921 قدمت نفسها كأداة شيوعية، قطع هنري باربيس علاقته بها بعد أن أصبحت ترتسكية وأنشأ في عام 1928 مجلة Monde(عالم) التي هدفت إلى تشجيع"فن جماهيري كبير"وإلى جمع شمل كتاب يساريين، أما الانتليكتواليون
التزموا إذن الشيوعيين أما المعرفة المذهبية بأكملها ظلت ضعيفة عند رجال لم يستوعبوا نظريات ماركس ولينين.
هناك من الأمثلة الكثير على راديكالية الاتزتام تجاه اليسار وهي:
ـ حالات الدخول "على أساس انشقاق" مذهبي إلى صفوف الرادكاليين والاشتراكيين.
كما حال الشباب المفكر داخل جماعة الشبيبة الراديكالية، ظهرت رغبة التغيير في "الفرع الفرنسي من الأمميةالعمالية"SFIO.
إن الحزب عندما لايجدد مذهبه يزل محصورا بين الثوريين وبين الاصلاحيين، فأولئك يبذلون قصارى الجهد في البحث يجذبون المثقف الحقيقي كما "مارسيل ديا"Marcel Déat الذي لم يعترض اعتراضا كاملا على الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج ويواجه التحقيق التدريجي لمجتمع اشتراكي لايقوم على على أساس الطبقة العمالية بل على أساس الطبقات الوسطى لقد جسد الرغبة في تأكيد التزام سياسي متجدد.
اليمين:
الانتليكتوالي اليمين تذمر من عودة النموذجين في قضية دريفوس بسرة سرعان ما وجدوا الطريق إلى المنشورات والعرائض، كانت أهدافهم واضحة:العدو البلشفيكي الرجل المطلوب قتله رجل الأممية الزاحفة، هذه الجمهورية الراديكالية للأساتذة والصحيفة التي تصاحبها "لوتام"Le Temps والتي هي صورة عن التدهور الأخلاقي والسياسي كما يجب مناهضة الليبرالية وتم كرد فعل ضد مجلة Clarté (وضوح) أيضا على خطى "شارل مورا جسد "حزب الذكاء" الاتفاف حول هنري ماسيس. وجهت مجلات اتهامات إلى "لاريفو أونيفرسل" 1920 مؤسسها "بانفيل"Jacques Bainville ضم النضال السياسي والعمل الأدبي، أما "لاكسيون فرانسيز" استهلت سنوات الحرب عصرها الذهبي ونجحت الحركة في إذكاء الحماس لدى طلبة الحقوق والطب أكثر من طلبة آداب السوربون وكسبت طلاب الليسيهات والكليات.وهكذا دوت في الحي اللاتيني أصداء حركة شارل مورا Charles Maurras.
أواسط السنوات العشرينية شهدت فرنسا إعادة توزيع بين شباب كاثوليك استبق البعض"شباب اليمين"الذين سيأتون في الثلاثينيات وتساءلوا عن الازمة الروحية والسياسية والاجتماعية التي أصابت أوربة الكبرى منذ نهاية الحرب،.تعتبرأميديه ديفيناك Amédée d’Yvignac 1924 التي أسست مجلة لاجازيت فرانسيز La Gazette française شاهدا على ذلك.زاد تحفظ الشباب اليمين وعانت الحركة أزمة بين 1927ـ1930 قطع البعض صلته ب"شارل مورا" فهو رأى أنهم يعيبون عليه أنه رفع قيمة الناحية الدنيوية فوق الناحية الروحية، كما أخذ البعض عليه نزعته الماضوية الأدبية.
كان من المتوقع للذين هربوا من حركات اليمين التقليدية أن يفشلوا بين 1929ـ1926 في "ائتلاف أحزاب اليسار" وأن يكشفوا مساوئ النزعة البرلمانية للجمهورية والرأسمالية التي تواكبها ومن الطبيعي أن يلتحق شباب الانتليكتواليين بصف الاتحادات المناهضة للانتليكتوالية.
لقد كانت شخصية الإنتليكتوالي الحزبي في العشرينيات شخصية رجال متفرقين، إلا بين الطلبة لم تكن كما هي في الثلاثينات تعبر عن التزام جماعي، عمليات اتخاذ مواقف لاتعتمد على الانتماء الحزبي.الأسماء التي وردت في العرائض المقدمة ضد "حرب الريف"(ثورة ضد الإسبان والفرنسيين) وفي المساومات على السلام أو البورجوازية ضد اليهود تعتبر شاهدا على أن الالتزام يمكن أن يحدث في مجالات متنوعة وأن يجمع معا رجالا متباينين سياسياً.في "حركة أوربا" فضلت في مواجهة الكاتب الذي نصبته مجلة Clartéكلارتيه ثورياً، أن تجري أي فصل بين الأدب وبين السياسة وأن تجمع كُتاباً مختلفي المشارب.
هذه الفترة فترة العشرينيات لايمكن قياسها بمقياس التوترات الإيديولوجية، هي فترة ثراء وافر من خبرات وآراء جديدة.
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــع
|