عرض مشاركة واحدة
قديم 06 / 03 / 2022, 11 : 04 PM   رقم المشاركة : [16]
خولة السعيد
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي


 الصورة الرمزية خولة السعيد
 





خولة السعيد will become famous soon enough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: في ضيافة عروبة شنكان

موفقة دائما عروبة ، وتقودني أجوبتك للبقاء تحت المظلة ذاتها ووضع أسئلة ترتبط بأجوبتك السابقة بعد إذنك..

ليتني أذكر عزيزتي لكنت أخبرتك، سنوات طويلة مرت، على مريول المدرسة وعندما كان للورقة والقلم الأهمية الأكبر، لم يكن الحاسوب و(وورد) هو الدارج كنا ندون العبارات والجُمل التي تعجبنا في كراس خاص نراجع قراءته من آن لآخر..
"هنا ذكرتني بحدث وقع بين خلف الأحمر وأبي نواس حين استأذن أبو نواس خلفًا الأحمر في نظم الشعر، فقال له:‏ ‏ لا آذن لك في عمل الشعر إلا أن تحفظ ألف مقطوع للعرب ما بين أرجوزة وقصيدة ومقطوعة.‏ ‏ فغاب عنه مدة وحضر إليه، فقال له:‏ ‏ قد حفظتُها.‏ ‏ فرد الأحمر: أَنشِدْها.‏ ‏ ولما أنشده أكثرها في عدة أيام سأله أن يأذن له في نظم الشعر، لكن رد خلف كان مفاجئا بقوله: ‏ لا آذن لك إلا أن تنسى هذه الألف أرجوزة كأنك لم تحفظها.‏ ‏ فقال له:‏ ‏ هذا أمرٌ يصعب عليَّ، فإني قد أتقنت حفظها.‏ ‏ وأكد خلف على ضرورة نسيانها ‏ فلما خلا بنفسه أبو نواس مدة حتى نسيها. حضر إليه وأخبره فقال له خلف:‏ ‏ الآن انظم الشِّعر! ‏"
ربما هذا ما حصل معك في تأثرك بعباس محمود العقاد، وقد قلت:
"من أشهر من حمل الأدب الانكليزي إلينا ومن أبرع من عرض كتبا في الشريعة والحياة، ترك أسلوبه في خواطري الكثير من الانطباع الحسن.."
فأحب أن أشير هنا إلى شعره الذي كان قريبا من النثر لقلة الصور الفنية فيه وإلى أن هناك من شبه كتاباته بأنها أقرب إلى المقالات العلمية، تأثرك به في سن مبكرة هل يمكن أن يكون خلق لديك تنوعا ثقافيا بين الأدب العربي والأدب الغربي وبين السياسة والأدب، وبين المقالة والقصة، خاصة أني لاحظت ميولك للمقالة السياسية واهتمامك بالأخبار، ويكفي أن نذكر للعقاد كتابه " ساعات بين الكتب " لندرك تنوعه المعرفي ..
"صحيح خولة.. عندما أكتب بضمير المتكلم هي انعكاس داخلي لشخصية ربما أقرب لي..ليس من الضروري أن أكون انا..هي ضمير الراوي الذي ربما يكون قابعا في إحدى زوايا الخيال لدي أوقظه ليكلمني بمجريات هامة في القصة وهكذا استرسل( خُيل لي يقترب ..أحببته ولن أُخفي ذلك).
السرد بضمير المتكلم وسيلة مساعدة لنقل مشاعر الكاتب وأحاسيسه إلى القارئ..وصف أدق المشاعر والتوغل في أعماق الشخصية يتذكر يعترف.. هي أنا بقالبها..هي عندما تتحدث.. لكنها لاتتصرف حسب رغبتي..
وفي بعض الأحيان أجد نفسي منقادة للسرد بضمير المتكلم ربما تقليدا لكاتب قرأت له او قصة قرأتها بصياغة المتكلم..
توظيف ضمير المتكلم نوع من الترجمة لخيال الكاتب نعم ربما هي تعبير عن مشاعري وأفكاري و نتاج لخيالي، نقل لمشاعري.. اجتماع الصوتان الداخلي والخارجي بطابع الخاطرة وسرد القصة..بحيث يكون أمام المتلقي عدة نوافذ يطل منها على الحدث ."

هنا أتساءل ؛ أيجعلك ضمير المتكلم الذي ينساب إليك للحديث به إلى الرغبة في الإفصاح عن شيء يخصك فترغميه على الغموض، ألاحظ أن كتاباتك أحيانا توسع خيال المتلقي بالبحث عن شيء غامض فيها ، شعور بالألم والأمل، شعور بالوحدة والحنين، وغموض يلوح بالأفق، أ تتعمد عروبة إثارته أم أن هذا الطابع صار خاصا بك ويغلب على حرفك؟
خولة السعيد غير متصل   رد مع اقتباس