الموضوع: أي أي يا ضرسي ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 31 / 08 / 2022, 48 : 12 AM   رقم المشاركة : [6]
عمر باوزير
كاتب نور أدبي مشارك

 الصورة الرمزية عمر باوزير
 




عمر باوزير is on a distinguished road

رد: أي أي يا ضرسي ...

اقتباس
 مشاهدة المشاركة المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خولة السعيد
لم يعد يتحمل آلام ضرسه الذي نخره السوس،قرر أن يؤجل جلسته المعتادة بالمقهى ، ويدخل عند طبيبة الأسنان التي كان يناديه اسمها منذ زمن مكتوبا بحروف ذهبية على لوحة سوداء صغيرة علقت إلى جانب لوحات أخرى على واجهة العمارة المجاورة للمقهى...
أعطى الكاتبة المعلومات الخاصة التي سألت عنها: " اسمه، رقم هاتفه، بطاقته الوطنية، مهنته ..." ، وانتظر دوره، وبعد أن خرج الأول والثاني والثالثة ، و.... والسابع ، ها قد ولج أخيرا وإذا بهدوء خفيف يمشي برشاقة على رجليه مرتديا زي الطبيب، سمع صوتها هامسا خلف الكمامة:
_ استلق هنا من فضلك ...
لم يتردد ، دون أن ينبس ببنت شفة ..
_ افتح فمك جيدا إذا سمحت...
فتح فمه، وإذا بشيء كمطرقة صغيرة يدق أسنانه، ثم أنيابه، وأضراسه، وقلبه يزداد خفقانا
_ هذا الضرس قد نخرته السوس، وهو ما يشعرك بآلام دائمة بأسنانك جميعها، وربما حتى اللثة ... أ ليس كذلك...؟
فاتحا فمه ، وعيناه تنظران إلى الشيء الوحيد الذي يكاد يظهر من وجهها .. " عيناها" يحاول الإيماء برأسه ويده " بلى" ...
_ علينا إذن اقتلاع الضرس حالا، ثم بعد ذلك محاولة تنقية وعلاج فمك كله، حتى تشعر بالراحة ... ما رأيك؟!
مشدوها، لا يعرف كيف يغلق فمه، يقوم بالحركة ذاتها "موافق "، رأى ابتسامة عينيها، وهي تقول له: يمكنك أن ترتاح قليلا، فتغلق فمك ، قبل أن نبدأ عملية اقتلاع الضرس...
ولم تنتبه إلى أنها اقتلعت قلبه، بعد هيجان عدد دقاته .. قبل أن تقتلع ضرسه

السرد جميل والوصف رائع
توقيع عمر باوزير
 
الدنيا تعلمنا مالم يعلمنا به أحد فهي قاموس حكايات وعبر ،والموت ليس معادلة مركبة لكنه واقع ملموس تذوقه أنت إن كان قدرك أقبل والمرض ليس بشرط أن يكون نهايته الدفن في الصغر ...نعم انتظر ليحن قدرك فقد تكون آنذاك استعدت صحتك فلتنتظر قدرك ولتجعل الزمن يكتب قصتك ..لعل السطور توفي ما اكتبه لكنها لن تعبّر عن ما يكنه فؤادي ... شـكــــرا لكم وبارك الله فيكم ... لكم مني أجمل تحية .
عمر باوزير غير متصل   رد مع اقتباس