عرض مشاركة واحدة
قديم 02 / 06 / 2022, 25 : 03 PM   رقم المشاركة : [1]
خولة السعيد
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي


 الصورة الرمزية خولة السعيد
 





خولة السعيد will become famous soon enough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رسائل إلي.. إليك ......... إليه

مرحبا ..
الرسائل من الفنون الأدبية التي لطالما كان لها وقع على النفس والقلب، وقد أنشئت كتب حولها أو ألفت كتب لم تكن في الأصل إلا رسائل.
تبادل الأصدقاء والأحبة في زمن ما الكلمات عبر الرسائل، حتى الملوك والأمراء والخلفاء حلقت بينهم كلمات وعبارات في رسائل عبر وفد حكومي أو عبر الحمام الزاجل، ثم بعد ذلك كان إنشاء البريد ومكاتب البريد؛ أذكر أني كنت كثيرا ما ألجأ إلى شاد الصندوق الأصفر المعلق بحائط في شارع القدس بحي الرياض في مدينتي مكناس، لأرمي ورقة وضعتها في ظرف عليه طابع بريدي وعنوانين حتى تصل للشخص المقصود، وأنا أترقب متى يمر ساعي البريد ليأخذ تلك الرسائل في حقيبته وهو على دراجته النارية، أو ليضع تحت باب بيتنا رسالة أو رسائل..
وكم كنت أفرح حين أجد بباب بيتنا رسالة باسمي أو حين أجد أن أحد أفراد أسرتي يحتفظ لي برسالة وصلتني دون فتحها لأن الأمانه تنص عليه أن تبقى الرسالة كما وصلت حتى يفتحها صاحبها. بعض الرسائل كانت من أهلي وهم بالمدينة نفسها وبعضها كانت من أصدقائي بعد أن باعدت المسافات بيننا إما داخل الوطن أو خارجه، وكم كنت أفرح حين تصلني رسالة عليها طابع بريدي مختلف ؛ كانت تصل من فرنسا غالبا وربما وصلتني من غير فرنسا.. أكتبها بلغة عربية، حروفي العربية بمداد قلمي وصلت فرنسا قبل زمن.. تبادلت مع ايمان الرسائل ؛ إيمان الصديقة التي أحبتني وأحببتها أيضا ولكني لم أحسن التصرف حين ابتعدت عنها شيئا فشيئا، وانقطعت رسائلنا وانقطعت اتصالاتنا.. كنت دائما ابتعد عن من لا يعجبني منه سلوك معين لكني أتجاهل دون قصد قربه، يقترب وأبتعد وأنسى أني أيضا لي سلوكات قد لا تروق عددا من البشر.. لا أدري لماذا أغفل المواجهة؟! لماذا لست من هذا النوع؟! لماذا أبتعد دون أن أقول ما الذي ضرني من ذاك الحبيب _ الصديق/ الجار/ الزميل ..مهما كان هو معرفة لا نكرة -؟! لماذا أوذي الآخر بابتعادي وأرحل؟! لم أنتبه إلى هذا الأمر إلا مؤخرا قبل سنوات مع لمياء، وإن كانت هي المبتدعة هذه المرة وكنت جزءا من السبب، وإن كانت الطريقة والسبب يختلفان.. لم أحس بالذنب مع إيمان بمثل ما أحسست بالحسرة على ما حصل بيني وبين لمياء .. هكذا جرني موضوع الرسائل للذكريات مجددا....
اشتهرت الرسائل الرسميه أو ما يطلق عليها بالديوانية لأنها تربط العلاقات بين الدول و توطدها ، ثم الرسائل الشخصية التي تكون بين الأحباب والأصدقاء، والرسائل الأدبية مثلما كان بين الشعراء والأدباء في زمن ما ، إلى غير ذلك من أنواع الرسائل، وطبعا لا ننسى الرسائل المدرسية التي كانت تصلنا لنجد بها ورقة تسمى " النتيجة "، .. ولم أكن أفكر في إنشاء مراسلات مع أشخاص يمكن التعرف عليهم عن طريق المجلات، هذا ما لم أفكر في تجربة نشاطه من قبل .
وحتى لا أطيل في هذه المقدمة أكثر...
في هذا الركن من " رسائل في مهب العمر " كنت قد بعثت بعض الرسائل لأشخاص أكن لهم احتراما وحبا ، عرفتهم أو تعرفت عليهم أكثر بنور الأدب؛ رسالة لم تكن باسم معين ، وإنما كانت لكل الأعضاء، ورسائل للسادة الأساتذة الأعزاء" رجاء _ عزة _ ليلى _ عروبة _ محمد الصالح شرفية..." من هذه الرسائل ما لقي تفاعلا وردا من صاحبها ، ومنها ما لم يحالفه الحظ، ولا أنسى طبعا رسالتي للأستاذ العزيز رشيد الميموني الذي كان قد سبقني بالإرسال وربما هو من برسالته جعلني أفكر فيما بعد في أن أكتب لكم؛ طبعا أنا لم أكتب للجميع بعد، ولكني أنوي فعل ذلك ، وربما أراسل شخصا واحدا أكثر من مرة ،أما الآن فإني أنوي أن أكتب مجموعة من الرسائل بهذا المتصفح، لكنها رسالة مختلفة نوعا ما، فنحن نعرف خطوات ومنهجية الرسالة، لذلك ،فقد تلاحظون أن بعضها يخلو من تلك المقدمات ،وبعض الرسائل لا تتضمن هذه المراحل أو هذه المنهجية والأكثر من ذلك أنها لا تتضمن اسم المرسل إليه ، فهي ليست موجهة لشخص معين، والمرسل إليه قد لا يتجاوز المرسل نفسه، والمرسل قد لا يكون أنا، بل مشاعري أو رؤيتي لواقع ما، أو إحساس، وانفعال.. فيكفي رسالتي وإن كانت وهمية أن تعبر عن شيء ما ،وإن كان المرسل والمرسل إليه واحدا ؛ - المشاعر /الكلمة/ الحرف/ المداد/ القلم /نبض ونبض/ وشهقة وزفرة.......
إلى ذلكم الحين أترككم لترتاحوا من هذه المقدمة الطويلة ،ولي عوده قريبة بإذن الله تعالى

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
خولة السعيد غير متصل   رد مع اقتباس