عرض مشاركة واحدة
قديم 20 / 05 / 2022, 06 : 03 PM   رقم المشاركة : [7]
عوني القرمة
كاتب نور أدبي
 





عوني القرمة is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: فلسطين

رد: القلب والعقل والدماغ

ثالثاً: الأبصار: هي هنا البصائر بمعنى قوى الإدراك، ويقال لقوَّة القلب المدركة: بصيرة، ولا يكاد يقال للجارحة: بصيرة، وقلَّما يقال: بَصُرت في الحاسَّة، إذا لم تضامّه رؤية القلب. وأولو الأبصار هم من لهم فهم وعقل:﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُولِي الأَبْصَارِ آل عمران 13. ووظيفة البصيرة التبصر، وهي درجة قبل التذكر. هي نور في القلب يبصر به، فيقوم في قلبه شواهد الحق، ويرى حقيقة ما يبلغه ويخبر به عن طريق الرسل، فالبصيرة ما خلصك من الحيرة، إما بإيمان أو عيان. وهي على ثلاث درجات:
- الأولى: أن تعلـم أنَّ الخبر القـائم بتمْهيد الشَّـريعة يصدر عن عين لا يخاف عواقبها، فترى من حقِّه أن تؤديه يقينًا، وتغضب له غيرة.
- والثانية: أن تشهد في هداية الحقّ وإضلاله إصابة العدل.
- والثَّالثة: تفجر المعرِفة، وتثبت الإشارة وتنبت الفراسة.
وفقدان البصيرة المرادف للجهل هو عمى القلب، مثلما عدم إدراك المرئيات واستقبال الصور عمى للعَين: ﴿وَلَكِنْ تَعْمَى القُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور الحج46. والنظر فيما حول الإنسان من آيات الله في خلقه والتأمل في إبداعه يفتح عيون القلوب: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِي الأَبْصَارِالنور44. وكما تنفذ الأبصار لرؤية المشاهد، تنفذ البصائر لاستخلاص العبرة منها.
البصيرة إذاً خصَّت بالعبرة مثلما خص اللّبّ بالتذكّر، ومن لا يعتبر بما يرى من آيات يكون فاقداً للبصيرة، شأنه شأن فاقد البصر، إذ أن لديه ملكة عطلها بالغفلة.
عوني القرمة غير متصل   رد مع اقتباس