عرض مشاركة واحدة
قديم 20 / 05 / 2022, 00 : 03 PM   رقم المشاركة : [6]
عوني القرمة
كاتب نور أدبي
 





عوني القرمة is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: فلسطين

رد: القلب والعقل والدماغ

ثانياً: اللُّبّ: هو باطن العقل الخالص من الشَّوائب، سمي به لكونه خالص ما في الإنسان من قواه كاللباب من الشيء. وقيل: ما ذكا من العقل فكلّ لبٍّ عقل ولا عكس؛ ولهذا علَّق الله الأحكام التي لا تُدركها إلاَّ العقول الذكيَّة بأولي الألباب. واللبيب العاقل، والملبوب: الموصوف بالعقل. فأصل اللُبّ من أَلَبَّ، وهو كاللَّب - بالفتح - بمعنى الملازم، وبالضم بمعنى الخالص من كل شيء، وهو قلب كل شيء وعقله. ولفظ اللبّ لم يرد في القرآن الكريم إلا مجموعاً، مثل قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ الرعد 19. والتذكر هو أعلى درجات الفكر إذ هو استحضار الذهن ما كان يعلمهأو ما لا ينبغي أن يُغفل عنه ، بينما التفكر هو النظر في الأدلة للوصول إلى الحقيقة ، والتدبر هو النظر في العواقب. لذا كان أولو الألباب هم صفوة ذوي الفكر: ﴿يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِآل عمران 7، والاستثناء هنا يشير إلى أن تذكر أولي الألباب يأتي تالياً لتمام الإيمان.
فأولو الألباب إذاً:
- لهم صفات خاصَّة بهم دون غيرهم: ﴿لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِص 29.
- يشتركون مع أولي الأبصار في منحة الاعتبار:
1. ﴿يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ ٤٤النور،
2. ﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي الأَلْبَابِيوسف 111

مما يدل على خصوصية اللب والبصيرة في استخلاص العبر.
- التذكّر الذي هو من خواص اللب أعْلى من الفقه والتعقّل والرؤية، مثلما هو أرقى من التدبر والتفكر.
- أولو الألباب هم خلاصة ذوي العقول، فهم من يستحضرون العلوم بعد التفكر والتبصّر فيها وحفظها، فيتجلى لهم ما لا يطلع عليه غيرهم.
- أولو الألباب هم خاصَّة عباد الرحمن الذين أقبلوا على طاعته، وتزوَّدوا بالتقْوى، وآمنوا وعلموا، ثمَّ تفكَّروا وتدبَّروا، فخصَّهم الرحمن بإدراك أسرار التَّشريع، وحِكم الأحكام دون غيرهم؛ ﴿وَلَكُمْ فِي القِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَالبقرة 179 ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِالبقرة 197 ﴿يُؤْتِي الحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ البقرة 269
فالقلْب إذاً خصَّ بالفقه والعقل، والفؤاد بالرؤية، واللّبّ خصَّ بالتذكّر، لذلك قيل إن اللب هو الذاكرة.

عوني القرمة غير متصل   رد مع اقتباس