رد: ستخبرهم الريح عني
الفصل الثالث :_
عاد عطية إلى السيارة بعدما تخلص من صديقه ، وقد وجد السائق قد نام على عجلة القيادة ، أيقظه وطلب منه التحرك بسرعة ، قال السائق :كيف وصاحبك الذي ذهب لإحضارك حين تأخرت لم يأت ؟، قال عطية اترك صاحبي قبل أن يطلع علينا النهار واذهب ، قال السائق :أين هو ؟, قال عطية : أنا لم أره وفي الصباح قد يلحق بنا في الطريق أو يصل قبلنا ،.. وجد السائق من الأفضل له التحرك وأكمل طريقه ....
وصل عطية محملا بالكساء لأهله وأطفاله ، وابتهج بيته وأتى الناس يهنئونه بسلامة الوصول ، وجاء ممن جاء للتهنئة سعدية وأطفالها وحماتها وزوجها ، سألوا عطية عن فايز وعن سبب تأخره وعدم حضوره معه ، اخترع عطية قصة خرافية لاقت قبولا عند أهل فايز ،، من أن القوات الليبية احتجزت الكثير من العمالة المصرية وأخذتهم لأماكن غير معلومة ، أما هو فقد استطاع الهروب هو وأخرين بعدما قدموا رشاوي لهؤلاء الجنود الذين يحتجزونهم ، ولذلك سهلوا لهم الخروج والعودة ،
ظلت تنتظر سعدية وأطفالها عودة فايز لكن ما من خبر عنه . سألت عنه طوب الأرض ولم تجد عنه خبرا ، وطالت الايام وامتدت على سعدية وأطفالها .. أما عطية فكأن شيئا لم يحدث معه ولم يغدر بصديق عمره ولم يقتله .. فكان إذا جلس على المصطبة ولاعبته الريح ، رفع رأسه إلى السماء وأطلق ضحكة ساخرة وقال جملته ساخر من صديقه (ستخبر الريح أهلي عن موتي وقتلي ) ، لم يعلم عطية أن وردة زوجته تسمعه يقولها من حين لأخر ، وفي ليلة من الليالي سمعته وردة يرددها وهو يضحك بشدة وسخرية شديدة ، فلما أويا إلى الفراش وأغلقا الباب وراح يتناولها ، نفرت وردة منه ورفضت بشدة أن تلبي طلبه إلا بعد أن يفصح لها ويقول لها الحقيقة فيما سمعته منه ،
حاول عطية أن يصنع كذبة لها تصدقها وتسكت عنه ، لكن وردة أحست أن وراء هذه الكلمة التي يرددها عطية قصة كبيرة ، فلم تقبل بما يقوله لها .. وظل هو في المراوغة وأصرت هي أن تسمع منه الحقيقة ، رضخ عطية لوردة وراح يأخذ منها المواسيق والعهود ، على أن يبقى هذا تالأمر سرا بينهما مدى الحياة .. وافقت وردة وأقسمت بكل ما هو غالي وعزيز لديها أن يظل هذا الأمر في الكتمان ...وهنا وقع عطية واعترف بلسانه عن كل ما جرى بينه وبين صاحبه حتى لحظة قتله له ،....أخذ عطية العهد من وردة أن لا تبيح بما سمعته منه مهما كان ، ثم هددها بالطلاق منه إن فعلت غير ذلك ،،
سارت الأمور على ما يرام بين وردة وعطية ولم تفشي وردة بما سمعته من عطية لأحد ، لكن دوام الحال من المحال ، فقد انقلب المناخ بين عطية ووردة بعد أن نفذ المخزون من بين يديه وكلما طلبت وردة طلبا ثار عليها وسبها وضربها ، إلى أن جاءت لحظة الذروة التي لاقت فيها وردة نفسها تعامل في بيتها معاملة الحمار ، وقد نالت في تلك اللحظة علقة ساخنة وضرب مبرح على جسدها ، جعلها تتلوى كالثعبان من شدة ما تلاقيه من ألم ، وقد فاض بها الكيل وخرجت وردة وذهب صبرها ، وراحت على الملأ تصرخ لتعلن الخبر الهام ،، واجتمع الناس حولها وهو يحاول اسكانها ، لكن الريح كانت أسرع في إفشاء الخبر،
بقلم : سيد يوسف مرسي
|