[عبدالله الخطيب]

اقتباس   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشيد الميموني حدثني صاحبي فقال : حين ولى الليل بالإدبار ، وبزغ بالنورالنهار وأصبحنا وأصبح الملك للواحد القهار ، نهضت أستعين بالواحد الجبار متوجها إلى سوق الغنم محوقلا مبسملا ، مكبرا مهللا .. فكرت مليا في الأمر والوقت يميل للعصر والمكان شبه قفر .. هل أرتدي جلبابا متواضعا حتى لا ألفت الأنظار ؟ .. أم ألبس بذلتي رغم الأمطار ؟ توكلت على الله و ولجت السوق .. والكل لبهيمته يسوق .. جاعظ العينين .. بارز العروق .. تقدمت ببذلتي أتفحص .. ومن الغلاء أتملص .. فراعتني قلة الخرفان .. لكني نظرت إلى جيبي بعرفان والأوراق تكاد تفيض كالطوفان . تقدمت إلى صاحب كبش وحيد .. ذي منظرفريد .. كلمت صاحيه و نظره عني لا يحيد .. ناقشت الثمن فشكى الزمن والغربة في الوطن والكبش يحدق في سترتي التي بللها المطر ، ساخرا من سحنتي التي طالها الوحل و الوبر إلى أن قضيت الوطر .. غانم الجيب سالم من العيب . جررت الكبش جرا فكر للوراء كرا وأذاقني علقما مرا فلم أشعر إلا و أنا في الوحل ملقى .. في محنتي أشقى .. والكبش وحيدا على التل يرقى . قمت على الله أتوكل وباسمه أتبتل .. و إلى بقية من الناس أتوسل ، فتفرقوا للخطى حاثين .. عن الكبش باحثين .. حتى عادوا غانمين وللوحش جارين ، ثم أقبلوا مهنئين معانقين .. ثم انصرفوا مودعين .. وصلت الدار ألهث .. عن الصغار أبحث .. فما راعني إلا والصبية تنظرإلي بارتياب في الذهاب والإياب .. و الزوجة في الكبش تتفحص وتتأمل و تتمحص .. وضعت يدي على الجيب لأظهرشطارتي و أبين عن مهارتي و أبرهن عن جدارتي فلم أجد للمال أثرا .

[frame="2 98"]

لعل المال فدوة عن العيال.. و بركة بكبشِ غال.
و لعل لمُلاقيه.. عيدية تتغير بها الأحوال.
إستعوض الله.. الوهاب المُتعال.
دمت استاذنا الحبيب بالمودة.. و هدوء البال.

ابن البلد

[/frame]