البوصلة والمرسى قصة قصيرة بقلم احمد رجب شلتوت
البوصلة والمرسى
ها انت وحيد. يشقيك بعد، يضنيك وجد، ولا تشكو لسواك أساك.
فلتفعل شيئا غيرالشكوى، وغيرالنوح، وغير البوح لأوراق ولجدران مقبضة صماء.
ها أنت تفعل، فعلك ليس بجديد ،تقف امام اللوحة البيضاء، منذ زمن لم تلامسها فرشاتك، تنفض عنها التراب؛ وتشرع فى الرسم
ما اطوع فرشاتك، بشوق تعانق اللوحة .
ليتها تظل
هكذا ولا تعود عصية.
* * *
حصانك فوق اللوحة يركض ،اراك تمتطى صهوته تجوب الوهاد والوديان
عم تبحث؟
تسأل عرافات الاودية، وضاربات الرمل
ليس لديهن اجابة، لايعرفن شيئا عم تفتقد منذ سنين اسأل قلبك، استفته،أطعه فلن يضلك
اجعله بوصلتك واصطبر تجد مرساك
* * *
اراك ياقليل الصبر تترجل عن فرسك ،تفلت مقوده؛ ينفلت ،يركض مبتعدا، يثير غبارامن حولك .يلفك الغبار، يغمرك ،تسعل وتقع على الأرض.
لم نفسك .لم تعد فارسا مذهجرت صهوة فرسك. يفعمك اسى حارق فتخرج من اللوحة.
:حينئذ تراها كلها، يصبح بوسعك أن تتأملها
تراها قاحلة جدباء فيزداد أساك و يفعم أذنيك صدى لصهيل
آه ما أشقاك
عدت وحيدا يا مسكين، فماذا بعد فراغ القلب غير السقم وغير الجدب
تولى اللوحة ظهرك ، تراها جدباء سقيمة
روحك الخضراء اجّذبت. لم نفسك أنت منعتها الرى، حرمتها أصل الينع ياسقيم
لادواء لك ، يامن حرمت نفسك من النور، جعلتها للخفافيش مرتعا
لا شفاء لك الا ان تستهدى بقلبك. جرب .فلن تخسر غير الجدب المقيم بروحك.
افتح بوابات القلب التى صدأتها سنون التشرنق خل القلب قائدك، واجعله بوصلتك تجد مرساك
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|