رد: دم الشهيد
الأخت العزيزة فريال بيبرس يسعدني دوماً تواجدكِ على صفحتي التي تزدان بريقاً بحروفكِ المتألقة ..كلنا عرب وكلنا يحلم أن يكحل عينيه برؤية فلسطين محررة كلنا يحلم بالعودة للقدس ..كلنا يحلم بتقبيل تراب الوطن الغالي ..وأنتِ كمواطنة عربية جزائرية تعلمين أن الشهيد وحده طريق التحرير ..الجزائر التي قدمت مايزيد عن مليون شهيد للوصول إلى الحرية..الجزائر التي أنجبت بطلاً مثل عمر المختار الذي سطر أروع صفحات التضحية هذا البطل قال فيه الشاعر أحمد شوقي :
ركزوا رفاتك في الرمالِ لواءَ يستنهض الوادي صباحَ مساءَ
يا ويحَهمْ نصبوا مناراً من دمٍ يوحي إلى جيل الغد البغضاءَ
جرحٌ يصيحُ على المدى ، وضحَيَّةٌ تتلمَّسُ الحريَّة الحمراءَ
يا أيُّها السّيف المجرَّد في الفلا يكسو السيوفَ على الزمانِ مضاءَ
تلك الصحارى غِمدُ كلِّ مهنَّدٍ أبلى فأحسن في العدوِّ بلاءَ
خُيِّرت فاخترتَ المبيت على الطوى لم تبْنِ جاهاً أو تَلُمَّ ثراءَ
في ذمَّة الله الكريم وحفظِهِ جسدٌ ببرقةَ وُسِّدَ الصحراء
لم تبقِ منه رحى الوقائع أعظماً تبلى ، ولم تبقِ الرماحُ دماء
عضِّت بساقيه القيود فلم يَنُؤْ ومشتْ بهيكلهِ السنونَ فناء..
يظل البطل راسخاً في ذاكرة شعبه لايموت أبداً فهو المناراة التي تقودنا إلى الخلاص من المستعمر ..وإذا كنتٌ أتحدث عن الأبطال الجزائريين فيجب أن أذكر أيضاً جميلة بوحيرد هذه المناضلة التي
كرست حياتها للدفاع عن وطنها المغتصب والتي عظّم فيها الشاعر الفيتوري بطولة المرأة المناضلة ومجّد صمودها داخل السجن مستمداً من صبرها قوة وتفاؤلاً وتصميماً يفوق تصميم آلاف المناضلين الأشداء
من خلال قصيدته رسالة إلى جميلة التي يقول من خلالها :
إذاً هبيني ساعة من حياة
حياة روح داخل السجن
حياتك الساعة يا جميلة
في ليل زنزانتك الطويلة
إذاً هبيني قوّة الوجود
قوّة إنسانيّة البشر
قوّة ألف ثائر في القيود..
مهما طال الليل لابد أن ينجلي ومهما حٌجِبَ ضوء الشمس فلا بد أن يأتِ النهار ولا بد أن يشرق نور الشمس مجدداً ..الاحتلال مهما طال لا يدوم ..الاحتلال مهما عاث خراباً في الوطن سيرحل ..يقول الشاعر توفيق الزياد في قصيدته كلمات عن العدوان :
من هنا مرّوا إلى الشّرق غماماً أسودا
يقتلون الزّهر والأطفال والقمح وحبّاتِ الندى
ويبيضون عداوات وحقداً وقبوراً ومُدى
من هنا سوف يعودون ...وإن طال المَدى
سيخرج الصهاينة من أرضنا وسنعود إليها حاملين رايات التحرير ..سنعود للوطن وكلنا يغني موطني موطني ..سنعود .. والآن لم يبقَ لي سوى أن أعيش مع الأمل من خلال هذه الأبيات للشاعر عبد الكريم الكرمي في قصيدته سنعود ..:
ويسألني الرفاق ألا لقاءٌ وهل من عودةٍ بعدَ الغيابِ
غداً سنعودُ والأجيالُ تصغي إلى وقعِ الخطا عند الإياب ِ
معَ الأملِ المُجنَّح والأغاني مع النَّسر المحلِّقِ والعُقابِ
معَ الفجرِ الضحوكِ على الصحارى نعودُ مع الصَّباح على العُبابِ
معَ الراياتِ داميةَ الحواشي على وهج الأسنَّةِ والحرابِ ...
مودتي وتقديري..
|