رد: رسائل إلي.. إليك ......... إليه
إفران في الأربعاء 7 شتنبر 2022/ 10صفر 1444
تعال راقصني ..
أهلا بك أنت .. إني هنا أتذكرك وأكتب لك ..
أتخيلك قادما نحوي، أرى مصادفة لقاءنا، أراه خيالا حقيقيا، وحقيقة متخيلة.
لا تستغرب .. نعم؛ إني صرت أفضل البعد عنك وإن كان هذا البعد حجر بقلبي يفتته ويفتتني، لكنه أهون عندي من أن تظل أنت دائما ذلك الطير المهاجر الذي يحط على كتفي فأفرح به، وأجدني سألامسه ثم يرفرف بجناحيه بعيدا.
الآن أنا هنا بإفران، وبعض ريشك الذي جمعته حين هممتَ بالرحيل آخر مرة وكان قد تساقط علي من كل ناحيه كأنه نجمات صغيره تدور حول القمر، حملته معي كشيء منك، كرائحة ترافقني أشتمها ، ولا تغادر نفَسي ، فهي أنت..
من حبك الذي حيرني، و كأنك تردد لي: " إني حيرتك فاحتاري " أقول تارة بكل يقين : "أنا حبيبتك بل أنا كل حبيباتك" ، وأعود لأصحو من أوهامي وأوقن أن بعدك بعد لا محيد عنه، أنا..! أنا...!! أنا لا أعرف من أنا عندك!!! ، حتى إني أبحث عن مكان لي فيك لكني ضعت فيك..
نعم أنت حبيبي الذي ما أحببت أحدا سواه ولا أحببت بمثل حبي له أحدا.
أ تعرف ذلك أم أن هذه المعرفة طارت أيضا بعيدا ،فطرت نحو الشمال، وطارت نحو الجنوب.. أم هي ذلك الريش المتناثر الذي ارتمى علي كأنه يقول لي قد تجاهلك .. إنه ليس هنا ؟؟
يا إلفي الذي جرحني فأوجعني واشتقت اليه فنسيني أين أنت؟
إني الآن أراقص ريشاتك التي تزين بها طيفك وإني أغني هنا.. أنا في رحلة عائليه أنثوية بامتياز إلا من صبي لا يتجاوز عمره شهرين وبضعة أيام، ومن ظل طيفك ، ومع ذلك أتساءل: ماذا إن كنت أنت هنا واقعا بالحقيقة أمامي؟
على هذه النغمات التي أراقص بها طيفك انضافت علينا سيدتان عندما لاحظتا مع الجمع الذي كانتا فيه ما نقوم به من مشاغبات ورقص وغناء ونشاط ..متناسين أو متجاهلين كل من حولنا ، إلا طيفك، لا أنساه ، وحتى إن تجاهلته أراه، كنت حاضرا معي، وأخذت مذكرتي لأكتب لك.
السيدتان واحدة منهما كانت من أحفير تلامس الجزائر أخوة تجرنا إلى العمق، ما إن علمتُ ذلك حتى طلبتُ تشغيل " الركادة" ، رقصنا عليها أيضا فتقدمت نحوي السيدة تعلمني بعض فنون الرقص على الركادة... ضحكنا كثيرا ، كانت رحلة ممتعة حقا لا ينقصها عندي أنا إلا حضورك الحقيقي أنت..
ترى سيسعدك أني أضحك؟! سيسعدك أني مستمتعة بهذا اليوم؟! أم أن الأمر لا يهمك... لا يسعدك ولا شيء؟!
ماذا إن كنت هنا واقعا بالحقيقة أمامي؟
كنا سنجلس معا على جذع شجرة من هذه الأشجار التي فقدت خرير المياه الجاري دائما على جنباتها، فلم يعد إلا هدير خفيف يسمع كأنه خيال أو كأنه خيالك الذي أراه؟! أم كنا سنفترش الأرض الخضراء المشبعة بصفرة الصيف ونتحدث كثيرا ؟ أتحدث عن الماء.. عن ضاية عوا التي غابت، عن La Prairie التي أخبرت أن سيدة من أغنياء بلاد عربية هي السبب في ضياع مائها فجأة، هذا المكان الذي يتوسط إفران أو كاد ، وزاد المدينة رونقا وبهجة، قيل لي إن تلك السيدة بنت لنفسها شيئا كالقصر، وكانت بحيرة La Prairie موردها.
لقد أصبحت بين ليلة وضحاها قابلة لأن تتمشى عليها بقدمك، ماذا لو أمسكت بيدي ورحنا نتمشى عليها أسفا فنذرف دموعنا حزنا عليها وتعود لتمتلئ من جديد لكن بدموع أعيننا..
مسكينة La Prairie ؛ لقد غاب عنها البط والإوز، غابات تلك النوارس التي كانت تحلق هناك ؛ تحب النوارس أنت .. أعرف.. طارت النوارس يا صاحبي..! لعلها تبعتك حيث أنت!!
سنتحدث أنت وأنا عنك ؛ عني؛ عنا ؛ عن أمنياتك؛ أمنياتي؛أمنياتنا ، عما تحقق وما لم يتحقق ، و عما تريدنا أيضا أن نتحدث؟! ترى عن أي شيء تحب أن أحدثك أنا؟!
هل تسمح لي أولا أن أسند رأسي إلى كتفك ؟ هل تسمح أن تمد ذراعك قليلا إلي وترسم على ملامحي ابتسامة السعادة؟ لأرفع أنا رأسي قليلا ، فنتأمل السماء معا ، ننظر الى تلك السحب المرتسمة فوقنا وهي تشكل بالفضاء قلبينا..
يا صاحبي هذه رسالتي سأحتفظ بها إلى أن أهديها نورسا زائرا عله يوما يوصلها إليك
(خربشة توقيع المشتاقة إليك)
|